Site icon هاشتاغ

حمّى التشبه بأجساد النجوم يدفع الشباب للوقوع في مصيدة “اختصاصيي تغذية” غير مختصين.. والنتيجة أمراض غريبة وخسارة أموال طائلة

اختصاصيي تغذية

هاشتاغ_باسم المحمد

بعد مضاعفات لبرنامج تغذية “وضعه لي طبيب تغذية يقال إنه مشهور في طرطوس اتجهت إلى طبيبة في دمشق وبعد بعض الفحوصات نظرت إلي وكأني مصابة بمرض عضال ثم قالت:
تشير نتائج التحاليل الطبية أن استقلابك يعطي مؤشراً أن عمرك نحو 45 عاماً”!

وتضيف الشابة العشرينية سحر لـ”هاشتاغ” أنها اتبعت البرنامج الذي وضعه لها الدكتور لمدة ٦ أشهر مقابل مبلغ تدفعه له شهرياً يصل إلى ٢٥ ألف ليرة.

إضافة إلى تكبدها مبالغ مالية كبيرة على الغذاء “الصحي” الذي وصفه لها.

والنتيجة أنه في نهاية الشهر السادس أصيبت بنوبات دوار “دوخة” وألم في المفاصل وبعد التحاليل اكتشفت أنها تعاني من نقص في الحديد والفيتامينات.

أضافت أن الطبيبة التي لجأت لها في دمشق أخبرتها أن الكثير من “زبائن” الدكتور راجعوني بسبب الأعراض الجانبية “وأنه يقوم بعمل ليس من اختصاصه, ولكنه نجح في تسويق نفسه.

وبينت سحر أنها تتابع علاجها الجديد مقابل ١٠ آلاف ليرة عن كل جلسة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق بسبب الازدحام الشديد عند تلك الدكتورة للحصول على الجسم المثالي!

قصص كثيرة روتها شابات في مقتبل العمر عن توجههن إلى اختصاصي التغذية الذين يملؤون صفحات “الفيسبوك” تحت تأثير سطوة الموضة, والإعلانات الحافة بصور تنشر أجساداً تحت عناوين: “قبل و بعد.”

نهلة تقول: ذهبت إلى أخصائي التغذية بعدما سمعته عن نجاحه بتخفيض أوزان سيدات إلى ٤٠ كيلو غرام.

واتبعت البرنامج القائم على الابتعاد عن النشويات والسكريات والعشاء والمشي لمدة نصف ساعة، والنتيجة “بدأت أعاني من تساقط شعري وأظافر قدماي” وبعد التدقيق وجدت أن من اتبعن البرنامج وفقدن الوزن عانين من أمراض كثيرة, وبعد تركهن للبرنامج عادت السمنة, وبالتالي إتباع البرنامج يجب أن يكون مستمراً ومكلفاً.

في حين بينت مروة أنها استفادت من الحمية التي وصفها لها طبيب تغذية ولم تعاني من أية مضاعفات, وأنها تنصح كل من تريد ذلك أن تتجه لاختصاصي معروف, وأن يكون لديها الإرادة وتلتزم بالبرنامج المطلوب حتى تحقق ماتريد.

مهنة من لا عمل له

اختصاصي التغذية الدكتور هيثم الزوباري ورئيس مجلس إدارة الباحثين في علوم التغذية والعلاج الطبيعي في سورية بين أن أي حالة غذائية عندما تندرج تحت الإطار العلاجي, وليست مدروسة بشكل علمي صحيح سيكون لها آثار سلبية حكما، لذلك يجب أن تكون برامج التغذية تحت إشراف مختص منعاً لحدوث اضطرابات وآثار سلبية على صحة المتلقي.

وتمنى الزوباري تفعيل رقابة من الجهات المعنية شرط أن تكون ذات مستوى علمي جيد يشرف على المختصين في مجال التغذية وغيرها، لأن أرواح الناس ليست لعبة، والتداوي بالأعشاب والتغذية أصبحت مهنة من لا عمل له.

متسائلا اذا كان الاختصاص غير موجود في جامعاتنا أصلاً, فكيف ستتم الرقابة من قبل وزارة الصحة؟

وبين الزوباري أن البرنامج الغذائي وحده لا يعالج بل هو مكمل للدواء في العلاج، فأي مرض يحتاج إلى أمرين أساسيين: الأول هو التشخيص الدقيق بعد إجراء التحاليل وبعدها إعطاء الدواء المناسب سواء كيميائي أو عشبي أو غيرهما، ومع الدواء يرفق برنامج غذائي صحي يتناسب مع صحة المريض، فالدواء لا يقل دوره عن ٧٠-٧٥ % من العلاج والباقي للغذاء، فالغذاء يكمل ولا يعالج بمفرده.

بالمحصلة تنتشر ظاهرة خبراء التغذية في مجتمعنا بشكل كبير وهو أمر مهم في حال كانوا من ذوي الاختصاص، لكن اعتماد غريزة القطيع لدى الشباب من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، ونشر الصور والتعليقات التي تمتدح هذا الاختصاصي أو ذاك على صفحات الفيسبوك من دون وجود معايير علمية، أو أية رقابة صحية ستكون له آثار كارثية على الكثير من الطامحين والطامحات إلى امتلاك أجساد نجوم السينما.

وقال اختصاصي التغذية إن التغذية اختصاص العالم الحديث الذي يهدف إلى معرفة مكونات الغذاء وآثاره الإيجابية والسلبية على صحة الجسم, لذلك أصبح محط اهتمام مراكز الأبحاث العالمية تطبيقا لثقافة: “الغذاء ولا الدواء ” وبين أنه يجب تطوير منظومة التعليم في هذا المجال والتشجيع على إدراج هذا الاختصاص ضمن الجامعات، لأنها تفتقده حتى الآن، وعند وجوده لن يضطر الشباب لدراسته في الخارج.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version