الأربعاء, ديسمبر 4, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةبالتحليل العسكري ..انهيار حزب الله حقيقة أم وهم؟

بالتحليل العسكري ..انهيار حزب الله حقيقة أم وهم؟

هاشتاغ –  عبد الرحيم أحمد

لاشك أن نجاح العدو الإسرائيلي باغتيال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي شكّل على مدى عقود ثلاثة “شوكة” في حلق كيان الاحتلال وجعله يقف على “رجل واحدة”، فاجأ الخصوم والأصدقاء وأصاب المنطقة بصدمة سيكون لها تداعيات كبيرة يصعب تقديرها في المدى المنظور.

فالخصوم في المنطقة وفي الغرب وعلى رأسهم العدو الإسرائيلي، بدؤوا يروجون في إعلامهم عن “انهيار حزب الله” و “القضاء على الحزب” و”لبنان ما بعد حزب الله”  وغيرها من العناوين، في حين يتحدث الأصدقاء عن “خسارة كبيرة” لكنها لن تؤثر في قوة الحزب وفي مسار التصدي للعدو الإسرائيلي في المعركة على طريق القدس.

الواقع هو الحكم

وعن هذا الأمر يقول الخبير العسكري اللواء حسن حسن: “لا شك أن غياب رأس الهرم في أية مقاومة مؤلم جداً، وخسارة فادحة” خصوصاً أن اغتيال السيد نصر الله “كان يهدف إلى ارتجاج الحزب بكليته، واهتزاز بنيته العسكرية والتنظيمية، لكن واقع الحال يشير إلى عكس ذلك”.

ويضيف اللواء حسن في رد على أسئلة هاشتاغ..أن كل الدلائل تشير إلى أن “الحزب لم يتأثر في بنيته التنظيمية والعسكرية والميدانية” مستنداً في قراءته إلى عدة “قرائن” منها أن “الأداء الميداني لم تنخفض وتيرته قيد أنملة على امتداد الجبهة من رأس الناقورة إلى أطراف جبل الشيخ، بل ما يحدث هو العكس، حيث ازداد الاشتباك حدة وكثافة، كما ازداد عمق الأهداف المعادية التي طالتها نيران حزب الله”.

ويري أن اغتيال السيّد شكل “دافعاً إضافياً” للحزب للثأر والانتقام حيث ينظر عناصر حزب الله قادة ومقاتلين إلى سماحة السيد أنه “القائد والأب والأخ والحامي والمؤتمن على الأرواح والدماء، ومن الطبيعي أن يتضاعف حقد أولئك جميعاً على القتلة المجرمين”، معتبراً أنه “لو لم يكن لدى المقاومين أي هدف آخر إلاّ هدف الثأر والانتقام لدماء قائدهم الشهيد لكان كافياً وحافزاً نوعياً لمضاعفة الفعل المقاوم ونتائجه”.

لا يوجد شغور في البنية التنظيمية

وبحسب تقييم الخبير العسكري فإن البينة التنظيمية للحزب لم تتأثر أيضاً وتمكّن من “تعيين قادة جدد بدلاً من الذين استشهدوا” مشيراً بذلك إلى ماقاله نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير أنه “لا يوجد أي موقع شاغر” وأن “انتخاب أمين عام جديد سيتم في التوقيت المناسب، ووفق الآليات التنظيمية، والحزب يعمل بكامل جهوزيته وانتظامه”.

ومن المؤشرات على عدم تأثر الحزب بغياب قائده بحسب اللواء حسن هو “تصاعد الكفاءة القتالية للمقاومة” في مواجهة العدو و “عجز جيش الكيان عن تنفيذ أي توغل بري بعد انقضاء أكثر من عشرة أيام وتدمير الدبابات والعربات الإسرائيلية مع الدقائق الأولى لأي توغل”.

حرب إعلامية

ويرى اللواء حسن أن كل ما يثار في الإعلام عن ضعف الحزب وتراجعه وغير ذلك هو “جزء من الحرب الدائرة”، معتبراً أن “الحرب على الوعي” هي أخطر فصول هذه الحرب المركبة التي تستهدف كل أطراف محور المقاومة، لذلك من غير المستغرب أن يعمل الإعلام الإسرائيلي ومن يسير في فلكه على التقليل من أهمية كل ما له علاقة بحزب الله.

وأضاف أن كلمة الشيخ نعيم قاسم ليس فيها أي “خروج عن بوصلة الخطاب المقاوم قبل استشهاد السيد نصر الله،” وهي جددت التأكيد أن جبهة الإسناد اللبنانية “هدفها المساعدة والتخفيف عن غزة والدفاع عن لبنان وشعبه”.

ويؤكد اللواء حسن على “تطور الحزب وليس انحساره” مستدلاً بما تنفذه المقاومة من حرب تصاعدية بمهارة وجدارة “وتوسيع رقعة المواجهة المباشرة” لتصل إلى صفد وحيفا وتل أبيب.

لا يمكن القضاء على الحزب

يخلص الخبير العسكري اللواء حسن إلى أنه “لا يمكن القضاء على حزب الله بارتقاء أمينه العام شهيداً، إلا إذا كان بالإمكان القضاء عليه في حياته” مشيراً إلى أن نصر الله نفسه تسلّم المسؤولية بعد استشهاد الأمين العام السابق السيد عباس الموسوي، ويومها جرى نفس الحديث عن أن “الحزب انتهى دوره وفاعليته باستشهاد أمينه العام، في حين ما رآه العالم بعد ذلك كان على النقيض”.

ويضيف أن “النسق القيادي من الصف الأول غني بالقادة المميزين الذين كانوا على تواصل مباشر ودائم مع سماحة الشهيد القائد، وتجربة السنوات السابقة تحت قيادة السيد نصر الله كفيلة بتأهيل أولئك لتحمل أية مسؤولية تلقى على عاتقهم”.

أحلام نتنياهو

منتشياً بالاغتيالات التي نفذها، أعلن نتنياهو أنه يريد تغيير خريطة الشرق الأوسط، لكن اللواء حسن أوضح أن نتنياهو “يستطيع أن يتحدث بما يشاء، وأن يرفع سقوف أمنياته كما يحلو له” لكن الواقع يقول أن هناك أصوات في الداخل الإسرائيلي مهمة ومؤثرة لشخصيات تولت مناصب عليا “تتخوف مما يسمى لعنة الثمانين عاماً، أي الخشية من زوال الكيان الإسرائيلي قبل إتمام الثمانين عاماً، وبالتالي تبقى أحلام نتنياهو احتمالاً، وتبقى إمكانية زوال الكيان بكليته احتمال آخر، والميدان هو الفيصل في أي من الاحتمالات أقرب للتحقق”.

ويضيف أنه بعد مرور عام كامل لم يستطع نتنياهو تحقيق أي من “الأهداف الإستراتيجية” التي أعلنها منذ 7 تشرين الأول 2023 في قطاع غزة، والمعطيات تشير إلى أن جيش  الاحتلال “ما كان له أن يستطيع الاستمرار” في حربه ضد غزة وحدها لمدة شهرين لولا المشاركة الأمريكية والأطلسية المباشرة، لذلك فإن تصريحات نتنياهو “تعبير عن أحلام يقظة ورغبات وأمنيات يدرك صاحبها أنها غير قابلة للتحقيق”.

مقالات ذات صلة