Site icon هاشتاغ

أحجية البازل!

زياد شعبو

أحجية البازل!

هاشتاغ-زياد شعبو

بات من المعلوم أن واقعنا الكروي يحتاج لتحقيق إنجاز؛ أي إنجاز على صعيد الأندية أو المنتخبات على اختلاف فئاتها العمرية، أو حتى تجهيز ملعب وحيد بمعايير عالمية.

لابد من بقعة ضوء نرى منها الأمل لتضع جهودنا الفوضوية أمام نتيجة ملموسة، ولو كانت بمساعدة الأقدار والحظوظ، نحتاج لذاك الإنجاز لنبني عليه، فواقع الحال وكأننا نحفر بئر ماء في صحراء فلا نتائج مرجوة تذكر .

ترتيب الأولويات

المعضلة أننا دائماً ما نضع العربة قبل الحصان وننتظر النتائج ،ففي ترتيب الأولويات نحن بحاجة لملاعب قبل أن نفكر في تطوير كرة القدم السورية كلاعبين، إضافة للهدف الوطني الأهم في السعي لرفع الحظر الدولي المفروض على البلاد وهنا تتقدم أولوية مستحقة بضرورة رفع جودة الملاعب وتنظيمها ومتابعتها، فالمنتخب حتى لو حصد كأس العالم لن يرفع الحظر دون تلبية متطلبات الاتحادين الدولي والقاري.

بعد الملاعب تأتي حلقة التحكيم الوطني كمشروع ضروري جدا في تطوير وتحسين الملف كموارد بشرية وتزويده بالمستلزمات الفنية اللوجستية المساعدة، وحساسية هذا الملف أصبحت جلية وواضحة خلال المواسم الماضية من خلال انخفاض كبير في تقييم الحكام فنياً، ما أوصل نسبة كبيرة من المباريات لهوامش أخطاء مرتفعة تسببت بكثير من البلبلة والفوضى .

وهنا على اتحاد الكرة أن يتحمل مسؤولية هذا الملف بكامل تفاصيله قبل بداية الموسم، و استثمار كافة الاتفاقيات الموقعة مع اتحادات مجاورة في تحضير طواقم التحكيم الوطنية والتزود بأفضل المستلزمات المساعدة، والاهتمام بالجانب النفسي والذهني كما البدني والتقني، فالحكم هو قائد أمام الفريقين والجماهير وهنا نقطة الضعف التي يعاني منها الحكم المحلي، ما أثر سلباً على أدائه، حيث فقد أهم صفات القائد النفسية والذهنية، إضافة لمسؤولية الاتحاد في تمكين الحكام مادياً برفع أجور التحكيم والتأمين الصحي والاستحواذ على مزايا أكثر من موسسات الدولة الخدمية لصالح الحكام.

إذاً؛ ملاعب متجددة و تحكيم متمرن وحضور جماهيري متميز ولوائح فنية انضباطية واضحة؛ مع روزنامة ثابتة وتسويق إعلامي مناسب لتتوزع مكاسب هكذا موسم على جميع الأندية بما يضمن التنافس الشريف والتطور في المواسم اللاحقة وسينتج حــكما موسما مميزا تنهض فيه جميع مفاصل اللعبة مستقبلا؛ هكذا ببساطة لنتخيلها كلعبة “بازل” و تركيب قطع الأحجية لتتشكل الصورة النهائية.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version