هاشتاغ _ يسرى ديب
بينما يتابع العالم التطورات المتلاحقة وخاصة القصف غير المسبوق على غزة، وما تشهده من “إبادة جماعية”، تكثر التساؤلات عن احتمال وفتح الجبهات الأخرى المؤيدة للقضية الفلسطينية كسوريا وحزب الله.
فهل تدخل سوريا في هذه الحرب، وهل تشير تطورات الأحداث إلى توسع الحرب إلى حرب اقليمية؟
رسائل بالنار
الخبير العسكري والمحلل السياسي كمال الجفا يقول ل”هاشتاغ” إنه حتى الآن يدل مسار الحرب على أنه لن يكون هنالك تدخل سوري مباشر في هذه الحرب، رغم استهداف كيان الاحتلال لمطاري حلب ودمشق مؤخراً.
والغاية من هذا الاستهداف حسب الجفا هو توجيه رسائل سياسية بالنار للقيادة السورية، أو تحذيرية بالرغم من أن الضربات الاسرائيلية مستمرة منذ أكثر من 10 أعوام.
أضاف الجفا أن هذا الاعتداء يتناقض مع ما دعت إليه الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول الأوربية، ومع ما حذرت منه سوريا وحز..ب الله من الدخول لترك الفلسطينيين أو حركة حماس يلاقون مصيرهم الذي تخطط له “اسرائيل” منذ زمن بعيد.
ومن خلال المراقبة الميدانية لسير العمليات القتالية والتحليل المنطقي يعتقد الجفا أن “إسرائيل” تتجه لعملية تدمير شاملة لقطاع غزة، وتعمل على جعلها غير قابلة للحياة أو الإعمار, فالقدرة التدميرية الهائلة لم تستخدم حتى الآن في أي حرب منذ سبعين عاماً مضت، ومنذ الحرب العالمية الثانية سواء في نوعية القذائف أو حجمها أو كثافتها.
معركة مع دول
ويقول الجفا إن “اسرائيل” تمهد لهذا التدمير الشامل من أجل أن يكون هنالك حرية عمل للدبابات الاسرائيلية ولجنود الاحتلال وللمشاة في أي عملية اقتحام قادمة، لأن ما حشدته على أسوار ومحيط غزة، يمكنها من فتح معركة مع دول وليس مع قطاع غزة، حسب الجفا.
وبيّن أن المشهد أمام سيناريوهين اثنين:
الأول أن تقدم “إسرائيل” على عمل بري شامل مدمر وهنا سيكون القرار الإسرائيلي صعب وكبير جداً لأن هنالك هامش و”رسك” عالي من الخطورة ينتظر الجنود الإسرائيليين.
لكن “إسرائيل” وفقا للجفا لم تعد تخشى من تصاعد عدد القتلى والجرحى على الإطلاق، لأن هذا كان سابقاً ضمن السياسات الإسرائيلية أو المنظور الإسرائيلي لإدارة حروبها في المنطقة.
أما اليوم، وفق ما يرى المحلل العسكري، فلم يعد عدد القتلى أو الجرحى أوالتدمير مهما على الإطلاق، فالمهم بالنسبة لهم هو تنفيذ المخطط الذي عجزت عنه خلال ثلاثين عاماً وبما أكثر، وهو ترحيل جميع فلسطيني غزة إلى سيناء.
رفض الترحيل
ويتساءل الجفا هنا: ما هو الموقف المصري والعربي ودول التطبيع وبعض الدول الوازنة في المنطقة والدول الأوربية،
سيما وأننا أول مرة نسمع تصريحاً روسياً عالي المستوى برفض ترحيل الفلسطينيين إلى غزة، وبالتالي إذا لم يكن هنالك ترحيل فهنالك معركة. كما ان
موازين ونتائج هذه المعركة ستنعكس على دور حزب الله وسوريا في هذه المعركة.
دور تصاعدي
ويرى الجفا أنه لن يسمح للعدو الصهيوني بالاستفراد وإنهاء مقاومة غزة، وبالتالي سيكون هنالك دور تصاعدي وتدريجي للمقاومة الوطنية اللبنانية لحز..ب الله، وسيكون هنالك دور للحوثي، وللحشد الشعبي في العراق، وقد سمعنا منه تصريحات بتهديد للقواعد الأمريكية، إن كان هنالك قرار شامل بإبادة وإنهاء مقاومة غزة.
إبادة شطرنجية
أما السيناريو الثاني، بحسب الخبير الجفا، فهو أن يكون هنالك وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى وتهدئة، كحال التهدئة التي بتنا نسمعها ونشاهدها منذ العام 2008 وحتى الآن، ففي كل عام هنالك معركة.
ويضيف: منذ عام 2008 وحتى قبل المعركة الأخيرة كان هناك 6500 قتيل فلسطيني و150 ألف جريح، وإذا جمعنا عمليات التدمير التي تعرضت لها غزة والمقاومة فإنها تفوق عدة مرات في مجموعها ما تعرضت له غزة حتى الآن، وبالتالي المقاومة الفلسطينية اتخذت قراراها لأن المشروع الإسرائيلي هو إبادة شطرنجية تدريجية لمقاومة غزة. وبالتالي ما تدفعه المقاومة اليوم من أثمان غالية ربما كانت ستدفعه أكثر خلال عدة سنوات قادمة، ولكن هذه المعركة هي الأكثر خطورة وتكتيكاً وتنظيماً، والأكثر تدميراً للداخل وللجيش الإسرائيلي، والأكثر فشلا استخبارتيا، وبالتالي الأيام القادمة ربما 4 إلى 7 أيام هي التي تحدد سير المعركة وإلى أين ستتجه، وهل مقاومو غزة قادرون على الصمود لأكثر من أسبوع.. هذا رهن بمراقبة سير العمليات العسكرية في الميدان، والكلام للخبير الجفا.
احتمالات مفتوحة
من جانبه، يرى المحلل السياسي غسان يوسف أن احتمالات دخول سوريا في الحرب مفتوحة، لأن الولايات المتحدة والدول الغربية تدعم “إسرائيل” وتقف إلى جانبها،
و”اسرائيل” تتلقى اليوم دعماً كبيراً من جميع دول العالم الغربي وفقا لليوسف، وجميعنا سمع وزير الخارجية الأمريكي بلنكن عندما قال “أتيت إلى هنا كيهودي”. وكيف دعم وزير الدفاع الأمريكي “إسرائيل”.
التحرش بسوريا
أضاف “يوسف” أنه من الممكن أن يكون العدوان كبير على غزة، ومن الممكن أن تقوم الولايات المتحدة و”إسرائيل” بالتحرش بسوريا ولبنان للقيام بضربات على هذه المنطقة باعتبار أن سوريا وحز..ب الله يدعمان المقاومة الفلسطينية.
هم يعتقدون أن حماس تعاونت مع سوريا وحزب الله وايران في التخطيط لهذه العلمية.
مغامرة
اليوم ما يجري حسب قول “يوسف” هو أن “العملية ستكون فرصة لإسرائيل للتخلص من المقاومة الفلسطينية ولو كلف ذلك تدمير كل قطاع غزة”.
لكن هل ستتدحرج الأمور وتفتح الجهات؟
يعتقد “يوسف” أنه أن لا مصلحة لأحد بتطور هذه الأحداث، خاصة في حال توسعت الجبهات.
وإذا تم فتح الجبهة بين سوريا ولبنان فإن كل الدول العربية ستقف ضد، ويصفون الأمر “بالمغامرة” ولن يكون هنالك من يدعم.
دعم عربي
وقد لاحظنا في حرب تشرين كان الدعم من كل الدول العربية لسوريا ومصر، ومع هذا كان الدعم الأمريكي أكبر ل”إسرائيل” حيث فتحوا جسراً جوياً بين “إسرائيل” وأمريكا واليوم هذا ما يحصل.
مع فارق هو أن مصر موقعة لاتفاق سلام مع “إسرائيل”، وكذلك الأردن، وليس هناك دول تجاور لبنان، ويمكنها أن تقوم بعمليات ضد “اسرائيل” إلا من الجبهة السورية واللبنانية.
رأي مؤيد
وفي حال لم يكن هنالك دعم عربي أو دولي ورأي عام يؤيد فتح جبهات لدى سوريا خاصة، سيكون الوضع صعب، لأنه هذه الجبهات إذا فتحت سيكون هنالك حرب حقيقية بين سوريا واسرائيل وحزب الله و”إسرائيل”.
يضيف “يوسف” أنه لا بد من أن يكون هنالك دعم لسوريا وحزب الله، وبدون هذا الدعم من دول كبرى كروسيا.
ويعتقد أن “تكلفة أي فتح للجبهات كبيرة جداً، فروسيا منخرطة في الحرب ضد أوكرانيا والغرب، وإيران بعيدة جغرافياً ولا تستطيع أن تقدم الكثير”.
لا مصلحة
ويرى “يوسف” أنه ليس من مصلحة سوريا ولبنان فتح هذه الجبهات دون أن يكون هنالك قرار دعم عربي ودولي لاسترجاع الحقوق من “إسرائيل”.
إلى أين ستصل الأمور؟
لا أحد يعرف، لكن الواضح حسب قول “يوسف” أن “إسرائيل ستقوم بعمليات كبيرة في غزة، وربما في مناطق أخرى كجنوب سوريا ولبنان، ولكن لا أحد يعرف ما الذي يخطط له كل من اسرائيل والولايات المتحدة.. وإذا ما فرضت الحرب على سوريا فسيكون هنالك رد ومواجهة”.