مع الزيارة المرتقبة، اليوم الثلاثاء، للرئيس السوري أحمد الشرع الذي يقود المرحلة الانتقالية في بلاده منذ الإطاحة بنظام الرئيس السابق بشار الأسد في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، كثرت الأسئلة عن الملفات التي سيناقشها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة التي ستكون محطته الثانية بعد المملكة العربية السعودية.
تأتي الزيارة في وقتٍ تشهد فيه سوريا تطوراتٍ كبيرة تتعلق بتشكيل الجيش الجديد وترتيب المرحلة الانتقالية، التي تطالب عواصم عربية وغربية وهيئات أممية بضرورة مشاركة جميع السوريين فيها مهما تعددت خلفياتهم الدينية والعرقية والطائفية.
تعليقاً على ذلك قال المحلل والباحث السياسي محمود علوش إن “هذه الزيارة تعكس الأهمية التي توليها تركيا لتعميق علاقتها بالشرع، فالتحول السوري يقدم فرصة لتشكيل علاقات تحالف استراتيجية بين أنقرة ودمشق”.
كما أضاف لـ العربية. نت/الحدث.نت أن “أنقرة تضع كل ثقلها وراء التحول السوري لأن نجاحه يعزز الفوائد المتصورة منها لا سيما على صعيد معالجة قضايا مزمنة مثل ملفي الوحدات الكردية واللاجئين. كما تطمح تركيا إلى لعب دوري بارز في إعادة إعمار البلاد ” التي شهدت حرباً طاحنة على مدار 13 عاماً تلت احتجاجات شعبية كانت قد اندلعت منتصف آذار/ مارس من العام 2011. وتابع أن “ملف الأمن على رأس الاهتمامات التركية”.
كذلك رأى أن “هذه الزيارة تضفي مشروعية على الوجود العسكري التركي في سوريا وتعزز الانسجام بين أنقرة ودمشق بخصوص الموقف من الوحدات الكردية، فأنقرة تسعى إلى تعزيز عناصر الضغط على القوات الكردية من خلال جعل دمشق جزءا رئيسيا من استراتيجيتها ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.
من جهته، رأى حيدر تشاكماك وهو أكاديمي تركي وخبير في العلاقات الدولية أن “زيارة الشرع إلى تركيا ستكون مختلفة عن زيارته لدولٍ أخرى مقبلة”.
وتابع موضحا فكرته في تصريحات للعربية.نت/الحدث نت، عبر قوله، إن القوات التركية موجودة في سوريا أولا، وثانياً تقع بعض الأراضي السورية تحت سيطرة قوات مسلحة تدعمها. وثالثاً وجود قوات مسلحة كردية في الأراضي السورية يزعج تركيا. ورابعاً هناك ملايين اللاجئين السوريين في تركيا، لذلك، هناك الكثير للحديث عنه، بما في ذلك الحاجة إلى إعادة الإعمار والمساعدات الفنية والاجتماعية والاقتصادية التي تحتاجها البلاد”.