الأربعاء, ديسمبر 11, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةصحةاختصاصية نفسية لـ"هاشتاغ": الاكتئاب عند الأطفال ليس مجرد حالة حزن طبيعي إنّما...

اختصاصية نفسية لـ”هاشتاغ”: الاكتئاب عند الأطفال ليس مجرد حالة حزن طبيعي إنّما هي حالة تتطلب التعامل بجدية وحزم  

هاشتاغ _ ياراصقر

يعرّف الاكتئاب عند الأطفال بأنه اضطراب شديد في الحالة المزاجية، يمكن أن يسلب السعادة من حياة الطفل.

وتشير الأبحاث إلى أن ثلاثة من أصل 100 طفل صغير يعانون من الاكتئاب الحاد، مقابل تسعة من أصل 100 مراهق.

تقول رامة حمود، الاختصاصية التربوية والنفسية لـ”هاشتاغ”:إن الاكتئاب عند الأطفال هو حالة نفسية تظهر من خلال تغيرات حادة في المزاج، فنجد عزوف الطفل عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وتتولد لديه الرغبة في العزلة.”

وتضيف حمود ، أن الطفل يمكن أن يعاني أيضا من حالة الشرود، وسرعة الانفعال، والتململ والانحياز نحو الكسل.

كما يشعر بالرغبة في الاعتماد على الأم في تأدية المهام اليومية البسيطة والمعقدة على حدٍّ سواء وفقدان الشهية، وقلق خاصة في الليل.

كذلك تلاحظ أعراضا أخرى تتمثل بالبكاء المستمر في أغلب الأوقات مع تأرجح دائم في الحالة الشعورية للطفل، فيكون تارة حزين بشكل مفرط وتارة سعيد بدون سبب، واضح. حسب قولها.

و أكدت الأبحاث والدراسات أن الاكتئاب يصيب مختلف الأعمار، من مرحلة الجنين وحتى مرحلة الشيخوخة، ويصيب بشكل كبير الأطفال منذ الولادة إذ ينتقل عن طريق إصابة الأم بما يعرف بالاكتئاب مابعد الولادة.

أسباب الاكتئاب

ووفقا للاختصاصية، هناك عدة عوامل قد تسبب حدوث اضطراب الاكتئاب عند الأطفال:

1- العوامل الوراثية:

إذ أثبتت الدراسات والأبحاث الحديثة أن القلق والتوتر والاكتئاب ينتقل بشكل كبير وراثياً.

2- العوامل العضوية:

مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية يسبب حالة من الاكتئاب الواضح لدى الطفل، إساءة استخدام المواد التي قد تسبب نوع من الإدمان مثل استنشاق الشعلة وغيرها.

كذلك إصابة الطفل بأمراض مزمنة خطيرة تجعل الطفل عرضة للإصابة بالاكتئاب من مثل السكري والسرطان وغيرها.

إقرأ ايضا: دراسة جديدة: الصدمات التي تحدث في الطفولة تزيد حالات الإصابة بالاكتئاب عند البالغين

وبالتالي هنا لابد من معرفة وضع الطفل والتأكد من عدم وجود أسباب عضوية تؤثر في حالة الطفل، إذ قد يفيد علاج السبب العضوي مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية في علاج الاكتئاب بشكل تلقائي دون الحاجة إلى طبيب أو معالج نفسي.

3- العوامل الأسرية:

الحرمان العاطفي وعدم إشباع حاجات الطفل العاطفية يعد أحد أكثر العوامل التي تسبب بشكل كبير اكتئاباً حاداً لدى الطفل.

4- العوامل والاضطرابات النفسية:

قد يترافق الاكتئاب مع اضطرابات نفسية ثانية مثل اضطراب القلق المعمم أو الحالات الذهنية.

تشخيص اكتئاب الأطفال

توضح حمود، بأن تشخيص حالة الاكتئاب عند الطفل تتم على ثلاث مراحل:

أولا_ لابد من التمييز بين المزاج السيء الذي قد يصيب الطفل نتيجة حدث عارض وغير مستمر؛ مثل الحصول على درجة متدنية في امتحان دراسي ما، أو خلاف مع أحد أقرانه المقربين، هنا حزن الطفل الذي يستمر لمدة يوم أو يومين هو مجرد تغير أو تقلب في المزاج وحسب.

بينما استمرار حزن الطفل ورغبته في العزلة لمدة ٦ أسابيع على الأقل، هنا يعتبر اضطراب اكتئاب صريح، وهو يختلف اختلافا كليا عن الاكتئاب المقنّع؛ وهو عبارة عن أسلوب يلجأ إليه الطفل أحياناً لجذب الانتباه أو الحصول على بعض الامتيازات من قبل والديه أو معلميه. حسب الاختصاصية.

ثانيا_ ظهور أعراض و علامات مثل الصداع المستمر وفقدان الشهية، قلة النوم، فقدان الوزن، العصبية.

ثالثاً- خلال الفحص السريري عن طريق مايسمى الرنين المغناطيسي الوظيفي يظهر عند الطفل المكتئب تغيرات واضحة في نشاط الدماغ وكيميائيته.

علاج اكتئاب الأطفال

تقول حمود “في حال عدم وجود أفكار انتحارية عند الطفل يمكن للعلاج السلوكي المعرفي أن يكون فعالاً ومفيداً.”

و تكمل “أي عن طريق محاولة تعديل أفكار وسلوكيات الطفل من خلال بث الطاقة الإيجابية ورفع مستوى الإقبال على الحياة لديه من خلال إشراكه في الأنشطة الاجتماعية تدريجياً، إشباع حاجاته العاطفية من حب وأمان واستقرار، وإبعاده عن مصدر القلق والخوف الذي قد يكون السبب في حدوث الاكتئاب، توفير الراحة الكافية والأمان الفعّال في حال تعرض الطفل لتنمّر من قبل أقرانه من خلال رفع مستوى الثقة بقدراته وإمكانياته وخاصة من قبل بيئته الحاضنة الداعمة له.”

و تؤكد أنه في حال وجود أفكار انتحارية لدى الطفل فالأدوية والعقاقير هي الحل الأمثل والآمن.

وتختم حمود حديثها لـ” هاشتاغ” بالقول “إننا للأسف مازلنا نعاني من حالة واضحة من الإنكار من قبل الأهل، نتيجة الخوف من وصمة المجتمع للطفل بأنه مكتئب، وهنا لابد من معرفة أنً الاكتئاب ليس مجرد حالة حزن طبيعي، إنّما هي حالة تتطلب التعامل بجدية وحزم لأنَّ آثارها السلبية قد تكون مدمرة لحياة الطفل، فكلما زادت درجة الوعي والتقبل كلما تمكنا من توفير السلامة والراحة النفسية أطفالنا.”

 

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة