يشهد التاريخ الإسرائيلي بعشرات الانتهاكات التي طالت الصحفيين من مختلف البلدان العربية، والتي كان آخرها مقتل الصحفية “شيرين أبو عاقلة” مراسلة قناة الجزيرة، ليصل بذلك عدد الصحفيين الذين لقوا حتفهم بالنيران الإسرائيلية إلى 47 صحفياً منذ عام 2000، وفقاً لإحصايات الاتحاد الدولي للصحفيين.
ويأتي استهداف “أبو عاقلة” بعد عامٍ واحد على مقتل الصحفي في إذاعة صوت الأقصى “يوسف أبو حسين” إثر قصف منزله في غزة يوم 19 أيار/مايو 2021، بغارات إسرائيلية دمرت عشرات المباني السكنية، إضافةً لاستهداف وتدمير أكثر من 20 مؤسسة إعلامية فلسطينية وغير فلسطينية، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وخلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة عام 2018، قُتل الصحفيان الفلسطينيان “ياسر مرتجي” و”أحمد أبو حسين” خلال تغطيتهما للمسيرات، والتي أصيب خلالها أكثر من 400 صحفي، لتكون بذلك أعلى حصيلة لاستهداف الصحفيين في فلسطين منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014 الذي استمر 50 يوماً وقتل خلاله 16 صحفياً فلسطينياً.
ووفقاً لبيان نشرته نقابة الصحفيين الفلسطينيين، مؤخراً، ارتكبت “إسرائيل” مجازر بحق الصحفيين في بيوتهم الآمنة أو خلال تغطياتهم الميدانية، إذ أدى القصف إلى إصابات وأضرار لحقت بأكثر من 70 صحفياً في قطاع غزة، بالإضافة إلى تسجيل نحو 100 انتهاك بحق الصحفيين الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس خلال السنوات الأخيرة من المواجهات.
وفي بيان نشرته اللجنة العربية لدعم الصحفيين، فقد ارتكبت إسرائيل أكثر من 650 انتهاكاً بحق الإعلاميين في الأراضي الفلسطينية منذ بداية عام 2021، مشيرةً إلى أن هذه الانتهاكات أسفرت عن استشهاد صحفيين على الأقل، وتدمير أكثر من 59 مؤسسة إعلامية، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية، سيّما وأنّ كافة المواثيق والأعراف الدولية تكفل للإعلامي حرية التنقل والتغطية ونقل الأخبار بدون أيّة ضغوط.
وتقدم الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتنسيق مع محامين رائدين في مجال حقوق الإنسان، في شهر نيسان/أبريل الماضي، بشكوى أمام المحكمة الجنائية الدولية تتهم “إسرائيل” بارتكاب جرائم حرب بسبب استهداف للصحفيين الذين يعملون في فلسطين، وتقاعسها عن التحقيق في عمليات القتل التي يتعرض لها العاملون في وسائل الإعلام.