هاشتاغ: ترجمة
كشفت صحيفة “ديلي صباح” التركية”، أن شركات النقل والتصنيع التركية، تتطلع إلى خطط توسع كبيرة في سوريا، وسط توقعات بمضاعفة أرباحها بثلاث أضعاف.
وفي تقريرها، أشارت الصحيفة التركية، اليوم الأربعاء، إلى ارتفاع الصادرات التركية إلى الدولة المجاورة بنسبة 20% في كانون الأول/ديسمبر، وقفزت بأكثر من 38% في كانون الثاني/يناير، وفقا لبيانات جمعية المصدرين الأتراك “TIM”.
في السياق، كشف رؤساء الشركات والجمعيات التركية لـ “رويترز” أنهم يتوقعون أن تنمو العلاقات الاقتصادية بشكل كبير.
وفي تأكيد على الحاجة الفورية لسوريا لإعادة البناء، ارتفعت صادرات الآلات التركية بنسبة 244% الشهر الماضي، في حين قفزت صادرات الأسمنت والزجاج والسيراميك بنسبة 92% وارتفعت المعادن بنسبة 73%. كما تضاعفت صادرات الفاكهة والخضروات بأكثر من ثلاثة أضعاف، بحسب الصحيفة التركية.
ونقلت الصحيفة عن رئيس جمعية الشحن والخدمات اللوجستية التركية، بيلجيهان إنجين، إن الصادرات “قد تتجاوز 6 مليارات دولار (215.61 مليار ليرة تركية)”، متوقعا أن تصل إلى هذا المستوى في غضون عامين إلى خمسة أعوام.
وأظهرت بيانات رسمية أن صادرات تركيا إلى سوريا بلغت العام الماضي 2.2 مليار دولار، في حين بلغت وارداتها 437 مليون دولار.
تمر التجارة حاليا عبر منطقة عازلة عند معبر باب الهوى الحدودي، حيث تنقل الشاحنات التركية البضائع إلى الشاحنات السورية بسبب المخاوف الأمنية. وقال المصدرون ورجال الأعمال إن هذا يرفع التكاليف ووقت الشحن.
وقال إنجين إن الاتفاق الثنائي على إلغاء المنطقة العازلة وتحرير حركة النقل التركية داخل سوريا من شأنه أن يسمح للتجارة بالتوسع.
من جهتها، وزارة التجارة التركية، قالت الشهر الماضي، إن السلطات السورية والتركية اتفقتا على بدء محادثات لإحياء اتفاقية التجارة الحرة وتعميق التعاون في النقل والتعاقد والاستثمار في جميع أنحاء سوريا.
إبراهيم فؤاد أوزكوركجي، رئيس مجلس الأعمال التركي السوري التابع لمجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية، قال إن تركيا تهدف إلى الوصول إلى 10 مليارات دولار في التجارة الثنائية في الأمد المتوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن شركة الطيران الوطنية التركية، تعد واحدة من عدد قليل من شركات الطيران التي استأنفت رحلاتها إلى دمشق بعد توقف دام 13 عاما.
إصلاح اقتصادي
وتابعت الصحيفة، في تحول كبير من عقود من سيطرة الدولة الفاسدة، يقوم قادة سوريا الجدد بإصلاح جذري نحو اقتصاد السوق الحرة الذي يرحب بالاستثمار، وفقا لوزير الاقتصاد الجديد باسل عبد الحنان لرويترز الأسبوع الماضي.
وردا على ذلك، تحركت تركيا للمساعدة في توفير الكهرباء، وإقامة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية وإعادة تأسيس العلاقات المصرفية، بحسب تعبير الصحيفة.
وقال محمد ألتينسوي، المدير العام لشركة “باسفيك أوروآسيا”، التي تدير خدمات المحطات والسكك الحديدية والنقل الجوي والبحري: “إن سوريا ستقدم فرصا عظيمة في مجال الخدمات اللوجستية”، مضيفا: “نجهز خطط استثمارية جديدة في الموانئ الجافة في إسكندرون ومرسين”.
وقال إن الشركة ستزيد من استثمارات المحطات لتلبية الأعمال الجديدة المتعلقة بسوريا.
وقال سردار أيرتمان، الرئيس التنفيذي لمجموعة “كاتوني”، وهي شركة شحن، إن أصحاب السفن يتواصلون مع شركته لتقديم الإمدادات لإعادة بناء سوريا.
وقال: “هناك حديث عن كعكة بقيمة 400 مليار دولار لإعادة بناء سوريا- بما في ذلك استثمارات البنية التحتية ومحطات الطاقة وغيرها من مشاريع البناء الكبرى ونقل المشاريع”.
وأضاف: “قد تتولى الشركات التركية هذه المشاريع أو لا تتولى تنفيذها، ولكن البنية التحتية للموانئ والطرق في تركيا من الناحية اللوجستية ستكون المحور الرئيسي لنقل البضائع”.
ويشار إلى أن أقرب الموانئ إلى سوريا موجودة في تركيا ولبنان.
وعلى طول الحدود البرية الممتدة على طول 910 كيلومترات (565 ميلا)، يطالب بعض المصنعين الأتراك بإنشاء منطقة محددة داخل سوريا حيث يمكنهم الإنتاج بتكاليف أقل.
وقال أحمد أوكسوز، رئيس جمعية مصدري المنسوجات والمواد الخام في إسطنبول: “أصبح من الصعب بشكل متزايد العثور على القوى العاملة في تركيا وتزداد التكاليف”.
وكشف أن مثل هذه المنطقة يمكن أن تساهم أيضا في عودة بعض المهاجرين السوريين الذين يزيد عددهم على 3 ملايين في تركيا.
بدوره هاكان بوكاك، المدير السابق لمجلس الأعمال التركي السوري، قال إنه يفكر في إعادة فتح مقلع في “أكجاكالي”، على بعد 40 كيلومترا من الحدود، والذي كان يخدم بشكل أساسي المشترين السوريين ولكنه أغلقه بسبب الحرب هناك.
وقال بوكاك: “الآن يمكننا إعادة فتحه مع عودة الطلب. وهذا يعني توظيف ما لا يقل عن 150 إلى 200 شخص في المنطقة. وسوف تعود العديد من الاستثمارات الأخرى – وليس استثماراتنا فقط”.
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالإشارة إلى حديث أردوغان الذي قال خلال استقباله الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية،أحمد الشرع، إن تركيا ستواصل الضغط من أجل رفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا خلال نظام الأسد، مضيفا أنه من المهم للدول العربية والإسلامية دعم حكومة دمشق الجديدة – ماليا وغير ذلك في فترة الانتقال.
المصدر: صحيفة “ديلي صباح” التركية