الأربعاء, ديسمبر 11, 2024
- إعلان -spot_img

الأكثر قراءة

الرئيسيةأخباربعد إحراق نفسه.. هل يتحول بوشنيل إلى "بوعزيزي أمريكا"؟

بعد إحراق نفسه.. هل يتحول بوشنيل إلى “بوعزيزي أمريكا”؟

لا تزال  السفارة الإسرائيلية هدفا للمظاهرات الحاشدة التي اندلعت تأييدا للفلسطينيين واحتجاجا على العداون المستمر  على غزة،   ليس في الولايات المتحدة فقط بل في أنحاء كثيرة من العالم منذ 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023.

من جهتها، قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، الأحد، إن الاحتجاجات ضد “إسرائيل” باتت حدثا شبه يومي في الولايات المتحدة منذ أن بدأت “إسرائيل” حملتها العسكرية في  قطاع غزة.

وفي أحدث احتجاج ضد حرب “إسرائيل” على غزة، أضرم عسكري تابع للقوات الجوية الأميركية النار في نفسه أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن، ما أدى إلى وفاته.

وقال آرون بوشنيل “25 عاما” الذي كان يرتدي الزي العسكري في تسجيل مصور بثه على الهواء مباشرة عبر الإنترنت، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز”: “لن أكون متواطئا بعد الآن في الإبادة الجماعية”.

وتوجه بوشنيل، العامل في القوات الجوية،  عصر الأحد 25 شباط/فبراير إلى السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وملابسه، وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.

وقبيل إضرامه النار في نفسه، قال بوشنيل أمام السفارة “سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”.

وأكد متحدث باسم القوات الجوية الأميركية أن الواقعة تتعلق بطيار في الخدمة الفعلية.

بدورها، أكّدت وزارة الحرب الأميركية “البنتاغون” وفاة الجندي بالجيش الأميركي، بعد أن قال مسؤول في خدمة الإطفاء والطوارئ الطبية في واشنطن إنّ الشخص الذي أضرم النار في نفسه نُقل إلى مستشفى بالمنطقة، وكانت حالته حرجة بسبب إصابته بجروح بليغة.

تزايد الاحتجاجات

حادثة بوشنيل ليست الأولى في أميركا، ففي كانون الأول/ديسمبر الماضي، أضرم شخص النار في نفسه خارج القنصلية الإسرائيلية في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، في حين قالت الشرطة إنه “على الأرجح عمل احتجاجي سياسي متطرف”.

وذكرت الشرطة ومسؤولو الإطفاء للصحفيين أنه “تم انتشال العلم الفلسطيني الذي كان جزءا من الاحتجاج في مكان الحادث، وتم استخدام البنزين لإشعال النار”.

ووقع حادث مماثل في الأول من كانون الأول/ديسمبر الماضي خارج مكتب القنصلية الإسرائيلية في مدينة أتلانتا، بولاية جورجيا، حيث أشعلت امرأة ملفوفة بالعلم الفلسطيني النار في نفسها عمدا في احتجاج سياسي واضح، وفقا للشرطة.

وقالت الشرطة إن المرأة، التي أصيبت بجروح خطيرة، أشعلت النار في نفسها بعد أن سكبت البنزين على جسدها، وأصيب حارس أمن بحروق عندما حاول إخماد الحريق، حسب الشرطة.

تجاهل واشنطن

حول تعاطي الإعلام الاميركي مع حادثة بوشنيل، غرّدت خبيرة الشؤون الدولية أسال أراد عبر منصة “إكس”، مستغربة من موقف أربع من كبرى شبكات الأخبار الأميركية والعالمية.

ورصدت كلا من صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست”، ووكالة “رويترز”، وشبكة “سي إن إن”، التي اختارت جميعا أو اتفقت على عدم طرح سؤال “لماذا أحرق آرون بوشنيل نفسه؟”، عند تغطيتها الخبر.

وكتبت: 4 وسائل إخبارية رئيسية لديها العنوان نفسه تقريبا لحادثة إحراق آرون بوشنيل نفسه، ولم تذكر إحداها كلمة “غزة” أو “الإبادة الجماعية”، أو سبب احتجاج آرون، أو كلمة “فلسطين”، أو كلماته الأخيرة.

كما أشارت الصحفية ديما الخطيب عبر حسابها على منصة إكس: “‏وسائل الإعلام الغربية تنقل خبر الجندي الأميركي آرون بوشنيل الذي أحرق نفسه حتى الموت احتجاجا على دعم حكومته للإبادة الجماعية، وآخر كلماته “فلسطين حرة”، دون ذكر كلمة فلسطين أو غزة أو إبادة جماعية في عناوينها”.

وأضاف: “صحافة العار تريد تمييع احتجاج هذا الشاب الذي ضحى بحياته لإيصال رسالة”.

ونشرت منصة “‏عربي بوست” عبر حسابها على منصة “إكس”، صورا من تغطية “نيوزويك” و”واشنطن بوست” و”سي إن إن” ووكالات غربية للحادث.

وقالت: “بشكل عفوي اتفقوا على عدم ذكر سبب إحراق الجندي آرون بوشنيل نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن.. رغم أنه أعلن السبب بنفسه في فيديو شاهده الجميع، وقال إن السبب هو “احتجاجه على الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة”.

وتساءلت عن تجاهل السبب في عناوينها بالقول: “لا يعرفون السبب ولم يصلهم الفيديو الذي نشره الجندي وسبب آخر؟”.

ويواصل الإعلام الأميركي تجاهله المتعمد لتبعات دعم إدارة الرئيس جو بايدن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على الداخل الأميركي.

واستمر التجاهل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي نتج عنه حتى الآن استشهاد ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، وإصابة عشرات الآلاف الآخرين، مع دعم أميركي كامل لإسرائيل سواء في جانب التسليح أو في المحافل الدولية وأهمها مجلس الأمن الدولي، ومحكمة العدل الدولية.

وتأتي حادثة إضرام الطيار آرون بوشنيل النار في نفسه حتى الموت أمام سفارة “إسرائيل” بواشنطن، احتجاجا على موقف بلاده من العدوان، آخر فصول هذه السياسة.

ولا يتناول الإعلام الأميركي، في أغلبه، تبعات دعم إدارة جو بايدن العدوان الإسرائيلي في الداخل الأميركي، ويخفف من تأثير الحراك المجتمعي الذي شمل عديدا من مراكز صنع القرار الحكومية، وكبريات الجامعات الأميركية.

ومع اتهام منتقدي السياسات الإسرائيلية والمطالبين بوقف دعم واشنطن للعدوان على غزة بـ”معاداة السامية” أو التعاطف مع ما يسمونه “الإرهاب”، انتقل الإعلام الأميركي ليمهد إلى أن بوشنيل ربما كان “مريضا نفسيا أو مختلا عقليا”.

وعلى الجانب الآخر، أشارت عدة وسائل إعلام عند تناولها خبر إضرام بوشنيل النار في نفسه، اعتراضا على تواطؤ بلاده في المجازر الإسرائيلية إلى ضرورة الاتصال أو إرسال رسائل نصية مجانية إلى خطوط ساخنة تساعد في مواجهة أفكار الانتحار للحصول على دعم عاطفي مجاني وسري على مدار 24 ساعة في اليوم طوال أيام الأسبوع.

تريند في تويتر أمريكا

تعليقا على تعتيم الإعلام الغربي، أشارت الكاتبة، سمر جراح: “رغم كل محاولات الاعلام الربحي التعتيم وإنكار فداحة معنى ما فعله ‎آرون بوشنيل على السياسة الداخلية في أمريكا، إلا أن اسمه تريند في تويتر أمريكا”

وأضافت: “تخيلوا أثر هذه العملية على الشباب المتحمس لصالح ‎غزة وكل القضايا العادلة الداخلية والخارجية”.

في الوقت الذي تجاهل فيه البيت الأبيض ووزارة الخارجية حتى الآن تناول هذه الحادثة أو التعليق عليها، علق المرشحان المستقلان لانتخابات الرئاسة المقبلة، بانتقادات مباشرة لسياسة الإدارة الأميركية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.

وقال المرشح كورنيل ويست في تغريدة عبر منصة “إكس”: “دعونا لا ننسى أبدا الشجاعة والالتزام الاستثنائيين للأخ آرون بوشنيل الذي مات من أجل الحقيقة والعدالة. أصلي من أجل أحبائه الأعزاء”.

وأضاف: “دعونا نكرس أنفسنا من جديد للتضامن الحقيقي مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لهجمات الإبادة الجماعية في هذه الأوقات!”.

في حين طالبت جيل شتاين، مرشحة الرئاسة عن حزب الخضر، بالصلاة من أجل آرون بوشنيل.

وقالت على منصة “إكس”:  “كل الرحمة إلى آرون بوشنيل. (لن أكون متواطئة في الإبادة الجماعية بعد الآن. فلسطين حرة)!، آمل أن تعمق تضحيته التزامنا بوقف الإبادة الجماعية الآن”.

مقالات ذات صلة