Site icon هاشتاغ

في ظل ندرة الإنتاج السينمائي.. فنانون سوريون يترحمون على “أيام زمان”

نور قاسم – هاشتاغ

تواجه السينما في سوريا في الوقت الراهن ندرة في إنتاج الأفلام مقارنةً مع فترة السبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات لأسباب عديدة. لعلّ أبرزها توجه معظم المنتجين نحو المسلسلات التلفزيونية والتي لاقت نجاحاً لافتاً على المستويين المحلي والعربي .

ففي حين تشير تقديرات غير رسمية إلى أن القطاع العام ينتج حوالي خمسة أفلام متنوعة مابين الطويلة والقصيرة، فإن القطاع الخاص بالكاد ينتج فيلماً واحداً، فعلى سبيل المثال تم إنتاج فيلم واحد فقط خلال العامين الأخيرين.

يقول وائل رمضان وهو فنان سوري معروف وأخرج آخر فيلم من إنتاج القطاع الخاص هذا العام وهو فيلم “كازي روز” إن: “سينما القطاع الخاص تشهد تأخراً لافتاً”.

وضرب الفنان السوري مثالاً قارن فيه الوضع في السابق حيث كانت العائلات تتسابق إلى دور العرض أيام الأعياد لمشاهدة الأفلام في حين بات هذا التسابق “شبه نادر في الوقت الحالي”.

وأضاف في حديث خاص لـ”هاشتاغ”: “لا بد من إعادة هذه الحالة التي فقدناها”.

وأشار رمضان إلى فيلم “كازي روز” الذي أنتجته شركة “بايورتا” وعرض مؤخراً في سينما سيتي، “كان نوعاً من المحاولة لإعادة الحياة إلى سينما القطاع الخاص”.

عود على بدء

ما أن يتحدث الفنانون السوريون حتى يعودوا مجدداً إلى مسألة غياب الإنتاج السينمائي وحتى الأفلام القليلة التي يتم انتجاها فإنها تواجه انتقادات من قبل البعض.

يقول السيناريست سعيد حناوي: “لا وجود للإنتاج في القطاع الخاص، وأما المؤسسة العامة للسينما فتنتج أفلاماً نخبوية أو وثائقية تحتوي على إسقاطات ودلالات لا يمكن لجميع الناس فهمها”.

ومن هذا المنطلق يرى “حناوي” ضرورة التوجه إلى إنتاج أفلام واقعية كوميدية لاستقطاب أكبر قدر ممكن من الجمهور على اختلاف ثقافته.

وأضاف: “ليس ذنب غير المثقف في حال حضر فيلم سينمائي معين وخرج دون أن يفهم الاسقاطات التي أراد المخرج إيصالها”.

لكن في المقابل ثمة أفلام يرى البعض أنها “كرست الأزمة ولاقت إقبالاً شديداً من الكثيرين”.

وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الناس بحاجة إلى ما يجسد واقعهم، والاقتراب من كافة الشرائح في المجتمع على اختلاف ميولهم وثقافتهم واهتمامهم للمساهمة في عودة السينما السورية.

بينما رأى الفنان وائل رمضان أن المؤسسة العامة للسينما تنتج أفلاماً “مهمة وقيّمة”، وبعضها قريبة من الناس، لكنه عاد وقال: “ليس بالضرورة أن تكون جميع أعمالها نخبوية”.

ما هي الأسباب؟

وفي الطرف المقابل يرى المعنيون في المؤسسة العامة للسينما أنهم وبالرغم من كافة الصعوبات لم يتوقف العمل في هذا المجال، ومازالت المؤسسة تقدم أفلاماً على مستوى “راقي بالرغم من قلتها ، وحصدت العديد من الجوائز الأولى في المحافل والمهرجانات السينمائية”.

ويقول السيناريست سعيد حناوي إن: “أبرز عامل لعدم الإقبال على دور السينما كالسابق هو الوضع الاقتصادي الصعب الحالي إضافةً إلى عدم وجود دور للسينما”.

وتحتوي العاصمة دمشق على صالتي عرض فقط واحدة تتبع القطاع العام وأخرى تتبع القطاع الخاص.

ويرى البعض أن ارتفاع أسعار بطاقات الدخول مكلفة بالنسبة للسكان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب نتيجة الحرب التي تطحن البلاد منذ أكثر من عقد.

في نفس السياق يقول أيمن جليلاتيوهو من سكان العاصمة دمشق إنه كان يحرص سابقاً على الذهاب إلى دور السينما مع زوجته وأبنائه، إلا أنه اليوم وفي ظل الوضع الاقتصادي لم يعد قادراً على تأمين التذاكر لحضور أي فيلم، “فالأهم الآن تأمين المستلزمات الأساسية لحياة أسرته”.

ولفت “جليلاتي” إلى أن سعر التذكرة ثلاثة عشرة ألف ليرة سورية(4 دولارات) وتتكون عائلته من خمسة أفراد، ومجرد الدخول لمشاهدة الفيلم سيحتاج إلى 65 ألف ليرة سورية أي ما يعادل نصف راتب الموظف .

أين سيتم العرض؟

بدوره يتساءل أمين سر لجنة صناعة السينما رضا الحلبي إنه وفي حال بدأ القطاع الخاص بتكثيف الإنتاج فأين سيعرض أعماله مع عدم كفاية دور العرض الحالية؟

ولأجل ذلك يقترح اتباع التفكير باستثمار حقيقي من خلال استغلال كلاً من موقعي سينما الزهراء والسفراء للسماح للمستثمرين بإنشاء مولات في نفس الأمكنة “والاشتراط على المستثمر تخصيص صالة أو صالتين لعرض الأفلام سينما. بهذه الطريقة يصبح الاستثمار مجدياً”.

وأشارت الفنانة سلاف فواخرجي إلى أن أبرز عاملين لتأخر السينما السورية “عدم وجود دور للسينما وعدم توفر المال الخاص”.

ولفت رئيس لجنة صناعة السينما والتلفزيون علي عنيز إلى أنه ثمة حاجة إلى المزيد من دور السينما، إلى جانب توفر الدعم الحكومي في مجال العروض السينمائية تشجيعاً للمنتِج لاستثمار ماله في هذا القطاع الهام .

من جهته أيضاَ طرح المنتج جميل الغيث، اقتراحاً حول المراكز الثقافية “المقلّة بنشاطاتها”.

وقال: “على سبيل للمثال إذا وجد في دمشق عشرين مركزاً ثقافياً، فيمكن الاستفادة من عشرة منها بعرضهم للاستثمار كدور للسينما.”

كيف يمكن إعادة الألق؟

في هذا السياق قالت الفنانة السورية وفاء موصللي إن: “إعادة إحياء السينما السورية يتجلى من خلال الشغف والرغبة في قلوب العاملين فيها”.

وليس بالتوجه فقط إلى المسلسلات الدرامية التلفزيونية، وضرورة تقديم الإمكانيات والاستعداد مبدئياً للمغامرة من قِبل المنتِج، بحسب تعبيرها.

وحول رأيها بالنسبة للقائمين على قطاع السينما شددت “موصللي” على مسألة “وجوب مراعاة هم المواطن في الطرح دون الانجرار إلى ما تتداوله المحطات الأُخرى، لأن السينما في المحصلة ليست فقط للكوميديا أو مرتكزة على فنانات جميلات وإنما الهدف الأساسي هو المواطن”.

وقريباً من رأي “موصللي” فإن جميل الغيث، وهو منتج سوري يرى بأن هناك إمكانية للعودة إلى السينما بالرغم من كل الصعوبات التي تحيطها، وقال في حديث لـ”هاشتاغ” إن “المغامرة في الإنتاج هي بداية الطريق للعودة إلى السينما السورية رويداً رويداً”.

ولفت “الغيث” إلى أن إنتاج فيلم “كازي روز” ليس الهدف منه الربح بقدر ما كان يهدف لتنشيط الحركة السينمائية.

لكن الفنانة سلاف فواخرجي لم تخفِ رأيها حول عدم “التعويل على فيلم واحد فقط لإحياء السينما السورية. وإنما الحاجة إلى مجموعة أفلام ومشاريع سينمائية حقيقية لتحقيق الانطلاقة لها”.

وأضافت: “فيلم كازي روز محاولة وخطوة أولى. ويجب تكثيف المحاولات في هذا المجال لتعود السينما السورية وتصبح موازية لنجاح وحضور وقوة الدراما السورية” .

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version