تعتبر حادثة اغتيال الأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله أحد أبرز الضربات العسكرية في تاريخ النزاع مع “إسرائيل”، إلا أن التخطيط لاغتياله يعود إلى سنوات طويلة مضت.
وقد عمل جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) على جمع معلومات دقيقة من عدة مصادر، مما ساعد في تنفيذ هذه العملية.
سنوات من التخطيط والتحليل
بدأ جهاز الموساد في التخطيط لعملياته ضد حزب الله منذ أكثر من عقد من الزمن، وفقاً لمسؤولين أمنيين إسرائيليين.
وعملت فرق الاستخبارات الإسرائيلية على دراسة نقاط القوة والضعف لدى حزب الله، حيث نفذت العديد من العمليات العسكرية المباغتة على الأرض، بهدف تتبع تحركات القيادة العسكرية للحزب وفحص آليات تحصيناته.
وتشير التقارير إلى أن المعلومات التي جمعها الموساد لم تقتصر على تحديد تحركات نصر الله ورفاقه داخل الأراضي اللبنانية، بل تضمنت معلومات حيوية حول كيفية اختراق التحصينات الأمنية التي يحتمي بها نصر الله.
وقد قامت الأجهزة الاستخباراتية بتحديد الموقع الدقيق لمخبأه، مما جعل العملية أكثر نجاحًا من حيث التنفيذ.
المصادر والتقنيات المستخدمة
بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، تم توفير معلومات استخباراتية دقيقة حول تحركات نصر الله ومكان اجتماعاته، من خلال عدة مصادر استخباراتية حيوية. أهم هذه المصادر تشمل:
1. الوحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي: وهي الوحدة المتخصصة في جمع المعلومات الاستخباراتية عبر وسائل تكنولوجية متقدمة، مثل التنصت على الاتصالات وتحليل البيانات الميدانية.
2. الوحدة 504: التي تقوم بجمع المعلومات من مصادر بشرية على الأرض، حيث يقال إن هذه الوحدة كانت تجمع معلومات تفصيلية من داخل صفوف حزب الله، ما أتاح للإسرائيليين معرفة تحركات نصر الله الدقيقة.
3. الوسائل البصرية مثل الطائرات المسيّرة: وهي الطائرات التي تقوم بطلعات فوق لبنان، خصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، لتحديد مواقع الاجتماع وتحديد إحداثياتها بدقة.
من خلال هذه المعلومات الدقيقة، تمكن الطيارون الإسرائيليون من حساب الزوايا اللازمة لضرب الغرفة التي كان نصر الله يلتقي فيها مع قادة الحزب.
وقد استخدموا القنابل بارتفاع وزوايا معينة لضرب المخبأ بأقصى فعالية، وهو ما أدى إلى استشهاد نصر الله.
دور الاستخبارات
وفقاً للصحيفة، لم تكن هذه المعلومات لتتوفر إلا من خلال سلسلة طويلة من العمليات الاستخباراتية المستمرة على مدى سنوات.
وتقول التقارير إن الاستخبارات الإسرائيلية لم تقتصر على تنفيذ الهجوم فقط، بل استمرت في عملها حتى بعد العملية لقياس تأثير الضربة والتحقق من نجاحها.
هذا النجاح الاستخباراتي كان ثمرة تعاون وثيق بين عدة أجهزة إسرائيليّة، ما أتاح لها الوصول نصرالله في لحظة حاسمة، وفقاً للإعلام العبري.