Site icon هاشتاغ

عشبة المتة الأسطورية

ما هي عشبة المتة و ما فوائدها؟

 

عشبة المتة هي شجرة دائمة الخضرة، موطنها الأصلي الغابات الاستوائية في أمريكيا الجنوبية وخاصة في الأرجنتين والبارغاواي والأورغواي والبرازيل.

وإذا لم تكن فعلاً من الأشخاص الذين يشربون المتّة في كافة الأوقات، فلا شكّ أنّك قد سمعت عنها من خلال أصدقائك السوريين واللبنانيين.

أو ربما قد رأيتها على التلفاز على أقل تقدير من خلال نجوم كرة القدم أمثال ليونيل ميسي ولويس سواريز وغيرهم من النجوم اللاتينيين.

 

تصنيع عشبة المتة

يتم أولا قص أغصان شجرة المتة التي عليها أوراق الشجرة، ويتم قص الأغصان إما بطريقة يدوية أو يمكن باستخدام مقص.

يتم تصنيع المتة على عدة مراحل :

1- تجفيف أوراق المتة: بعد أن يتم نقل الأوراق إلى المعمل، يتم تفريغها في أفران المعمل الكبيرة، حيث يتم تجفيفها داخل الأفران المعرضة لحرارة النار.

ولقد كانت تجفف المتة قديما في الحقل بشكل بدائي بتعريض الأغصان التي تم قطفها مباشرة للنار في الحقل.

ولكن  صناعة المتة تطورت وأصبح هناك معامل وأفران كبيرة متخصصة بصناعة المتة.

2- طحن أوراق المتة: بعد الانتهاء من تجفيف الأوراق، يتم طحنها بواسطة الآلات، بينما تبقى الأوراق والعيدان الخشبية الصغيرة الرفيعة جدا.

3- التعبئة والتخزين: وثم يتم تعبئة المتة بأكياس، وزن كل كيس حوالي 50 كغ، وثم تخزن الأكياس في مخازن مظلمة لمدة عامين.

 

مميزات عشبة المتة

انطلاقاً من الدراسات المتنوّعة التي أشارت إلى خصائص المتة الصحيّة، شرحت اختصاصية التغذية داليا حرب المعلومات الغذائيّة لنا.

 

أولاً- المعادن الغذائية

تحتوي عشبة المتة على المعادن الغذائية الآتية: الكروم والنحاس والحديد والمنغنيز والبوتاسيوم والزنك. وتساعد هذه العناصر على تدعيم التمثيل الغذائيّ في الجسم والحفاظ على صحّة جيّدة.

 

ثانياً- فوائد المتة

تتعدّد المنافع الغذائيّة لهذه العشبة، ومن أبرزها:

1- على الصعيد الهضمي

تساعد المتة على الهضم، ولديها القدرة على إصلاح أنسجة الجهاز الهضميّ التالفة. يُمكنها أيضاً تخفيف الإمساك المزمن.

2- على صعيد القلب

تؤمّن المتة العديد من العناصر الغذائيّة التي يحتاجها القلب للنمو، وإمداده بالأوكسجين، خاصّة أثناء فترات التوتّر أو ممارسة الرياضة.

3- على الصعيد المناعيّ

تحفّز عشبة المتة المقاومة الطبيعيّة للأمراض.

إلى جانب هذه الفوائد، تساعد المتة على خسارة الوزن، وتخفّف الاكتئاب، وتساهم في علاج الصّداع.

 

مخاطر عشبة المتة

تُشير بعض الدّراسات العلميّة، إلى أن الأشخاص الذين يشربون كمّيات كبيرة من المتة، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان الفم والحلق والرئتين.

ويرتبط شرب المتة السّاخنة جدّاً بزيادة خطر الإصابة بالسرطان مقارنة بشرب المتة على درجات حرارة منخفضة.

وتعود عمليّة الربط إلى أنّ المتة تحتوي على هيدروكربونات عطريّة متعدّدة الحلقات (PAHs)، وهي من الموادّ التي تسبّب مرض السرطان.

بناء على هذه المعلومات، يجب على الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة استشارة الطبيب قبل شرب المتة.

وذلك لأنّها قد تتفاعل مع الأدوية التي يتناولونها ما يعرّضهم لمضاعفات جانبيّة.

 

المتّة تاريخياً

وفقاً للمستكشف جوزيف هوكر، يعود تاريخ شرب المتّة في قارة أمريكا الجنوبيّة إلى ما قبل الاستعمار الإسباني.

حيث كان مشروباً أساسياً لدى شعب الغواراني، الذي عاش فيما يعرف الآن باسم الباراغواي.

وتواجد أيضا في أجزاء من الأوروغواي وبوليفيا والأرجنتين والبرازيل، وفقاً لما قاله الموقع الخاص بالمتة Yerba Metero .

في حين تقول إحدى الروايات إنّ الغوارانيون قاموا بشرب هذه الأوراق إيماناً بأسطورة قديمة تقول إنّ “إلهة القمر والغيوم” نزلت في يوم من الأيام إلى الأرض لتزورهم.

لكن الفلاحين لم يكونوا في الغابة ليساعدوها، فحاول فهد الانقضاض عليها قبل أن يتمكن عجوز يسكن هناك من مساعدتها.

فقامت “إلهة القمر والغيوم” بتقديم “المتّة” له كعربون شكر.

وفي القرن السابع عشر قام الإسبان بحظر المتة قبل أن يقوموا لاحقاً بالترويج لها بعد معرفتهم لفوائدها الكثيرة.

 

سبب تسمية هذه العشبة بالـ “متة

هناك عدّة فرضيات مختلفة، تقول إحداها إنّ شعب الغواراني كان يستخدم كلمة  ca’iguá والتي تعني القرعة التي يشرب بها المشروب.

في حين كان شعب الكيتشوا الذي يعيش في ذات المنطقة يستخدم المعنى ذاته، ولكن بمصطلح آخر وهو “Mati”.

وقد اختار الإسبان المصطلح الآخر لسهولته.

 

كيف وصلت المتّة إلى سوريا ولبنان؟

تعتبر قارة أمريكا الجنوبية إحدى أكبر المناطق التي يعيش فيها العرب، خاصة من سوريا ولبنان.

حيث تتراوح تقديرات أعدادهم بين 17 إلى 30 مليون شخص، ويعيش جلّهم في الأرجنتين والبرازيل، وفقاً لما ذكره موقع India Arabia .

وبدأت هجرة السوريين واللبنانيين إلى أمريكا اللاتينية بين 1860 حتى 1912.

سبب هجرتهم العديد من الأحداث منها الحرب الأهلية اللبنانية في 1860، وتمرّد حوران في 1909، والحرب العثمانية-الإيطالية في 1912.

حينها كانت سوريا ولبنان جزءاً من الإمبراطورية العثمانية، وأيضاً الحرب العالمية الأولى والثانية، والاحتلال الفرنسي لسورية في عام 1920.

ويقول مؤرخون، إنّ المهاجرين بدأوا بزيارة بلدانهم بسبب الانكماش الاقتصادي الذي عانت منه دول أمريكا اللاتينية في سبعينيات القرن الماضي.

فنقلوا معهم عادة مشروب المتّة.

وتعتبر سوريا أكبر مستورد للمتة في العالم، إذ تقدّر كمية المتّة الواردة إليها بنحو 23 ألف طن سنوياً، على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعانيها.

في حين تستورد لبنان أيضاً نحو ألف طن سنوياً.

وتعتبر مناطق جبل العرب والقلمون وجبال الساحل في سوريا وجبال الشوف في لبنان أكثر المناطق استهلاكاً للمتة.

Exit mobile version