قال باحثون إن ارتفاع درجات حرارة الكوكب ستعني أن البشر سينامون 10 دقائق أقل في الليلة. وبحسب الباحثين، من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في اندلاع حرائق الغابات وذوبان الأنهار الجليدية، ولكن الجديد هو أن نتائج دراسة حديثة تحذر من أن الاحتباس الحراري سيؤدي إلى تقليل فترة نوم البشر، حيث إن الطقس الحار يؤدي إلى تقليل ساعات النوم نتيجة للتأخر في الخلود للنوم والاستيقاظ مبكراً، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، نقلًا عن دورية One Earth.
وأوضح الباحثون من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك أنه بحلول عام 2099، سيؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تقليل ما بين 50 إلى 58 ساعة من النوم للفرد سنوياً، بما يعادل أقل بقليل من 10 دقائق في الليلة الواحدة.
آثار جسدية ونفسية سلبية
كما بينت الدراسة أن تأثيرات درجة الحرارة ستكون على فقدان النوم أكبر بشكل كبير بالنسبة للمقيمين في البلدان ذات الدخل المنخفض، مثل الهند، وكذلك كبار السن والإناث. وبشكل عام، سيغفو البالغون في وقت متأخر ويستيقظون مبكراً، وينامون أقل خلال الليالي الحارة في المستقبل، مما يهدد بالتعرض لمخاطر ذات “العديد من النتائج الجسدية والنفسية السلبية”.
وقال الباحثون إن درجات الحرارة العالمية المرتفعة ستؤثر بشكل سلبي على نوم الأشخاص لأن درجة حرارة الجسم الأساسية تحتاج إلى الانخفاض للاستغراق في النوم، وهو ما سيصبح أكثر صعوبة لأن درجات الحرارة يتوقع أن تصبح أكثر سخونة.
برودة البيئة المحيطة
من جانبه، قال الباحث كيلتون مينور من جامعة كوبنهاغن: “يتكيف جسم الإنسان بشكل كبير للحفاظ على درجة حرارة ثابتة للجسم، وهو أمر تعتمد عليه حياة البشر حيث يتخلص الجسم من الحرارة من القلب إلى البيئة المحيطة عن طريق توسيع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم إلى اليدين والقدمين”.
كما أوضح أنه من أجل أن تنقل أجسادنا الحرارة من الأطراف إلى البيئة المحيطة، يجب أن تكون الأخيرة أكثر برودة مما يكون عليه جسم الإنسان.
أكثر من 30 درجة مئوية
كذلك، اكتشفت الدراسة أنه في الليالي الحارة للغاية، التي تزيد درجة حرارتها عن 30 درجة مئوية، ينخفض معدلات النوم بما يزيد قليلاً عن 14 دقيقة. كما تزداد احتمالية الحصول على أقل من سبع ساعات من النوم مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي ظل الروتين العادي، يبدو أن الأشخاص يتعايشون بشكل أفضل بكثير ويمكنهم التكيف مع درجات الحرارة الخارجية الأكثر برودة من الظروف الأكثر سخونة.
وأشارت البيانات الحديثة المبلغ عنها ذاتياً من الولايات المتحدة إلى أن جودة النوم الذاتي تنخفض خلال فترات الطقس الحار.
7 ملايين سجل نوم
يشار إلى أن فريق الباحثين اعتمد في الدراسة على بيانات نوم عالمية مجهولة المصدر تم جمعها من أربطة المعصم لتتبع النوم.
وتضمنت البيانات 7 ملايين سجل نوم ليلا من أكثر من 47000 بالغ في 68 دولة عبر جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية، بما يشمل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا والهند والمكسيك وكندا.