بعد غياب ثلاث سنوات عاد الجمهور الحلبي إلى مسرح نقابة الفنانين ليشاهد المسرحية الكوميدية “حلبي وبيدونة وأمبير” ,التي حاكت بأسلوب ناجح , واقع الحياة في مدينة حلب اليوم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المواطن السوري من خلال الأزمة والحرب الكونية التي تشن على سورية.
وقد أفتتح العرض بأغنية “راب” لفرقة البصمة العربية,تلاه قصيدة شعرية للمنتج “محمد نور الدين”,ثم تكريم عدد من الشخصيات الرسمية والإعلامية في حلب.
وعرضت المسرحية تفاصيل الحياة اليومية للمواطن الحلبي و صعوبة تأمين مادة المازوت وسائر المواد التموينية الأخرى ومشكلة التقنين الكهربائي,والتضخم السكاني , ومختلف المواضيع التي تخص حياة السوريين اليوم بشكل عام وحلب بشكل خاص,والاساليب الرخيصة التي يلجأ إليها المهربون لتهريب الشباب السوري ,الذين يواجهون حالات الإذلال والإستغلال التي يتعرضوا لها من أجل الهجرة إلى أوروبا,أملا بالحرية الكاذبة التي وعدوا بها.
لكن اللافت في هذا العرض أنه أبرز حالات تكرس المنطق الطائفي والمذهبي والمناطقي الذي يسيئ لطبيعة مجتمعنا السوري العريق ,والمبالغة فيه وهو بعيد كل البعد عن مجتمعاتنا وعاداتنا وطبيعتنا الأصيلة,الأمر الذي يستوجب اعادة النظر بهذه الجوانب والتخفيف من حدتها ,حيث برزت هذه الجوانب بشكل حاد ، وقد يساء فهم القصد والغاية من طرحها في هذه الفترة بالذات وفي المستقبل .
وقد اكتظ المسرح بالحضور بالرغم من ارتفاع قيمة التذكرة التي تراوحت مابين 300 و1000 ليرة سورية ، ويرجع ذلك إلى التعطش الكبير للجمهور الحلبي الذواق,والمحب للمسرح والفن,لأنه يعد ان المسرح هو جزء من طقوس الثقافة الأساسية في حياته ولمايشكله من أسلوب ساخر وناجح للتعبير عن رفض الإنسان للواقع المرير الذي يصيب المواطن السوري في أي مكان واي زمان ,ويسعى للعمل على تلافيه بشتى الوسائل .