دعت المديرة العامة لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، آمي بوب، إلى استثمار الدول في عملية إعادة إعمار سوريا بعد انتهاء حكم بشار الأسد، محذرة من أن غياب الاستقرار قد يؤدي إلى موجات لجوء جديدة في المستقبل.
وفي مقابلة مع “يورونيوز”، قالت بوب، إن النقاشات بشأن عودة اللاجئين السوريين “لا ينبغي أن تكون معزولة عن السياق الاقتصادي والسياسي الأوسع”، مضيفة: “نشجع الدول على الاستثمار في بناء السلام، وإنعاش سوريا، وتقديم المساعدات الإنسانية”.
وجاءت تصريحاتها خلال المؤتمر التاسع للمانحين بشأن سوريا، الذي انعقد بمشاركة وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي.
وحذرت بوب من أن عدم توفير بيئة آمنة للعائدين قد يؤدي إلى موجات نزوح جديدة، قائلة: “إذا عاد الناس إلى منازلهم وتعرضوا للعنف، أو لم يشعروا بالأمان، أو لم يكن لديهم مستقبل، فسوف يهاجرون مجددا”.
ومع تزايد الاهتمام بتشديد سياسات الهجرة، بدأت 14 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، من بينها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، إجراءات لتعليق طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بعد سقوط نظام الأسد.
كما أعلنت بعض الحكومات عن خطط لتسهيل عودة اللاجئين الطوعية، فيما أصدر وزير الداخلية النمساوي تعليماته لوزارته بالتحضير لإعادة اللاجئين السوريين “بشكل منظم”.
وتزايد الاهتمام بفكرة تعزيز العودة الطوعية حتى قبل سقوط الأسد، حيث تبحث دول أوروبية إمكانية تنظيم زيارات “اذهب وشاهد”، التي تسمح للسوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة بزيارة بلادهم لتقييم الأوضاع هناك.
وفي شباط/فبراير الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن إمكانية حصول اللاجئين السوريين في فرنسا على تصاريح خاصة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، تتيح لهم العودة إلى سوريا في “زيارات استطلاعية” من دون فقدان وضعهم القانوني.
وأبدت الأمم المتحدة دعمها لهذا التوجه، حيث قالت بوب: “سيكون من المفيد أن يرى الناس بأعينهم التحديات التي قد يواجهونها عند عودتهم، أو كيف يبدو الوضع على الأرض”.
وأضافت: “إذا عاد السوريون ولم يجدوا شيئا، ولم تكن هناك مساعدات إنسانية، أو لم يتم الاستثمار في إعادة بناء مجتمعاتهم، فمن المحتمل جدا أن تصل هذه الأخبار إلى السوريين في الخارج وتثنيهم عن العودة”.