الخميس, ديسمبر 7, 2023
HashtagSyria
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةالواجهة الرئيسيةمن "الاقتصادية العفوية" إلى "الاقتصادية العلمية"

من “الاقتصادية العفوية” إلى “الاقتصادية العلمية”

هاشتاغ – أيهم أسد

يقول الباحث عمر أحمد عبد الملك في كتابه “أساسيات الاقتصاد السلوكي” بأن لا فائدة من علم لا يطبَّق على أرض الواقع ويستفيد من خيراته بنو البشر، وأن الاقتصاد السلوكي علم واقعي يضع البشر في أولى أولوياته، ويبحث عن تعظيم منفعتهم ويسعى إلى تقليل تكاليفهم.

ويعتقد “عبد الملك” بأن تلك المبادئ بمنزلة خريطة طريق توضح كيف يمكن تطبيق الاقتصاد السلوكي في حياتنا اليومية لكل شخص يرنو إلى تطبيقه في حياته سواء كان رب أسرة أو مدير شركة أو رئيس مؤسسة أو وزيراً في وزارته أو حتى رئيس الحكومة، فلا يوجد الكثير من الوقت أو الموارد لاختبار سياسات لم نقف على مدى جدواها.

ويقول الكتاب: إن كل من يرغب العمل في السياسة العامة, أو الصناعة, أو التجارة, أو حتى قراء أدبيات الاقتصاد السلوكي عليه تطبيق الأفكار الآتية من ينابيع الاقتصاد وعلم النفس، أملاً في تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها فيمن يتعاملون معهم, سواء كانوا طلاباً أو أبناء أو موظفين أو مستهلكين أو حتى مواطنين.

أقرأ المزيد: الثابت مالياً متراجع تنموياً

تلك الرسالة المختصرة والمكثفة جداً والتي تأتي في نهاية كتاب “أساسيات الاقتصاد السلوكي” فحواها أن استفيدوا من العلم بما يقدم من أدوات من أجل تطوير المجتمع البشري أيا كان، وفحواها أن الاقتصاد أحد أهم العلوم التي يمكن من خلالها التأثير إيجاباً على البشر وتغيير سلوكياته، وفحواها أكثر أننا ما زلنا في عصر “الاقتصادية العفوية” ولم نصل بعد إلى عصر “الاقتصادية العلمية” كما أننا لم نواكب بعد الحداثة الاقتصادية بما تفرزه من نظريات وأدوات ولم نختبر أياً من حداثة تلك النظريات في الواقع.

هي عبارة هامة جداً قالها الكتاب ضمن ما قال:

“لا يوجد الكثير من الوقت أو الموارد لاختبار سياسات لم نقف على مدى جدواها”.

وهذا هو بالضبط جوهر الرسالة لصناع السياسة العامة ومتخذي القرار، هذا هو بالضبط ما يجب أن يكون على طاولاتهم وما عليه أن يقرؤونه قبل أي جرة قلم لأي قرار، هذا هو بالضبط ما يجب أن يكون دستورهم.

لا تكرروا سياسات أثبتت فشلها لأنها ستغرق المجتمع والاقتصاد بمزيد من المشكلات. ولا تكرروا سياسات أثبتت فشلها لأنها تستنزف الموارد ولا تجددها.

أقرأ المزيد: موازنة تسيير أعمال لا موازنة تنمية

لا تكرروا سياسات أثبتت فشلها لأن بدائلها كثيرة ويمكن الاعتماد عليها.

عودوا إلى علم الاقتصاد والعلوم الاجتماعية الموازية له كي تتجاوزا الفشل في إدارة الموارد، فالعلم يوفر الأدوات والحلول والأفكار الجديدة، استعينوا بالعلم فهو وحده القادر على حل المشكلات.

العلم متاح والمعرفة متاحة …كفانا ارتجالاً وعفوية وتجريباً …

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

مقالات ذات صلة