الثلاثاء, أبريل 22, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباراتفاق بين الوجهاء والأمن العام.. ما هي تفاصيل أحداث واتفاق جرمانا؟

اتفاق بين الوجهاء والأمن العام.. ما هي تفاصيل أحداث واتفاق جرمانا؟

في ظل الأوضاع الأخيرة التي شهدتها مدينة جرمانا بريف محافظة دمشق، ومقتل أكثر من عنصر من جهاز الأمن العام بعد اشتباكاتهم مع المجموعات المسلحة من اللجان الشعبية في المنطقة.

 

شهدت مدينة جرمانا في ريف محافظة دمشق خلال اليومين الفائتين، توتراً كبيراً على الصعيد الأمني والاستقرار في المنطقة، ووقوع قتلى وإصابات عديدة بين المتنازعين، في محاولة لدخول المدينة من قبل قوات الأمن العام للحكومة الانتقالية في سوريا.

 

أهالي جرمانا يقودون زمام الأمور

بعد سقوط النظام المخلوع في سوريا منذ الثامن من ديسمبر لعام 2024 الفائت، اجتمعت اللجان الشعبية والفصائل المحلية في المدينة، لحماية الممتلكات والأرواح في ظل مخاوف من حدوث أي أعمال تخريبية او انتقامية.

 

وبعد استلام الحكومة الانتقالية لإدارة شؤون سوريا، من خلال استمرار عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية، ودخول قوات الأمن العام لمختلف المناطق السورية في المحافظات، تم الاتفاق على استمرار حماية المدينة من قبل الأهالي والفصائل المسلحة منهم، من خلال نصل الحواجز على مفترق الطرق وجميع المداخل والمخارج للمدينة.

 

منع السلاح واللثام والتواجد العسكري

في استمرار تجمع الفصائل المسلحة في المدينة، والتناوب على الحواجز وغيرها، طلب الأهالي دخول العاملين في الحكومة لتشغيل المراكز الإدارية وتسيير شؤون المواطنين، من خلال تفعيل البلديات والمخافر والعدلية في المدينة، وعندها دخل المعنيون باستلام المراكز الإدارية من قبل الحكومة الانتقالية.

 

في حين، أصدرت الهيئة الروحية في مدينة جرمانا، بياناً عُمّم على جميع الفصائل والاهالي المشاركة في حماية المدينة، عدم وضع اللثام او اي شعارات دينية، وعدم تفتيش المنازل الا بأمر تفتيش مسبق صادر عن الجهات المختصة والأسباب أمنية، إضافة إلى التقيد التام بأدبيات التعامل مع المواطنين وعدم التعرض لأي منهم.

 

ما قصة الأحداث الأخيرة؟

بدأت أحداث مدينة جرمانا منذ مساء يوم الجمعة، بعد محاولة دخول بعض العناصر لوسط المدينة، على أن يتم تسليم اسلحتهم قبل دخولهم للمدينة، ولكن حصل ما حصل أثناء وقوفهم على حاجز أدى إلى اشتباك مسلح أسفر عن مقتل أحد العناصر التابعين لجهاز الأمن العام “أحمد الخطيب” وحجز عنصر آخر.

 

إعلان النفير العام

حصل اشتباك من قبل بعض المجموعات المسلحة وفصيل تابع لإدارة العمليات العسكرية على محيط مدينة جرمانا من جهة المليحة، في مساء يوم السبت، على خلفية مقتل “الخطيب” ورفض تسليم الفاعلين من المنطقة، والتي استمرت لفترة محدودة، بالتزامن مع إعلان حالة النفير العام بين الفصائل المسلحة في المدينة.

 

وفي نفس الوقت، وصلت التعزيزات العسكرية من قبل الفصائل المسلحة من محافظة السويداء على رأسهم “ليث البلعوس” و”سليمان عبد الباقي” لتهدئة الأوضاع في المدينة، وقيادة ملف المفاوضات مع إدارة الأمن العام، وتسليم المطلوبين بحادثة القتل الأخيرة.

“إسرائيل” تنتهز الفرصة بحجة حماية الدروز

بالتزامن مع حصول الاشتباكات بين الفصائل المسلحة والعناصر، صرّح رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير الدفاع الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” بعدم التعرض لمدينة جرمانا من قبل نظام الحكم الجديد في سوريا، واستعداد الجيش الإسرائيلي للتدخل بحماية مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية على حد تعبيرهما، محذرين بقصف المواقع العسكرية في حال الاعتداء على المناطق في الريف الجنوبي من سوريا.

 

في حين، أعلنت الهيئة الروحية في مدينة جرمانا تأكيد محاسبة الفاعلين، وأن مدينة جرمانا هي جزء لا يتجزأ من سوريا، وقبلتها دمشق، كما صرّح “ليث البلعوس” عن عدم السماح للتدخل بالشؤون الداخلية لسوريا، ومحاولة تطويق النزاع دون أي تصعيد على الساحة السورية.

 

حشد للأمن العام ومفاوضات للدخول

اجتمعت قيادة الفصائل والوجهاء في المدينة مع وفد المفاوضات للأمن العام، لدخول قوات الأمن العام للمدينة، ومحاسبة مرتكبي حادثة إطلاق النار الأخيرة ومقتل “الخطيب” على أثرها، وسط تجمع حشد من المركبات والعناصر لجهاز الأمن على محيط مدينة جرمانا، بوجود إعلامي لنقل التغطية المباشرة لعملية الدخول.

 

كما تم الاتفاق خلال الاجتماع، على إعادة تفعيل ناحية جرمانا بجميع عناصرها، واستمرار عملها كالمعتاد، ودخول قوات الأمن العام لمدينة جرمانا واستلام مبنى الناحية أصولا.

 

دخول مركبات الأمن بأعلام الطائفة الدرزية

في مساء يوم الأحد، وبعد الاجتماع المنعقد بين قيادة الفصائل ووجهاء مدينة جرمانا مع وفد المفاوضات من الأمن العام، دخلت قوات الأمن العام رافعين علم الطائفة الدرزية على جميع المركبات التابعة لهم، وسط ترحيب من قبل المواطنين والأهالي في المدينة.

 

حيث قضى الاتفاق على دخول مجموعة من الأمن العام إلى مبنى الناحية فقط وضمن شروط سيعمل عليها الطرفين بالمشاركة بين أبناء المدينة والأمن العام لإعادة تفعيل قسم الناحية، مع استمرار بقاء الحواجز التابعة لأهالي جرمانا على مداخل المدينة على حالها، وأي مجموعة من خارج المدينة تريد الدخول إليها ستقوم بتسليم السلاح إلى الحاجز وإعادته بعد خروجهم، لضمان السلم الأهلي في المدينة.

 

قتلى وجرحى كحصيلة أولية

نتج عن الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة جرمانا، وفاة الشاب “أحمد أبو ندى” من الوافدين في مدينة جرمانا، وإصابة 5 آخرين، دون تسجيل أي حالات جديدة.

 

إعلام النظام بحلته الجديدة

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي، والصفحات الرسمية للوسائل الإعلامية في الحكومة الانتقالية، عن تواجد فلول النظام المخلوع في مدينة جرمانا، وعن دخول قوات الأمن العام لمدينة جرمانا بقوة السلاح والتهديد، وسط أنباء عن تطويق المدينة بشكل كامل، وتصريحات للمسؤولين باتخاذ قرار السيطرة على المنطقة وسحب السلاح من قبل المجموعات وحصره بيد الدولة.

 

ويذكر أن مدينة جرمانا الواقعة في ريف محافظة دمشق، تشكل نموذجا مصغرا عن حالة العيش المشترك بتنوع المكونات والطوائف في المدينة، واستقبال العديد من المهجرين قسراً نتيجة قصف النظام المخلوع وحلفائه للمناطق السورية كافة.

مقالات ذات صلة