السبت, يوليو 27, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباربعد عقدٍ على اعتمادها.. وجهان إيجابي وسلبي لأتمتة الامتحانات: خففت الأعباء عن...

بعد عقدٍ على اعتمادها.. وجهان إيجابي وسلبي لأتمتة الامتحانات: خففت الأعباء عن الأساتذة ولكنها أثرت على مستوى الخريجين

هاشتاغ _ نور قاسم

غزَت النماذج الامتحانية المؤتمتة الجامعات السورية منذ حوالي عقد من الزمن، على أساس أنها نظام متبَّع عالمياً في العديد من الدول، سواء الغربية أو العربية، وتعتمد على تصحيح الإجابات من خلال الماسح الضوئي دون أي تدخل بشري، ولكن هذه الآلية المتبعة في سوريا أدت للعديد من الإشكاليات على مستوى الطلبة، ولاسيما الخريجين منهم.

ويقول بعض المتخصصين الأكاديميين بأن التوجه نحو أتمتة النماذج الامتحانية له سلبياته على الرغم من إيجابياتها التي تتمثل في تخفيف أعباء التصحيح عن الأساتذة الجامعيين في ظل الازدياد الكبير للطلاب الجامعيين.

بالإضافة إلى أيضاً من إيجابياتها إمكانية تغطية كامل المنهاج، لكون عدد الأسئلة حوالي المئة في حين أن النظام التقليدي أسئلته محدودة.

خريجون بمستوى ضعيف..

عميد كلية الحقوق بجامعة دمشق الدكتور هيثم الطاس قال في تصريح ل”هاشتاغ” إن نسبة المواد المؤتمتة في الكلية 80٪.

في حين أنها يجب ألا تتجاوز 20٪ ، مشيراً إلى أن الأتمتة لوحدها غير كافية لتقييم مستوى الطلاب، وخاصة في كلية الحقوق التي تتطلب من كافة خريجها امتلاك مهارة الصياغة القانونية .

ويرى الطاس أن خريجي السنوات الأخيرة من الكلية ضعيفي المستوى بسبب النظام المؤتمت، وخاصةً أن الغش سهل جداً من خلال الإشارات بين الطلاب في القاعة الامتحانية.

ناهيك عن الإجابة بطريقة “التشليف” التي يمكن أن ينجح الطالب من خلالها أحياناً، بحسب قوله.

وأشار عميد كلية الحقوق إلى أن هذا النظام ليس متبعاً في كل الدول، ففي فرنسا ومصر على سبيل المثال، مازال التقديم الامتحاني تقليديا، ولكن الفارق بأن أعداد الطلاب في تلك الجامعات ليس كبيراً كما في الجامعات السورية، فكل أستاذ جامعي لديهم يصحح لحوالي ألف طالب وطالبة، أما لدينا فكل أستاذ جامعي يصحح حوالي ثلاثة آلاف إلى أربعة آلاف ورقة امتحانية، ولذلك يتم اللجوء إلى الأتمتة لإصدار النتائج بشكل أسرع.

وأضاف، أن هذا الأمر انعكس بشكل سلبي على المستوى العلمي للطلاب لعدم اهتمامهم بالفهم وإنما أصبح يهمهم النجاح فقط.

لا يؤثر على النوعية..

نائب عميد كلية الطب البشري بجامعة دمشق، الدكتور أسد ابراهيم قال في تصريح ل”هاشتاغ” إن بعض الكليات مثل الآداب والحقوق، الجزء الكتابي مهم جداً في عملهم، ولاسيما في الحقوق التي يجب أن يتمتع طلابها بفن استخدام اللغة القوية ومهارة الدفاع من خلال امتلاكه للصياغة اللغوية المتينة، ولذلك يجب تقليل النماذج المؤتمتة في هذه الكليات.

إقرأ أيضا: رئيس قسم القانون الجزائي بجامعة دمشق يطالب برفع الدعاوى على “قيصر”: حال دون إغاثة المنكوبين بالشكل الأسرع

وبيّن ابراهيم أن نسبة أتمتة الامتحانات في الكليات الطبية 100% ، مؤكداً أنه هذا النموذج لا يؤثر على النوعية في مستويات طلبة الطب، مشيراً إلى أنه لا يمكن لأحد النجاح بالتشليف فقط، ولاسيما مع وجود مئة سؤال يحتوي على خمسة احتمالات، وتوضع على أساس اختبار القدرة على الربط ما بين المعلومات من مواد ومواضيع مختلفة، وليست عبارة عن فقرة بصمية، وفي حال حدثت فستكون لمرة واحدة فقط وليس في كل المواد، فنسبة النجاح بالحظ في الأتمتة لا تتجاوز الواحد من مليون، وفق قوله.

وأشار ابراهيم إلى أن الطالب في كلية الطب لا يهمه النجاح بقدر ما يهمه المعدل، وأن تكون علامته فوق التسعين.

لأن المعدل وفقاً لابراهيم هو الذي يحدد خياراته والاختصاص فيما بعد، فنادراً ما يوجد طالب طب يدخل الامتحان للنجاح فقط.

أثرت على المقدرة اللغوية..

ولم ينكر نائب عميد كلية الطب البشري د. أسد ابراهيم أن النماذج الامتحانية المؤتمتة أثرت على مستوى خريجي كلية الطب من الناحية اللغوية والمقدرة على صياغة أفكارهم بسبب حجم المعلومات الطبية الكبيرة.

وتوافقه في الرأي عميد كلية الصيدلة بجامعة دمشق الدكتورة لمى يوسف بأنهم في الكلية يواجهون مشكلة حقيقية لاكتشافهم عدم امتلاك الطالب القدرة على الكتابة العلمية أو صياغة أفكارهم بأسلوب لغوي سليم لإنجاز مشروع التخرج أو للأبحاث في الدراسات العليا، وذلك إثر عدم وجود أي مادة يدرسها الطلاب خلال السنوات الخمس تحاكي الأسلوب الكتابي العلمي والمهارات اللغوية.

إقرأ أيضا: الاتحاد الوطني لطلبة سوريا يدرس منح دورة استثنائية لطلاب جامعات المحافظات المنكوبة

وأشارت يوسف إلى أنه من الضروري وجود مادة واحدة على الأقل في الكلية تُعنى بطريقة كتابة البحث العلمي، وأن يكون الامتحان فيها تقليديا.

الوقوع في التكرار..

ولفتت يوسف إلى أنه بالرغم من تخفيف عبء التصحيح على الأستاذ إلا أنه في المقابل يقع على عاتقه وضع الأسئلة والتي يبلغ عددها ما بين سبعين إلى مئة سؤال، وكل سؤال يتضمن أربع خيارات وإحداها صحيح فقط، مشيرةً إلى ضرورة وضع الأسئلة على أسس منهجية وعلمية.

كذلك أن يكون الأستاذ قادراً على إبداع سؤال متعدد الخيارات لكي لا تكون الأسئلة مبهمة. حسب تعبيرها.

وأضافت يوسف إلى أن تكرار وضع الأسئلة مع وجود عدة دورات امتحانية في السنة يرهق الأستاذ الجامعي، لأن بنك الأسئلة يمكن أن يُستنفَذ بعد فترة، مما يضطره لتكرار بعض الأسئلة من الدورات السابقة وربما تكرار نموذج بأكمله، مبينةً أن تعاون الطلاب على حل أسئلة الدورات قد يؤدي إلى نشر الإجابات الخاطئة فيما بينهم، كما أن الطالب لم يعد مهتماً بالمعرفة والبحث للوصول إلى المعلومة الصحيحة باجتهاده الشخصي بقدر اهتمامه بالإجابة بحد ذاتها، حتى وإن لم يكلف نفسه عناء البحث عنها.

إقرأ أيضا: وزير التربية السوري يحسم الجدل: لا تمديد للعطلة الانتصافية

وأشارت يوسف إلى أنه من سلبيات النماذج الامتحانية المؤتمتة، الهدر الكبير في طباعة الأوراق الامتحانية لكون كل نموذج يحتوي على ستة أو ثمانية صفحات، والجامعة تطبع النماذج على أعداد الطلاب ولكن قسم كبير منهم يستنكفون عن تقديم الامتحان مما يؤدي لمئات البقايا من النماذج الامتحانية التي يُعاد تدويرها، ولكن في المقابل كبدت طباعتها أعباءً وتكاليف كبيرة.

كما ترى أنه من المفترض وجود محاسبة للطلاب الذين لا يتقدمون إلى الامتحان للحد من الاستنكاف قدر الإمكان.

إقرأ أيضا: لأول مرة في الشرق الأوسط.. بحث علمي لجامعة دمشق يحصل على جائزة عالمية

ما الحل؟

وعن الحلول بيّنت عميد كلية الصيدلة د. لمى يوسف أنها عبارة عن سلسلة يجب تفكيكها من الأساس، وتكمن بضرورة إعادة النظر بسياسات القبول إلى الكلية، لأن سوق العمل لم يعد قادراً على استيعاب أعداد أكثر من الصيادلة الذين يتم تخريجهم على مساحة الوطن ككل، وخاصةً مع قلة أعداد أعضاء الهيئة التدريسية.

وأضافت، أيضا قلة الإقبال إلى المسابقة التي تعلن عنها جامعة دمشق لتعيين أعضاء الهيئة التدريسية، لإقبالهم على الجامعات الخاصة التي تعطي أجورا مرتفعة لهم مقارنةً مع الجامعات الحكومية.

كما أشارت إلى وصول عدد الخريجين في العام الفائت إلى 1500 متخرج ومتخرجة، وهو عدد كبير جدا حسب قولها.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة