Site icon هاشتاغ

هل أُغلق ملف الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب؟

هل أُغلق ملف الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب؟

هل أُغلق ملف الضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب؟

هاشتاغ – عبد الرحيم أحمد

بعد تحضيرات كبيرة وتصريحات نارية من قبل القادة الإسرائيليين “بردٍ قاس” على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأول من تشرين الأول الجاري رداً على الاغتيالات الإسرائيلية، أغارت أكثر من 100 طائرة على أهداف في إيران فجر السبت 26 الشهر الجاري في عملية أطلق عليها “أيام الانتقام”.

الهجوم الذي وصفته طهران بأنه فشل في إصابة أهدافه، قالت عنه تل أبيب أنه مدروس وحقق أهدافه، الأمر الذي أوحى بأن الجانبين يتجنبان مزيداً من التصعيد والردود المتبادلة خصوصاً أن واشنطن دعت إلى اعتبار هذا الهجوم نهاية الضربات المتبادلة بين الطرفين ونهاية للتصعيد في المنطقة.

إيران استوعبت الهجوم وقد لاترد

عن هذا الموضوع يرجّح الخبير العسكري اللواء سليم حربا أن طهران “قد لا تكون مضطرة للرد بشكل مباشر” على الهجوم الإسرائيلي وخصوصاً بعدما “استوعبت الضربة وأفشلتها” وفي ظل وجود “المقاومات التي تؤلم العدو وتوجع الكيان” الإسرائيلي و”تعمق أزمته العسكرية والبنيوية”.

وقال اللواء حربا في رد على أسئلة هاشتاغ  “إن ما حصل هو عدوان إسرائيلي متجدد على السيادة الإيرانية لكنه يمكن أن يُحتمل ويُستوعب إذا كان هناك ثمن والثمن يجب أن يكون وقف العدوان في غزة ولبنان” وذلك بالضغط على تل أبيب وواشنطن من خلال احتفاظ طهران بحق الرد “إلاّ إذا كان هناك حل مرضي لإيران ومحور المقاومة”.

أوجد الهجوم الإسرائيلي انقساماً حاداً بين الإسرائيليين فهناك من اعتبره أقل من أن يكون رداً حقيقياً على طهران فيما اعتبره آخرون حازم وقوي، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حاول تضخيم الأمر بالحديث عن تدمير قدرات إيران الصاروخية.

وهنا يرى اللواء حربا أن “الكيان الإٍسرائيلي ضخّم هذا الهجوم إعلامياً وساق سرديات غير صحيحة” لسببين: الأول ..”لكي تأتي هذه السرديات الكاذبة متوافقة مع سيل التصريحات والتهديدات التي جاءت قبل العدوان” بأن “الرد الإسرائيلي” سيكون مدمراً وفتاكاً”.

وثانياً: محاولة “التغطية على حقيقة أن أكثر من 98% من الصواريخ والمسيرات الإسرائيلية التي أطلقت على أغراض عسكرية إيرانية لم تصل إلى أهدافها على الإطلاق وتم إسقاط نسبة كبيرة جداً منها نتيجة جاهزية وفعالية وسائط الدفاع الجوي الإيراني”.

الردع الإيراني لجم العدو

وعن أسباب عدم استهداف تل أبيب للمنشآت النووية والنفطية الإيرانية كما كانت تتوعد، يجيب الخبير العسكري اللواء حربا أن “الكيان الإسرائيلي يدرك أنه في حال تجاوز في عدوانه الخطوط الحمراء بشكل أكبر وأخطر، كاختيار منشآت الطاقة والبرنامج النووي، فإن الرد الإيراني سيكون مدمراً ومزلزلاً وقد لا يستطيع الكيان تحمله لأنه سيكون شكل من أشكال الشتاء الصاروخي على الكيان”.

ويضيف.. لذلك فإن “الردع الإيراني ألقى بظلاله على هشاشة ونوعية واستعراضية ومستوى العدوان الإسرائيلي” خصوصاً مع “عدم قدرة الطيران الإسرائيلي على المقامرة بدخول الأجواء الإيرانية نتيجة معرفته بفعالية وسائط الدفاع الجوي الإيراني” والاضطرار إلى استخدام الأسلحة والصواريخ من مسافة مئات الكيلومترات وهذا مكّن الدفاع الجوي الإيراني من اعتراضها وتدمير أكثرها.

يضاف إلى ما سبق عدم قدرة تل أبيب على “تطويع دول الخليج والأردن باستخدام أجوائها”.

العقلانية الأمريكية لجمت التهور الإسرائيلي

لكن قد يكون العامل الأكبر بحسب اللواء حربا أن “العقلانية الأمريكية تفوقت ولجمت الرغبة والمقامرة الإسرائيلية.. أي أن منطق الحسابات الأمريكية لجم “إسرائيل” بعدم التهور وعدم المقامرة بعدوان أكبر وأخطر وعدم جر المنطقة إلى حرب واسعة وشاملة وتورط الأمريكي فيها، الأمر الذي أثّر على محدودية وهشاشة هذه الضربة لكي تستوعبها إيران ولا تكون مضطرة للرد”.

ردود الفعل تفتح مخرجاً للطرفين

لوحظ أن ردود الأفعال لم تكن حادة، سواء من طهران التي أعلنت أنها أفشلت العدوان وتحتفظ بحق الرد، أو من واشنطن التي دعت إلى اعتبار الرد الإسرائيلي نهاية الردود المتبادلة، الأمر الذي يفتح باباً لحلول وتسويات قادمة.

وعن هذا الأمر يعرب اللواء حربا عن اعتقاده أن ذلك ممكناً لكن “بمنطق الهدنة وليس الحل الجذري .. أي يمكن أن يكون “الثمن” لعدم الرد الإيراني والسكوت على هذا العدوان واحتوائه هو “وقف العدوان في غزة ولبنان وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من غزة” أي قد تعاد مسألة إحياء مسار المفاوضات والتسويات كما كان شائعاً قبل التصعيد الإسرائيلي الأخير.

ويضيف الخبير العسكري أن ذلك قد يكون “حاجة وضرورة أمريكية لخلق مناخات تهدئة قبيل الانتخابات الرئاسية وإن أُمكن أيضاً عقد تسوية واستثمارها للانتخابات لصالح الحزب الديمقراطي الأمريكي وبنفس الوقت تحقيق مطالب إيران باستيعاب العدوان وعدم الرد وإنقاذ الكيان الإسرائيلي من مأزقه وفشله الميداني على مختلف الجبهات”.

المأزق الميداني الإسرائيلي

ويرى اللواء حربا أن من بين الأمور التي أثرت في شكل وحجم الضربة الجوية الإسرائيلية على إيران هو “مأزق الكيان الإسرائيلي في عدم تحقيق أي إنجاز ميداني في العملية البرية في جنوب لبنان” سيما وأن الكيان “يدرك أن قوة حزب الله البشرية والصاروخية مازالت كبيرة وقوية وقادرة على تغيير المعادلات”.

فالحزب بحسب التقديرات العسكرية مازال “يمتلك زمام المبادرة الميدانية والنارية” وقادر على إطلاق أكثر من 100 صاروخ بأقل من نصف ساعة بالرغم من السيطرة الجوية المعادية ووجود الطيران المسير الاستطلاعي والأقمار الاصطناعية الأمريكية والإسرائيلية، الأمر الذي يشكل تحدياً “لإسرائيل” وللولايات المتحدة الأمريكية مع علمهم أن “الصواريخ الإستراتيجية للمقاومة في لبنان لم تستخدم إلى الآن”.

الهجوم تدريب على ما هو قادم

تحدثت بعض منافذ الإعلام الإسرائيلية عن أن الهجوم الإسرائيلي على إيران ليس سوى تدريباً عسكرياً لهجوم أوسع تحضّر له تل أبيب.

وهنا يقول اللواء حربا: “كل الاحتمالات واردة وغير مستبعد أن يكون هذا العدوان بروفة واستطلاع بالقوة لتمرير الانتخابات الأمريكية إسرائيلياً أملاً بوصول ترامب وإطلاق العنان الأمريكي للمقامرة الإسرائيلية ضد إيران”.

ويضيف أن “هذا وارد لكن دائماً تحديد الأهداف ورفع سقفها شيء والقدرة على تحقيقها شيء آخر” .. “إن أي عدوان إسرائيلي مستقبلي بعد الانتخابات الأمريكية ليس محكوماً فقط بالرغبة الإسرائيلية والضوء الأخضر الأمريكي، بل هو محكوم بالإمكانيات الإسرائيلية ومخرجات الحرب في المنطقة وبقاء وقوة المقاومات ومحكوم بالإمكانيات الإيرانية، ومحكوم أيضاً ليس فقط على مستوى المنطقة بل بالتوازنات والتحالفات الدولية بين إيران وحلفائها.

Exit mobile version