دخلت عبارة “تعا لهون” قوائم الموسيقى، وألهمت صناعة الموضة، وأثارت نقاشات سياسية، ومرشحة بمسابقة “كلمة الشباب لهذا العام” في ألمانيا، بالإضافة إلى كلمتي “Aura” و “Schere” دخلتا أيضا، وفقا لما أفادت به دار نشر لانغنشايت في شتوتغارت.
وتصف عبارة أو كلمة “تعا لهون” (تكتب بالألمانية: Talahon) بشكل رئيسي الشبان، الذين يرتدون ملابس فاخرة مقلدة، ويتجولون داخل المدن بحقيبة حول الخصر وسراويل رياضية وسلاسل ذهبية ويقومون بحركات في الهواء ويقومون بتصوير أنفسهم باستخدام الهواتف الذكية ويرفعون مقاطع الفيديو على تيك توك.
وغالبا ما يكون هؤلاء الشباب من ذوي أصول مهاجرة، وينشرون الفيديوهات على “تيك توك” كمنصة للتعبير عن أنفسهم.
وتقول سوزانه شروتر، أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة غوته في فرانكفورت، في مقابلة مع “DW”: “المستضعفون يقدمون انفسهم على أنهم مستضعفون رائعون”.
لوتار يانسن، عالم النفس والمعالج النفسي السويسري، الذي يعمل كثيرًا مع الشباب، بما في ذلك في المدارس، يقول:”يتعلق الأمر باستعراض الذات”.
ويضيف:”عندما ينجح شخص ما ويُعجَبُ الآخرون بما تفعله، تصبح أنت الملك، وتحصل على الشهرة. ثم يبدأ الآخرون في تقليدك”.
ويوضح يانسن “ومن يملك الشهرة، أي يجذب الانتباه، يكون محبوبا بين أقرانه في المجموعة الاجتماعية”، مضيفاً “تعمل وسائل التواصل الاجتماعي كعجلة مساعدة في تسريع هذا الأمر”.
“صورة نمطية للعدو”
يبدو أن “تعا لهون” تمثل ظاهرة تقع بين العنصرية والعداء والسخرية من الذات. فهي تتناول نقاش الهجرة في ألمانيا ويعتبرها البعض تعبيرا عن ثقافة الشباب.
ويعتبر بعض شباب “تعالا هون” عنيفين ويميلون إلى التمييز الجنسي.
وتتحدث صحيفة “بيلد” عن “اتجاه تيك توك المقرف”، بينما أشارت إذاعة غرب ألمانيا إلى أن بعض تعليقات الشباب تعيد إنتاج صورة نمطية سلبية عن النساء، مثلا “تحتاج واحدة للطهي وأخرى للتنظيف”.
حزب البديل اليميني الشعبوي، استغل “تعا لهون” كصورة نمطية للعدو، ويدعو إلى ترحيل الشباب ذوي الأصول العربية.
ومن الواضح أن “تعا لهون” قد نجحت بشكل كبير هذا العام، حيث دخلت أغنية “مغرم بتعال هون” للموزع الموسيقي النمساوي Butterbro ، وهي أول أغنية منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلى قوائم الموسيقى الألمانية.
التصويت على “كلمة الشباب”
تضمنت القائمة النهائية لأفضل ثلاث كلمات للشباب كلمات “Aura” و”Schere”، بجانب “تعا لهون” .
وتوضح لجنة اللغة في دار النشر أن “Aura” (آورا) تُستخدم للإشارة إلى الجاذبية الشخصية أو الوضع الاجتماعي للشخص، أما “Schere” (شيره) أو “Schere heben” فقد جاءت من ألعاب الإنترنت (إنترنت غيمز) وساحة البث المباشر، ويستخدمها الشباب للاعتراف بارتكاب خطأ أو تلقي هزيمة.
وكان هناك عشرة كلمات مرشحة في البداية لكلمة الشباب لهذا العام، وجرى تقليصها إلى ثلاث كلمات. وستحدد الكلمة الفائزة من خلال تصويت عبر الإنترنت على موقع “jugendwort.de”، ويُسمح للشباب بين 11 و20 عاما بالتصويت.
وسيتم إعلان الفائز في 19 أكتوبر/تشرين الأول خلال معرض فرانكفورت الدولي للكتاب .
ووفقا لدار النشر “لانغنشايت”، يتم تضمين الكلمات التي أصبحت جزءا من الاستخدام اللغوي المعتاد بين الشباب، وتستبعد الكلمات العنصرية أو التمييزية أو الجنسية.
ومع كلمة “حفلة اللحم الفاسد” “Gammelfleischparty” كانت البداية، وظهرت جائزة “كلمة الشباب لهذا العام” منذ عام 2008، حيث تم اختيار “Gammelfleischparty” كمرادف لحفلات من هم فوق الثلاثين عاما، وفي العام الماضي، فازت كلمة “goofy” (غوفي) التي تصف شخصا أو سلوكًا أخرقًا ومضحكًا.
ويشكك كثيرون في ما إذا كان اختيار “كلمة الشباب” يعكس فعليا لغة الجيل الشاب، حيث يُقال غالبا إن الكلمات الفائزة ليست شائعة بين الشباب، لكن دار النشر تؤكد أن الكلمات تم اقتراحها من قبل أكثر من 100 ألف شاب وتم فحصها من قبل لجنة لغوية من حيث انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تم استبعاد الكلمات العنصرية أو التمييزية أو الجنسية.