الإثنين, مارس 17, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةفنإلى فريق «شارع شيكاغو» ... بلّوا صوركم؟!

إلى فريق «شارع شيكاغو» … بلّوا صوركم؟!

هاشتاغ سوريا- وسام كنعان

لن نبالغ لو قلنا بأن المخرج السوري محمد عبد العزيز واحد من أكثر الناس تهذيباً، في تلّقي الآراء المختلفة عن سياق شغله. حتى الاتهامات يداريها بهدوء، ويرّد عليها باتزّان عالٍ.

الرجل مزاجه هادئ، وعينه سينمائّيةً بحق! الشواهد على ذلك في عدد لا بأس فيه من أفلامه. لكن ما الذي يجعل مخرج مثله يقتحم عالم التلفزيون في سوريا، لينحدر إلى مستوى المنتج والنائب ورجل الأعمال الشهير محمد قبنّض.

«الحجي» الذي يحظى بتمجيد جوقة من صنّاع الدراما الأمّية، يحمل شهادة دكتوراه دون قدرة على صياغة جملة فصيحة واحدة، ويملك الجنسية البريطانية ربما، بلا أدنى معرفة بألف باء اللغة العالمية الأولى. وينظّر في الدراما على عفويّة وفطرية أجدادنا القدامى قبل اختراع التلفزيون!

«الحجيّ» على صغر درايته وليّ نعمة كثيرين… طبعاً سيقول قائل ما الضير في ذلك. طالما أن الغالبية العظمى من المنتجين السوريين يملكون براءة الذئب من دم يوسف، عند الحديث عن المعرفة عموماً، ولو بحدودها الدنيا! هم بالنسبة لأي فنان مجرّد «شوال مصاري» سينفع لو حفظ بضع مصطلحات فنية، ولو استخدمها في غير مكانها، يبدو ذلك كوميدياً في موجة القتامة التي تعيشها البلاد. ولن يؤذي المنتج شيئاً لو كان جاهلاً وأميّاً فيما لو أعطى الصلاحية لأولي الأمر. لكن أن يتحوّل «أوردر» مخرج سينمائي وتلفزيوني مكرّس في موقع التصوير وأمام اعين ومسمع الصحافة وغيرها إلى كلام عابر، أو مجرّد غبار منسي كونه مركون في مطرح لا يعني هذا الفريق بشيء، فهذا بصدق يستحق غيرة مهنية حقيقية على الرجل الذي نأمل منه دائماً أشياء مختلفة.

القصة أنه خلال زياتنا لموقع تصوير مسلسل «شارع شيكاغو» (ورشة كتاب، وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج «قبنّض» ومنصة «ويّاك») طلبنا من ربّان العمل صوراً، كما تفعل الصحافة منذ قرون، في نيّة للترويج عن هذا المنجز المفترض. التفت عبد العزيز لمصوّر اسمه دافاي، وأشار إليه بضرورة إرسال صور وتبادلنا الأرقام والإيميلات. بعدها بأيّام قليلة دخلت البلاد بدوّامة كورونا وتوقّف تصوير المسلسل وتم تأجيله لما بعد الموسم الرمضاني.

والآن قاربت الكاميرات من التوقّف وسيعرض خارج الموسم إضافة للمنصة الخليجية! تواصلنا مع المصوّر صاحب الاسم العالمي فلم يجب. طلبنا من شركة الإنتاج صوراً فأرسلت لنا من كلّ أعمالها هذا العام عدا عن «شارع شيكاغو« أعدنا الطلّب مرّة جديدة من المنتج المنفّذ «أفاميا للإنتاج الفني» فبذل مديرها فراس الجاجة كلّ جهده لكن عجز! في هذه الأثناء تواصل معنا مدير الانتاج عمار سراقبي وطلب عنوان بريد إلكتروني، فأرسنا له دون أن نتلقى جواباً من معاليه. هذا الأمر استغرق أيّاماً. أخيراً تواصل المدير التنفيذي للشركة المنتجة أيهم قبنض من دبي أثناء كتابة هذه السطور أي قبل دقائق، وتأكّد من البريد الإلكتروني ووعد بأن يختار صوراً ويرسلها سريعاً؟! حتى ولو أرسل فقد سبق السيف العذل كما أجبناه حرفيّاً!!

غالباً سيعتقد من يقرأ، بعد كلّ هذه المداورات والمباحاثات، والاتصالات المكوكية، بأن «قبنّض» كانت على وشك تزويدنا بخريطة الكنز، أو بشيفرة الحل الجذري لأزمات الكوكب، على رأسٍها سوريا المتلفة! لكن الحقيقة الموجعة، أن كل ما طلبناه صورة لنساهم في الترويج عن مسلسل محلي خالص في منابر إعلامية عربية محترفة!

ما علينا، ربمّا بات من الحق القول لصنّاع «شارع شيكاغو» من المسؤولين عن هذا الجانب التقني، خذوا صوركم، بلّوها واشربوا منقوعها، عساكم تعرفون حينها بأن الترويج الإعلامي على سوية واحدة من القيمة، مع جوهر المادة الفنية التي تجرّبون صناعتها!

مقالات ذات صلة