تستعد بريطانيا لتسجيل رقم قياسي بعد فترةٍ وجيزة، عندما يتم انتخاب رئيس وزراءٍ جديدٍ يخلف رئيسة الوزراء المستقيلة ليز تراس، التي تركت منصبها بعد خمسةٍ وأربعين يوماً فقط من تسلمها إياه.
رقم مزدوج
سجلت ليز تراس رقماً قياسياً بريطانياً، واضعةً نفسها في قائمة الرؤساء أصحاب أقصر فترةٍ من الحكم على مستوى العالم، وفتحت المجال أمام تسلم رئيس وزراءٍ خامسٍ لبريطانيا، خلال فترةٍ تقارب الست سنوات.
فمنذ انتهاء فترة تسلم ديفيد كاميرون مقاليد الحكومة البريطانية عام 2016، تعاقب ثلاثة رؤساءٍ على ذلك المنصب كانت تراس آخرهم، في انتظار انتخاب رئيسٍ جديد رابع.
وتسلمت تراس الحكومة بعد كل من تيريزا ماي التي استمر حكمها لعام 2019، وبوريس جونسون الذي سلّم الراية لتراس في أيلول/ سبتمبر الماضي، قبل أن تقدم استقالتها.
الأرجنتين.. والحدث التاريخي
وعند الحديث عن أقصر فترات الحكم المتتالية، لا بد من ذكر أكبر رقمٍ قياسي سجله التاريخ الحديث في هذا الشأن، والذي حملته الأرجنتين التي تعاقب على حكمها خمس رؤساء خلال أسبوعين فقط.
وتعود الواقعة لعام 2001 عدما أعلنت الدولة إفلاسها، عقب تخلفها عن سداد ديون خارجية بلغت قيمتها أكثر من 93 مليار دولار أمريكي.
على إثر ذلك، هبت عاصفةٌ سياسية في البلاد جعلت خمس رؤساءٍ يتعاقبون على كرسي الحكم خلال أقل من أسبوعين، كان آخرهم الرئيس إدواردو دوالده، الذي دامت فترة حكمه حتى عام 2003.
سوريا على القائمة
سوريا كان لها نصيبٌ كذلك فيما يخص الأرقام القياسية المتعلقة بالتعاقب على الحكم، خلال القرن الماضي، ولكنه كان من بوابة الانقلابات العسكرية وليس عن طريق الانتخابات و الانتقال الديمقراطي.
وشهدت سوريا في الفترة ما بين عامي 1949 و1970 سلسلةً طويلة من الانقلابات التي بلغ عددها تسع انقلابات، بدأها حسني الزعيم بُعيد الاستقلال بثلاثة أعوام، وانتهت بـ “الحركة التصحيحية”.
عام 1949 كان عاماً استثنائياً في سوريا من حيث الانقلابات، فقد عقب انقلاب حسني الزعيم في آذار/ مارس من ذلك العام، انقلابين قادهما كل من سامي الحناوي وأديب الشيشكلي في آب/ أغسطس وكانون الأول/ ديسمبر على التوالي من ذات العام.
وفي الفترة ما بين انقلاب الشيشكلي و”الحركة التصحيحية”، شهدت سوريا ست انقلابات بدأها الشيشكلي عام 1951 كذلك ضد حكومة ناظم القدسي، ليدفع بالرئيس هاشم الأتاسي للاستقالة، ومن ثم جاء فيصل الأتاسي بانقلابٍ سلمي وتسلم الحكم من الشيشكلي.
وبعد أعوامٍ قليلة من الوحدة السورية المصرية، حصل انقلابٌ فكّك تلك الوحدة عام 1961 قاده عبد الكريم النحلاوي، وأعاد تأسيس الجمهورية السورية المستقلة من جديد.
ثم جاء حزب “البعث” عام 1963 واستولى على القيادة المدنية، عبر قادته في اللجنة العسكرية للفرع الإقليمي للحزب، ليتسلم حزب البعث الحكم في البلاد.
وفي العام 1966 عزل صلاح جديد القيادة القومية الحاكمة لحزب “البعث” من السلطة بواسطة اللجنة العسكرية للحزب والقيادة القطرية، قبل أن يقود الرئيس الراحل حافظ الأسد “الحركة التصحيحية” في 16 تشرين الثاني عام 1970 ويضع حدا لعقود من الانقلابات.