هاشتاغ-رأي زياد شعبو
عندما نشاهد مباراة المنتخب الوطني، تتداخل مشاعرنا وأفكارنا بين ما نرغب في رؤيته وما يظهر أمامنا على شاشة “الجوال”، وهو المكان الوحيد الذي يمكننا من متابعة المنتخب منذ سنوات.
تلك المهمة تبدو سهلة واضحة أمامك، وتشعر أن الحل لا يحتاج إلى تعقيد الأمور، وتبدأ بالتفكير بصوت عالٍ “شيل فلان” أو “نزل فلان”،”ليش ما مررت”…
تنتهي المباراة، وتبدأ الصورة التي رسمتها أحداثها في التلاشي، وتنسى الحلول السهلة التي اقْتُرِحَت.
هذا هو حال منتخبنا، بين الأحلام والواقع رحلة مستمرة مع كل من مروا عليه.
واليوم مع خوسيه لانا لم نصل بعد إلى مرحلة الجلد، فالرجل لم يشرف إلا على أربع مباريات ودية مع المنتخب فاز بثلاثة منها، وخسر الرابعة بظرف ثوانٍ أخيرة أمام تايلند المنتخب الآسيوي المتطور والمستقر فنيا من نتاج الدوري المحلي بكل ما فيه من قيم تنافسية عالية جعلته يحجز مكاناً بين دوريات الصفوة الآسيوية.
خوسيه لانا لم يخطئ حتى الآن، ويعمل على تركيب صورة المنتخب المبعثرة المشتتة منذ تصفيات كأس العالم 2018، وهو يدرك كما نحن ندرك أن المهمة صعبة في ظل عدم الاستقرار الفني السابق والتغيير المستمر في هوية ولاعبي المنتخب إضافة إلى عوامل محلية أخرى أقلها نوعية الدوري واللاعب المحلي، وليس آخرها وضع المنطقة الأمني الذي يصعب من مهمة متابعة العمل على أرض الوطن.
وإيجابيات المرحلة الحالية مع لانا هي ديناميكية الرجل في محاولة تغيير المراكز وتجريب الوجوه الجديدة وبعث الثقة بنفوس اللاعبين، والحديث عن السلبيات فهو أمر سابق لأوانه إلى أن نصل لآخر قطعة بازل مناسبة لإكمال المشهد الأخير، حينها المساحة تصبح للمنافسة لا للتجريب والكلام هنا عن أقرب مناسبة رسمية سنظهر بها ألا وهي كأس آسيا 2027 ولربما كأس العرب في مرحلة سابقة.
المزيد من المباريات الودية هو أفضل ما يمكن فعله للوصول إلى استقرار فني بالتشكيلة، ليبدأ لانا برسم خططه وتمارينه بناء على ما يرغب في فعله، ومن المناسب القول إن مباراة روسيا الودية هي آخر مرحلة تجريبية عامة بين لانا وأدواته، فمن اللاعبين من سيغادر، ومنهم من سيبقى.