السبت, يوليو 27, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباركيف تتغير معادلة الصراع؟ 

كيف تتغير معادلة الصراع؟ 

هاشتاغ-رأي-مازن بلال

المشهد في غزة غير التحولات على مستوى معادلة الصراع مع “إسرائيل”، فالوضع الإنساني يشغل الجميع بينما يتحول القطاع باتجاه تغيرات لا ترتبط بتبديل الديمغرافيا فقط، إنما بكسر المساحات التي مثلتها غزة خلال العقود الأربع الماضية، فهي كونت نقطة بداية التفكير بـ”دولة فلسطينية”، وفي المقابل فإن تركيز المقاومة حول غزة خلق رمزية خاصة، وتبدو عمليات التدمير الممنهج صورة أولية لقواعد الاشتباك القادم.

ظهرت المفارقة الأساسية للصراع عبر التحركات العسكرية الأمريكية بعد أقل من 24 ساعة على عملية طوفان الأقصى، فالولايات المتحدة اعتبرت العملية “فرصة” لفتح احتمالات جديدة يمكنها أن تشكل بداية سياسية جديدة.

وتسارع التحرك الأمريكي حاصر الوضع الإقليمي بالكامل قبل أن تبدأ قطر بفتح خطوط دبلوماسية، وبغض النظر عن فشل أو نجاح المساعي القطرية، إلا أنها حددت أطرا سياسية لأي مستقبل للحلول السلمية، فهي طرحت مسألتين:

تحديد المعنيين بمسألة الحل السياسي، فرغم أن هناك جبهات مختلفة مفتوحة اليوم، لكن القرار السياسي تم وضعه سلفا في محور قطر – القاهرة فقط، وهو ما خلق سقفا لكل المفاوضات، وجعلها تتأرجح ما بين الإفراج عن “الإسرائيليين” مقابل إطلاق بعض الأسرى الفلسطينيين، ومسألة الإغاثات الإنسانية وذلك دون التطرق إلى أي حل طويل الأمد مع حماس.

بات الصراع وفق التحديد السابق مقتصرا على قدرة الوسيط القطري في إيجاد تفاهمات على إيقاع وحشية “إسرائيل“، بينما يقوم محور المقاومة بإعادة تجميع العوامل العسكرية دون وجود غطاء سياسي يمكنه أن يطرح شرعية لأي حل قادم من قبل هذا المحور، وبالطبع يمكن لهذا الأمر أن يخلق تشويشا على أي حل يمكن أن يتم التوصل إليه تحت الغطاء الأمريكي، لكنه في المقابل لا يستطيع تبديل معادلة الصراع الجديدة.

المسألة الثانية هي طبيعة التفاعل الدولي مع حرب غزة، حيث ظهر أن الحرب تمتلك الشرعية على مستوى النظام الدولي القائم، ولم تستطع ردود الفعل الشعبية أو حتى على مستوى المنظمات الدولية للوصول إلى قرارات حاسمة في مجلس الأمن الدولي.

هناك تحييد واضح لقوى التوازن على مستوى الصراع مع “إسرائيل”، وسبب هذا الأمر هو الاضطراب الذي لحق العالم بعد الحرب الأوكرانية، حيث يبدو الموضوع الفلسطيني ضمن هامش ضيق يترافق مع توترات متلاحقة وصراعات على المستويين الاقتصادي والسياسي.

تتسارع معادلة الصراع بشكل غير مسبوق خصوصا مع استخدام المساعدات الإنسانية لإحداث تبدلات عميقة، سواء عبر ميناء سيبنيه الأمريكيون، أو من خلال العمليات التي تجري بالجو بالتنسيق مع “الإسرائيليين”، فالإجراءات القائمة حاليا هي في ظاهرها استعراض إعلامي ليس إلا، بينما في العمق تؤكد شرعية حرب “إسرائيل” بكل ما تحمله من عمليات إبادة أو مجازر، فالعمليات الإنسانية هي اصطفاف مع الموقف “الإسرائيلي” وتأكيد على “الحق” في التعسف في استخدام القوة.

لم تعد حرب غزة تحمل انتصارا لأي طرف لأن معادلة الصراع تبدلت، فالقوة العسكرية تكتسب شرعية وأسبقية على الحقوق، والصمود الغزاوي بالتأكيد يشكل “ملحمة” لكنه لن يحقق انتصارا و”إسرائيل” أيضا لن تحقق مثل هذا الانتصار لأنها لن تستطيع سحق حماس، بينما على المستوى السياسي هناك وضع مختلف مع عجز النظام الإقليمي على توفير أي رادع لـ “إسرائيل.

 

مقالات ذات صلة