الخميس, أكتوبر 3, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةفن«غيث» إماراتي يبرّد قلوب السوريين!

«غيث» إماراتي يبرّد قلوب السوريين!

هاشتاغ سوريا -وسام كنعان
سيقول محتاج لفاعل خير يتخفّى وراء اسم مستعار من أنت؟ لكّن الأخير لم يرد. سيشيح بحديثه عن السؤال! فيصّر الفقير بعزّة نفس حالمة برّد الجميل يوماً، ما اسمك؟ لينهي محدّثه الجدل : سمّني لأكون ما سمّيتني!
لعلّ هذه الحوارية الافتراضية المبنية على جملة محمود درويش الشهيرة هي الصيغة التمهيدية المثلى للحديث عن برنامج «اطمأن قلبي» (قنوات أبو ظبي) البرنامج الخيري الذي أذهل جمهور الوطن العربي، وحقق عشرات ملايين المشاهدات خلال ثلاثة مواسم آخرها يعرض حالياً. يتفوّق البرنامج على مفهوم التلفزيون وكلّ أهدافه التقليدية، ويحقق ضربة معلّم في صنع الخير، وتوزيع ملايين الدولارات على المحتاجين والفقراء، من خلال شخصية «غيث» الاسم المستعار لشاب إماراتي لا أحد يعرف من هو ولا يعطي وجهه للكاميرا، بل يغيّر إطلالته وطبقة صوته في كلّ موسم! ببساطة سيتوصّل فريق البرنامج لشخص يحتاج مساعدة لعلاج أو غير ذلك، لكنّه لم يستسلم لسؤال الناس! سيخوض معه غيث في حوارية حياتية سلسة، ومن ثم سيقّدم له هديته، وهي مبلغ من المال، ربما يغيّر نمط حياته، أو على الأقل يسّد رمقه! أوّل من أمس عرضت حلقة للبرنامج من شوارع الشام، لنشاهد مثلا بائع ستيني تقريباً يكسب رزقه من بسطة خضار متواضعة. فقد بيته في داريا وسخّر كامل مفردات حياته لعلاج ابنته التي أصيبت هناك! قدّم له غيث مبلغاً يساعده في العلاج، ويدعمه لتوسيع تجارته المتواضعة. فغرق الرجل في دموعه وهو يحتضن ضيفه! ثم تكرر المشهد لعدة مرات مع أشخاص آخرين… وسرعان ما اشتعلت السوشال ميديا السورية لتحيط هذا الفعل بسيل من العرفان والشكر، دون أن تنسى الحملة الشاسعة التنويه للنماذج السورية الشبيهة والمبادرات الإنسانية المهمة. ظلّت الحالة متقّدة إلى أن وصلت جوقة المحللّين والعباقرة الجدد: «هذه مؤامرة تقصد النيل من الشعب السوري العتيد» لعلّهم صرخوا بهذه العبارة، ثم ربما غمز أحدهم ببراعة أمين فرقة حزبية متقاعد، اكتشف خلال مشواره النضالي المجلجل كلّ النوايا الاستعمارية للجهات التي تريد الإطاحة بالأمة، وقال: قد نشهد مبادرات من دول ثانية! طبعاً غالباً رّد عليه كلّ محتاج: «يا ليتنا نشهد»!
لكن مهلاً. ماذا لو حيّدنا قليلاً نظرّية المؤامرة لتلك الشريحة المأزومة في تكّهناتها، وتركنا فرصة لخيال اليقظة، وجرّبنا التوّهم بأن حيتان المال، وتجّار الحرب، وسارقو لقمة الشعب السوري، استفاقوا على نار غيرة من غيث، وقرروا التبرع لفقراء سوريا كيف سيكون حال البلد؟ ربما سينتهي الحلم بصوت «البيجو504» لتقطع الطريق على الخيال وتعتقل الفكرّة، وتعيد المخطئ إلى صوابه!! لذا ربما ما علينا سوى أن ننتظر موسم جديد من «اطمأن قلبي»

مقالات ذات صلة