السبت, يوليو 27, 2024
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةالانتخابات.. دقت ساعة الإعلام

الانتخابات.. دقت ساعة الإعلام

سامر ضاحي

تؤدي وسائل الإعلام دورًا مهمًا في الانتخابات بمختلف أشكالها بتوفير المعلومات للناخبين. ويرتقي دورها أكثر في التأثير برغبات وميول الناخبين وبالتالي في نتائج الانتخابات نفسها وتشكيل الخطاب السياسي المرافق لها. والدور الأهم يتعلق بالرقابة التي تمارسها وسائل الإعلام على الانتخابات.

مع صدور المرسوم رقم (99) لعام 2024 القاضي بتحديد يوم الإثنين 15-7-2024 موعداً لانتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع، تكون وسائل الإعلام السورية أمام مسؤولية كبيرة تمتد لأشهر في كيفية التعاطي مع هذه الانتخابات، نتيجة ثلاثة عوامل، أولها أن الانتخابات تأتي بعد صدور قانون جديد لوزارة الإعلام التي تدير وسائل الإعلام كلها التابعة للحكومة، وثانيها هو حجم الضخ الإعلامي السابق حول انتخابات حزب البعث التي أفرزت قيادة مركزية جديدة وما رافق العملية من حديث عن شفافية انتخابية، والعامل الثالث يرتبط دوماً بعامل الثقة المجتمعية في هذه الوسائل. من دون نسيان تأثير الصورة المطلوبة التي يجب أن يخرج بها الإعلام الحكومي حول هذه الانتخابات.

أما وسائل الإعلام غير الحكومية فهي في تحرر أكبر من هذه العوامل وإن كانت ظروفها وأحوالها في تغطيات انتخابية سابقة ليست مثالية.

يتيح قانون الانتخابات العامة رقم 5 لعام 2014 ثلاثة أدوار لوسائل الإعلام هي:

مراقبة عملية الاقتراع وفرز الأصوات (مادة 16- مادة 36- مادة 69).‏

حضور إعادة فرز الصناديق (مادة 12)

الاستفادة من الأموال المخصصة للحملات الانتخابية (مادة 56).

المسؤولية على عاتق الوسائل الإعلامية ستكون كبيرة في اختيار أنماط التغطية ومحتواها، ويجب عدم الاكتفاء بنقل تصريحات المسؤولين واللجان  التي تتضمن في الغالب قراءة حرفية لمضمون قانون الانتخابات، بقدر ما يجب التركيز على تأدية كل فاعل دوره كناخبين ومرشحين ولجان، ومناقشة كل منهم في دوره، إذ يفترض أن يتركز عبء التركيز الإعلامي على اللجنة العليا للانتخابات واللجان الفرعية لمراقبة الإجراءات التي يجرونها لضمان نزاهة وشفافية العملية الانتخابية وكيفية تسجيل المرشحين والناخبين، وتوفير إمكانية الوصول إلى مراكز الاقتراع، وسرية الاقتراع وشفافية الفرز وجمع الأصوات وإعلان النتائج.

ستكون أمام الإعلام مسؤولية شرح كل عملية والتحقق منها، وإظهار نزاهتها أو الإضاءة على حالات الخرق إن حدثت. أما المرشحون فيفترض أن لا تتركز التغطية الإعلامية على أعدادهم وبرامجهم فقط، بل تمتد إلى سؤالهم عن كيفية تنفيذ هذه البرامج وأدواتهم ومواردهم فيها، وخططهم للتعامل مع الجهاز الحكومي.

وإذا كان من الصعب على الإعلام الحكومي الاستفادة من حملات الناخبين، فهي فرصة أمام الإعلام الخاص لتطوير تعاطيه في هذا الجانب شرط عدم الانزلاق في المهاترات بين بعض الناخبين.

من جهة أخرى قد تتيح المؤتمرات الصحافية فرصة جيدة للصحافيين في الوصول إلى معلومات الانتخابات، لكن الملعب الأساسي هو في زوايا المجتمع وقرب الصناديق، منذ اليوم الأول للترشح وانتهاء بصدور آخر حكم بطعن قضائي في النتائج الانتخابية. فالإعلام زبون دائم في مواسم الانتخاب، والجمهور في توق لبضاعة نوعية.

مقالات ذات صلة