Site icon هاشتاغ

شهر رمضان … لم يعد فرصة “للتعاطف مع الفقراء”

فقرائنا المدقعين

رشا سيروب

يُعتبر شهر رمضان بالنسبة للمسلمين في جميع أنحاء العالم شهراً مهماً للصيام والصلاة. وأيضاً هو وقت خاص تجتمع فيه العائلة للإفطار معاً.

هاشتاغ- رأي- رشا سيروب

كان الصيام منفذاً للشعور بمعاناة الفقراء وفرصة جيدة للتفكير في وتنمية التعاطف مع أولئك الذين يتضورون جوعاً لأنهم معدمون. أما اليوم سيصوم الملايين من السوريين لأنهم فقراء.

في هذا العام، يأتي رمضان مع تضخم في معاناة الشعب السوري من ارتفاع في الأسعار فاقَ قدرات دخلهم على مواكبتها.

وأكثر من سيعاني هم الفقراء، الذين لا يملكون مالاً يطعم أسرهم، ويجمعون قوت يومهم يوماً بيوم. ويمثل توفير الطعام تحدياً كبيراً للأسرة، إذ بات الطعام أكثر تكلفة.

وفي شهر رمضان الفضيل عادة يقدّم الميسورون أشكالاً مختلفة من الرعاية الاجتماعية، بحيث كان الكثير من الفقراء يحصلون على وجبتي إفطار وسحور مجانيتين.

لكن رمضان هذا العام سيكون مختلفاً، وسيخسر الصائم الفقير فرحته استناداً للحديث النبوي الشريف “للصائم فرحتان، فرحة حين يفطر، وفرحة حين يلقى ربّه”.

حيث أن هزالة الدخل -في حال وجوده- وعبء تأمين الطعام ستمنع الفقراء من الفرح. فهؤلاء لن يجدوا الكثير ليفطروا عليه. وسنجد فقراء في كلّ مكان، ينتظرون لقمة إفطار قد تنتهك خصوصيتهم ومعها كرامتهم الإنسانية.

وقد أعلنت وزارة الأوقاف السورية يوم أمس، الحد الأدنى من مقدار صدقة الفطر للعام 2021 بـ 3500 ل. س عن كل شخص. أي بلغة الاقتصاد المعيشي تحتاج الأسرة السورية إلى 525 ألف ليرة سورية كحد أدنى لتلبية قوتهم فقط. في حين أن وسطي دخل الفرد لا يتجاوز 2000 ل. س يومياً.

فكيف سيتدبر من لا يحصل على “الرعاية الاجتماعية” أحوالهم في شهر رمضان؟؟! وكيف ستصبح أحوالهم بعد شهر رمضان..!!؟

الفقر ليس عيباً في حدّ ذاته فهو إكراه لا خيار فيه، لكنّ العيب يكمن في غنىً فاحش في بلاد تكتظ بالفقراء.

في الوقت الذي أصبح ما يقارب من 90% من السوريين فقراء، لم يعد الصوم فرصة “للتعاطف مع الفقراء”ن مما يزيد من وصمة الفقر ومخاطره وآلامه.

وإذا لم تستطع الجهات الحكومية ضبط فوضى الأسواق، وإذا لم تتحول الرعاية الاجتماعية “للميسورين” خلال شهر رمضان الفضيل من صدقة إلى زكاة في جميع الأيام والشهور، فإن الوضع ينذر بالخطر.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام :https://t.me/hashtagsy

Exit mobile version