زياد شعبو
أخيرًا، تحقق حلم انتظرته سوريا طويلًا مع الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة، التي شهدها قصر الشعب يوم السبت الماضي. هذه الحكومة، الأولى في ظل الإعلان الدستوري للمرحلة الانتقالية، جاءت محملة بآمال جميع شرائح المجتمع السوري، متطلعة إلى أن تكون برامجها رافعة للخلاص على كافة المستويات.
خطوة تاريخية
لأول مرة في تاريخ البلاد، تم استحداث وزارة للشباب والرياضة، برئاسة محمد سامح حامض. هذا القرار يمثل نقلة نوعية، حيث تتحول الرياضة من إطار المنظمات الشعبية الفردية إلى مؤسسات تنفيذية متكاملة. هذه الخطوة تهدف إلى مواكبة التطورات العالمية في مجالات الرياضة، سواء من الناحية الفنية أو التقنية، بالإضافة إلى تعزيز البنية التحتية وتحويل الرياضة إلى قطاع اقتصادي متكامل يخدم شريحة واسعة من المجتمع.
الرياضة السورية عانت طويلاً من التراجع على المستويين الإقليمي والدولي، فضلاً عن ملفات الفساد التي أثرت سلبا على تطلعات الجماهير. الآن، تقع على عاتق الوزير الجديد مهمة إعادة تأسيس الرياضة من خلال هيكلة الوزارة ومديرياتها إداريًا وفنيًا وماليًا، تمهيدًا للانطلاق نحو العمل الميداني.
رؤية مستقبلية شاملة
في خطاب قسمه كوزير ، أعلن الحامض عن مشروعه الطموح الذي يركز على دور الرياضة في بناء المجتمعات وتعزيز الوحدة الوطنية، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة.
كما أكد على أهمية تفعيل الرياضة المدرسية والجامعية بالتعاون مع الوزارات المعنية، وتحديث المؤسسات الرياضية وتأهيل الملاعب والصالات وفق المعايير العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يسعى إلى جذب الاستثمارات الرياضية لدعم عملية إعادة الإعمار.
وبعيدًا عن أي تقييم مسبق، يكفي أن يكون الوزير الجديد إداريًا كفؤًا قادرًا على توظيف الإمكانات المحلية وجذب الخبرات المغتربة للمساهمة في تحقيق تطلعات الوزارة. وكما اعتدنا، سنصفق لأي إنجاز وننتقد أي خطأ، حاملين أفكارًا ومشاريع تخدم البلاد وتدفع أحلامنا نحو مستقبل نستحقه بعد سنوات من الحرمان.
