هاشتاغ: نورا قاسم
قال نائب رئيس غرفة تجارة دمشق، الدكتور ياسر كرَيِّم، لـ”هاشتاغ” إن الخصخصة تمثل كارثة اقتصادية على سوريا إذا ما اعتمدت على بيع المنشآت العامة لأشخاص معينين، مما سيؤدي إلى فقر الدولة. وأكد على أن للدولة أملاكاً يجب أن تظل تحت ملكيتها لتوفير الموارد بجانب الضرائب والجمارك، مما يعزز من تعدد مصادر دخلها. ودعا إلى خصخصة الإدارة بدلاً من المنشأة.
خدعة الاشتراكية..
أضاف “كرِيِّم” أنه يخشى من تكرار خطأ النظام السابق الذي نقل الملكية تحت مسمى الاشتراكية، مما وقع الشعب السوري ضحيةً لهذه الخدعة.
وأوضح “كرِيِّم” أن الاشتراكية قامت على مفهوم أن المال والمنشآت والأرض للجميع. وفي عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، بدت الإجراءات صادقة لكنها كشفت لاحقا عن نوايا نقل الملكية بين أفراد يتمتعون بالنفوذ.
وأشار “كرِيِّم” إلى أن خصخصة الملكيات من القطاع العام إلى شخصيات جديدة تحت مسمى السوق الحر أو الانفتاح الاقتصادي أو الخصخصة من الممكن أن تسبب أزمات عديدة، رغم أن الفكرة قد تبدو جذابة.
وبيّن أن فشل المنشآت العامة لا يعني التخلي عنها بسهولة، وأن يجب أن يكون المواطن هو الهدف من أي تحول اقتصادي.
تساءل “كرِيِّم” عن مصير المواطن الجائع في حال بيع المنشآت وسداد ديون الدولة.
خصخصة الإدارة..
يرى “كرِيِّم” أن الأفضل هو خصخصة الإدارة وليس بيع المنشآت، مشيرا إلى أن بعض المنشآت قد تعاني من سوء الإدارة وليس من ضعف الموارد.
شدد على ضرورة استقدام مدراء محترفين لتغيير مسار المنشآت بدلاً من الاعتماد على المحسوبية.
وطرح مثالاً: معمل الكونسروة المملوك للدولة، لافتاً إلى أن الكونسروة السعودية والمصرية أفضل من السورية لأنهما تتمتعان بإدارة ذات خبرة أكثر.
“مثل التاجر المفلس”..
أشار “كرِيِّم” إلى أن الخصخصة يمكن أن تكون كارثية إذا أُديرت بشكل خاطئ، وضرب مثالاً بالتاجر المفلس الذي يبيع ممتلكاته بأسعار زهيدة، مما يزيد من فقر الدولة.
نبّه إلى أهمية جعل المشاريع رابحة قبل التوجه لبيعها، معتبرا أن المشاريع الخاسرة تُنهب وتُباع بأسعار منخفضة.
تجربَتي فشل ونجاح..
ناقش “كرِيِّم” تجارب روسيا والصين، مشيرا إلى فشل روسيا في الخصخصة في التسعينيات وتداركها الأمر فيما بعد، ولكن بعد وقوعها في الخسارات. بينما تمكنت الصين من الانتقال بنجاح من النظام الشيوعي إلى الرأسمالي دون وقوعها في الخطأ.
شدد على ضرورة أخذ تجربة الصين كنموذج لتطوير سوريا، بالاستفادة من خبرات مدراء محترفين.
وأضاف، على الرغم من أن الصين كدولة اشتراكية أكبر بكثير من سوريا إلا أنها استطاعت الانتقال من النظام الشيوعي إلى الرأسمالي الخاص، واستطاعت من التسعينيات إلى الألفين إيصال رسالة للعالم مفادها أنها الأولى اقتصاديا ولكن دون أن تخصخص كل شيء بينما عملت على خصخصة الإدارة بالاعتماد على أصحاب الخبرات.
وشرح “كريِّم” عن تجربة الصين لخصخصة الإدارة بأن يتم اختيار مدراء محترفون يختارون فريقهم المناسب للعمل بأنفسهم ولهم 10% من الأرباح . ودور الدولة هنا مراقبة المدخلات والمخرجات فقط، وضمان صحة الأعمال المالية وسيرها بشكل سليم.
وأشار إلى أن من يستلم الإدارة بشكل صحيح يجب عليه اعطاء الهدف والجدوى الاقتصادية والربحية والمدة الزمنية للانجاز.
أي بجب وضع لجنة قوية جداً وأن يتم متابعتها من قبل الدولة، بحسب قوله.