“نظام عالمي متعدد الأقطاب قيد التشكيل ولا رجعة فيه”، بهذه الكلمات، افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة “بريكس” السادسة عشر في قازان، محذرا من التحديات الكبيرة التي تواجهها الدول في عصر جديد من التعاون.
الأنظار تتجه نحو قمة “بريكس” السادسة عشر في مدينة قازان الروسية، حيث تُطرح تساؤلات حاسمة حول إمكانية تأسيس نظام عالمي جديد يغير من معالم التوازنات الجيوسياسية.
والدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باتت بحاجة ماسة إلى نظام عالمي، يتجه نحو شراكة قائمة على الند بالند كما تحتاج هذه الدول إلى قوة تدعمها في مواجهة التحديات المستمرة، حيث يتزايد القلق من الأزمات المستعصية التي تهدد المنطقة.
بوتين، في حديثه دعا إلى إنشاء منصة مالية جديدة خاصة بمجموعة بريكس، مشيرا إلى أن أكثر من 30 دولة أبدت رغبتها في الانضمام إلى هذا التكتل.
هذا الاهتمام الكبير يعكس التطلع المتزايد من الدول للابتعاد عن الهيمنة الغربية، نحو نظام قائم على التعاون المتبادل، بقمة بريكس تسعى لتسريع خطط الخروج من الهيمنة الغربية وتحقيق قدر من الاستقلالية بشأن التمويل والطاقة والتجارة عبر الحدود.
و”بريكس” تمثل الآن مجموعة تضم قوى كبرى مثل الصين وروسيا والهند، وهذه الدول تتمتع بأدوات سياسية واقتصادية قوية قد تمكنها من أن تصبح قوة مؤثرة على الساحة الدولية.
ولكن التحدي يكمن في قدرتها على تجاوز تناقضاتها الخاصة وتوحيد صوتها في مواجهة أزمات مثل الصراع في الشرق الأوسط.
كذلك، نجاح قمة بريكس في إخماد نار الحروب يعتمد بشكل كبير على تعاون الأطراف المتصارعة واستعدادها لتقبل الوساطة، فضلا عن مدى توافق دول المجموعة نفسها حول كيفية إدارة النزاعات. إذا استطاعت الدول الأعضاء أن تتجاوز خلافاتها وأن تتحدث بصوت واحد، فإنها قد تتمكن من تحقيق تقدم ملموس في إنهاء الصراعات.
ويبقى مصير دور “بريكس” في إنهاء الحروب مرهونا باستعداد الأطراف المتصارعة لتقبل وساطتها، وإذا نجحت، قد تكون هذه القمة نقطة تحول نحو نظام عالمي أكثر عدالة وتوازنا، يحقق الأمل في السلام والاستقرار للمنطقة.