الأربعاء, يناير 22, 2025
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخبارانقسام داخلي في "إسرائيل" ومخاوف من حرب أهلية وشيكة

انقسام داخلي في “إسرائيل” ومخاوف من حرب أهلية وشيكة

تشهد “إسرائيل” تصاعداً في الانقسامات الداخلية بعد “طوفان الأقصى”، حيث فاقمت الحرب على غزة من هذه الخلافات وزادت المخاوف من اندلاع اضطرابات واسعة.

وقد ازدادت المخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية في ظل عجز الحكومة عن تحقيق أهدافها في الحرب على غزة، وفشلها في استعادة نحو 100 أسير إسرائيلي محتجز لدى المقاومة الفلسطينية.

وكانت “إسرائيل” قبل الهجوم تعاني من انقسامات داخلية عميقة بسبب الإصلاحات القضائية التي اقترحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي أثارت احتجاجات واسعة اعتبرت أنها “انقلاب على الدولة”.

ومع أن المجتمع الإسرائيلي أظهر نوعًا من التماسك عقب الهجوم، فإن العديد من الإسرائيليين يرون أن الحكومة اليمينية بقيادة نتنياهو تسعى لإطالة أمد القتال بدلاً من التركيز على إعادة الأسرى.

خسائر متزايدة وتراجع ثقة بالنخب العسكرية والسياسية

مع مرور عام على هجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ازدادت الصعوبات الاقتصادية لـ “إسرائيل” وبرزت أزمة الثقة في القيادة العسكرية والسياسية.

وبحسب مجلة “فورين أفيرز” الأميركية، فإن “إسرائيل” تواجه تحديات كبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا نتيجة للدمار الذي أحدثته في غزة، في حين أظهرت استطلاعات الرأي أن المجتمع الإسرائيلي يفتقر إلى الثقة بالوحدة الوطنية، حيث تتمسك الحكومة بسياساتها المثيرة للجدل رغم تزايد الشعور بالإرهاق بين الجنود الذين يخوضون أطول معركة في تاريخ الجيش الإسرائيلي.

انقسامات حادة حول الحرب

كشفت مجلة “الإيكونوميست” عن انقسامات عميقة بين الإسرائيليين تشمل اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والصقور والحمائم، الذين يختلفون حول نتائج الحرب والدروس المستفادة منها.

وأظهر استطلاع نشرته هيئة البث الإسرائيلية أن 27% من الإسرائيليين يعتقدون أن بلادهم انتصرت في الحرب ضد “حماس”، بينما يرى 35% أنها خسرت، وتوزعت الآراء بين ناخبي الائتلاف الحكومي وناخبي المعارضة، إذ يرى 47% من ناخبي الائتلاف أن “إسرائيل” انتصرت، فيما يعتقد 48% من المعارضة أن بلادهم خسرت الحرب.

زيادة معدلات الهجرة والتشاؤم بشأن المستقبل

أظهر استطلاع للجامعة العبرية أن نحو 20% من الإسرائيليين يرغبون بمغادرة البلاد، حيث وصف الباحث نمرود نير النتائج بأنها تعكس “شعبًا يمر بمرحلة حرجة”.

وأوضح الاستطلاع أن المجتمع يواجه انقسامات داخلية غير مسبوقة، إذ يعتقد 62% أن التهديد الأكبر لـ “إسرائيل” يأتي من الداخل، بينما يرى 38% فقط أن التهديدات الخارجية تشكل الخطر الأكبر.

وكشف الاستطلاع أن 52.6% من المستطلعين يرون أن الهدف الرئيسي للحرب هو إعادة الأسرى، فيما يعتقد 75% بضرورة التوصل إلى صفقة تبادل لإنهاء الحرب.

وحذر محللون من أن الفشل في استعادة الأسرى سيؤدي إلى “انهيار العقد الاجتماعي” الذي يقوم عليه المجتمع الإسرائيلي.

انهيار الثقة بالجيش وتراجع مكانته

أفاد تحليل لمجلة “فورين أفيرز” بأن هجوم “حماس” حطم الثقة الإسرائيلية بمؤسسة الجيش، حيث بات الإسرائيليون يشعرون بأن الجيش فشل في تحقيق “النصر” رغم مزاعمه بتفكيك قدرات “حماس” العسكرية.

كما أن سكان المناطق الحدودية لا يزالون غير قادرين على العودة إلى منازلهم، مما زاد من حدة الانقسام الداخلي.

تصاعد هجرة النخب الليبرالية

وفقاً لتقرير “فورين أفيرز”، تسببت سياسات الحكومة وتزايد العزلة الدولية في موجة جديدة من “هجرة العقول”، حيث يفر العديد من الأطباء والمهنيين، خاصة في ظل تراجع ثقة النخب الليبرالية في مستقبل “إسرائيل”.

وقد وصفت صحيفة “الغارديان” هذا التوجه بأنه نتيجة للتحولات الديموغرافية والسياسية التي تعزز هيمنة المتدينين المتطرفين.

وبحسب الصحيفة، اعتمدت النخب الليبرالية استراتيجية الاحتجاج على سياسات نتنياهو، مطالبة بصفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب.

وفي أواخر آب/ أغسطس، خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع في أكبر احتجاج مناهض للحكومة، عقب مقتل ستة أسرى إسرائيليين في نفق برفح، حيث ازدادت الدعوات لمحاسبة الحكومة على فشلها في إدارة الأزمة.

تحذيرات من حرب أهلية

أفاد قال في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية بأن الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي قد تؤدي إلى تمرد مدني وربما إلى حرب أهلية.

وأشار المقال إلى وجود تباين حاد بين مجموعة تسعى لتغيير النظام الديمقراطي وأخرى تعارض ذلك، محذراً من أن هذا الصراع الداخلي قد يؤدي إلى تصاعد العنف.

ولفت إلى أن الحريديم يرفضون التجنيد، مما يزيد من الفجوة بين المتدينين والمتدينين العلمانيين الذين يخدمون في الجيش، معتبراً أن المجتمع الإسرائيلي بات عرضة لانقسامات غير مسبوقة تضعف وحدته وتماسكه.

مقالات ذات صلة