الأربعاء, يناير 22, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسية"السياسة" أُمّ الاختراع..

“السياسة” أُمّ الاختراع..

هاشتاغ_مازن بلال

ما يصح على “الحاجة” يغدو سياسة في مسار الأزمة السورية، والمسألة ليست في إطار التحليل لحدث ضمن مسار الدبلوماسية الدولية، أو في آلية التحولات التي نشهدها إقليميا، لكنها جزء من مأزق الحالة السورية التي بدأت بتناقض سوري – تركي، وتصل اليوم إلى “حاجة” لكسر هذا التناقض بعد أن بات النظام الإقليمي ككل خارج أي تصورات تم وضعها مع بداية الحرب في سورية.

بالتأكيد يمكن تفسير المسار الدبلوماسي الذي فتح مؤخرا بين أنقرة ودمشق بمصالح متعددة، ولكن الهدنة التي تحاول موسكو وضعها على طول الجبهة السورية – التركية تملك مشهدا عاما على مستوى النظام الإقليمي عموما، حيث شهدت السنوات الأولى من الحرب ظهور قضية أوسع من “تغيير السلوك السوري” الذي كان مطلبا أمريكيا منذ احتلال العراق، فالأزمة السورية شكلت اختبارا لكل أشكال التحالف وصولا إلى مرحلة اجتياح إدلب، ويمكن هنا تمييز أمرين:

– الأول أن كل المعارك لم تكن قائمة على تصورات لشكل النظام الإقليمي بعد تحييد الدور السوري، إنما إيجاد خلل في التوازن يمكنه أن يفتح الباب لمختلف التحولات بما فيها إعادة رسم مسار السلام مع “إسرائيل”.

عمليا فإن الأزمة السورية رسمت عبر كل التناقضات التي ظهرت على أرضها المسار المختلف الذي ظهر ضمن النظام الإقليمي، حيث بدت الحرب السورية كنقطة فرز لمسار الأدوار التي بدأت في خلق توازن مختلف، ومحاولة عزل “الجغرافية السورية” عن مجمل العلاقات على الأخص في منطقة الخليج، وغيرت هذه المحاولات من المشهد العام لشرقي المتوسط.

بعد أكثر من احدى عشرة عاما على ظهور ما أطلق عليه “الربيع العربي” هناك “انقلاب” في المحاور؛ بدت فيها دول شرقي المتوسط ضمن حزام خطر مولع بالحروب والتوترات، بينما يتم بناء نموذج نقيض لا يشهد تحولا سياسيا فقط بل ثقافي أيضا.

– الأمر الثاني أن شرقي المتوسط أصبح مساحة المعارك الخاسرة، حيث لا يمكن إيجاد تحول جذري إنما تكريس لمشهد الانقسام المستمر حول مجمل المسائل التي تشكل استراتيجيات لدوله.

هناك معركتين الأولى في مناطق الشمال التي تشكل سورية والعراق وحتى تركيا، وهي اشتباك عسكري بكل ما يحمله هذا الأمر من عدم استقرار، وأما المعركة الثانية فهي بناء جغرافية بديلة أو حتى عازلة تستطيع حمل الأعباء الثقافية والسياسية التي ارتبطت بعواصم الشمال.

الحاجة التركية اليوم لا ترتبط بـ”الحديقة الخلفية” التي تم الحديث عنها قبل الأزمة السورية، فهناك منظومة إقليمية منافسة تظهر في محيط الخليج العربي وترسم ملامح لعلاقات مختلفة تجعل من الدور التركي أمرا صعبا.

في المقابل، فإن موسكو تعرف أن المعركة في سورية خاسرة إذا لم تملك الطاقة السياسية لتكوين علاقات إقليمية جديدة، وهذه الحاجة تكبر مع الصراع الروسي للتأثير في النظام العالمي، ويبدو المسار اليوم هو لكسر حدة التناقض ما بين الشرق الأوسط التاريخي، رغم أن هذا المصطلح أُطلق من منطقة الخليج، والمنظومة الإقليمية التي تتشكل على أساس “جاذبية” الاستقرار والتنمية التي تبدو واضحة على مساحة الخليج، هذا التناقض ربما يدفع التحرك الدبلوماسي من جديد وبشكل لا يراعي بداية الأزمة السورية، فالحاجة السياسية اليوم تبدو في فك الاشتباك بين أنقرة ودمشق لتحرير عقدة الحل السياسي للأزمة السورية

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
مقالات ذات صلة