Site icon هاشتاغ

“داعش” يستبدل مصادر تمويله في سورية: سرقة الماشية والإتجار بها بعد قتل أصحابها

اتجه تنظيم “داعش” وعلى مدار عامين، إلى مصادر تمويل أخرى؛ بعد أن بات يواجه أزمة في التمويل بعد هزيمته في سورية 2019، وكان أبرزها قتل الرعاة وسرقة الماشية، حيث اعتبرها بمثابة سلاح ذي حدين أولهما الإمداد والثاني الفوضى التي تثيرها عمليات القتل حيث يستغلها تنظيم “داعش” للتخفي بين النازحين.
ووفقاً لصحيفة “مترو” البريطانية، فإن التنظيم المتطرف ينخرط في عملية تهريب “سهلة ومربحة”، في حين يبحث عن مصادر تمويل أخرى غير النفط الذي مول من خلاله خلافته المزعومة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، تقوم خلايا التنظيم في حماة والمناطق المتاخمة للرقة وحلب بشن عمليات واسعة النطاق في السوق السوداء بعد خسارة داعش سيطرته على الأراضي عام 2019.
ويبيع المقاتلون المتخفون في هيئة رعاة الأغنام المسروقة من السكان المحليين بسوق الماشية، إما في المناطق الشمالية التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” التي يقودها الأكراد، والمدعومة من الولايات المتحدة، جنوبا في المناطق السورية الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وإما عبر الحدود في العراق.
وأبلغ عن سرقة مئات من الحيوانات أسبوعياً بداية عام 2021، مع تعرّض المزارعين للقتل في غارات أو جراء الألغام المزروعة على الطرق وبمناطق الرعي، هذا فيما تستخدم بعض الماشية لإعالة المقاتلين.
وقال جريجوري ووترز، الباحث بمشروع مكافحة التطرف، لصحيفة “مترو”: “إنها ليست كتجارة النفط التي كانت لدى (داعش) عندما كان يسيطر على الأراضي، لكن ليست لديهم النفقات الموجودة من قبل. كل ما يحتاجونه الآن هو إمدادات لخلاياهم وللدفع للمهربين”.
وأضاف ووترز: “إنها عملية سهلة ومربحة. كما أنها تخدم غرضا ثانيا يتمثل في أنه من خلال قتل الرعاة وسرقة الأغنام يصبح هناك مزيد من النازحين داخلياً، مما يعني مزيداً من مسارات التهريب والمعابر غير الرسمية”.
وأوضح أن “هذا يسهل على عناصر (داعش) التسلل إلى المناطق حيث يتمكنون من الاختباء بين الغرباء الذين يتنقلون من مكان لآخر”.
وطبقاً لتقرير أعده ووترز لـ”مشروع مكافحة التطرف”، وهو مركز أبحاث مقره نيويورك، تم العثور على رعاة تم إعدامهم بإطلاق النار على رؤوسهم في “عدة” مناسبات هذا العام.
وأشار التقرير الى أن نقل ما يصل إلى 23 ألفا من الأغنام إلى الأراضي التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، ومن بينها الرقة، خلال الشهور الأولى من 2021.
وقال ووترز إن “الخلايا تمول نفسها وتنخرط في التجارة مع السكان المحليين، وتستخدم الأموال في دفع رواتب المسلحين والمهربين وشراء البضائع وإلى حد ما الأسلحة، بالرغم من أن لديهم مخزونا كبيرا بالفعل”.
وطبقًا لتقديرات سابقة لوزارة الخزانة الأمريكية، لدى “داعش” ما يقدر بنحو 100 مليون دولار من الاحتياطيات النقدية.
ويعتقد الخبراء أن جزءاً كبيراً من هذه الأموال ربما كانت خلال الوقت الذي كانوا يحكمون فيه مساحات شاسعة من الأراضي في العراق وسورية، لا سيما عندما قدم التنظيم عملته الخاصة.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في وقت سابق من العام الجاري “إن أنصار (داعش) كانوا يعتمدون بشكل متزايد على العملات المشفرة لتمويل عملياتهم”.
وأكد التقرير إلى أن مسلحي “داعش” لجأوا إلى أسلوب احتجاز الرهائن طلباً للفدية كوسيلة أخرى لتمويل تمردهم.
Exit mobile version