Site icon هاشتاغ

حرق الأسعار ومنظمي الرحلات يفاقمان الأزمة .. مصر تتراجع إلى المرتبة السادسة عربيا في مؤشر السياحة

هاشتاغ _ ناديا مبروك (القاهرة)

تشكل أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا جراء الحرب الأوكرانية أحد الفرص الذهبية لموسم السياحة الشتوية في مصر.

ورغم زيادة معدلات استقبال السائحين خلال الأيام القليلة الماضية استعدادا للموسم الشتوي، حيث استقبل مطار الغردقة وحده الأربعاء 12 ألف سائح من مختلف الدول الأوروبية، إلا أن ترتيب مصر دولياً وعربياً في ترتيب الدول الأكثر جذبا للسياح، تراجع عما قبل.

وجاءت مصر في المركز 34 دولياً و السادس عربياً بعد كلاً من المملكة العربية السعودية، الإمارات، المغرب، سوريا، وتونس، طبقاً لإحصاء منظمة السياحة العالمية عن العام الحالي 2022.

وتشكل السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي ،الذي تعاني مصر أزمة في توفيره جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، إلى جانب إيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج.

غياب الرؤية

من جانبه، قال اللواء علي رضا الرئيس الفخري لجمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر، إن مصر تعاني غياب الرؤية الشاملة لإدارة ملف السياحة بسبب الظروف الصعبة التي مرت بها مصر منذ 2011، حيث تشارك نحو 20 جهة ووزارة في ملف السياحة، وهو ما تسبب في تراجعها للمركز 34 بعد أن كانت ضمن المراكز العشرة الأولى قبل عام 2011.

وأضاف رضا لـ “هاشتاغ” أن مصر لا تمتلك للأسف منظمي رحلات، وتعتمد على الشركات السياحية التي تجلب لها السائح بسعر زهيد، على عكس دولة مثل تركيا التي استطاعت النهوض بمنظومة السياحة من خلال منظمي السياحة الخاصين بها.

وأوضح رضا أن السياحيين في مصر علقوا آمالهم على الحوار الوطني لتلبية مطالب هذا القطاع الهام في مجال التنمية، إلا أن لجنة السياحة في الحوار الوطني ضمت شركتين للسياحة فقط.

ولم تضم جلسات الحوار أي ممثلين عن الفنادق التي تعتبر أساس النشاط السياحي، فيما تعاني من تعدد الرسوم التي تبلغ 46 رسما، ما تسبب في إغلاق العديد من الفنادق ذات الثلاث نجوم.

وطالب رضا الدولة بإسناد ملف تنشيط السياحة إلى مكتب خبرة عالمي لوضع خطة شاملة للنهوض بهذا القطاع.

بحسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادر نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، فأن مصر استقبلت نحو 4.9 مليون سائح في النصف الأول من العام الحالي، ورغم تفوق هذا الرقم على عام 2021 الذي استقبلت مصر في نصفه الأول نحو 2.6 مليون سائح فقط، إلا أنه أقل مما حققته مصر قبل جائحة كورونا حيث استقبلت مصر 6.1 مليون سائح في النصف الأول من عام 2019.

الوعي السياحي

من جهته، يرى باسم حلقة، نقيب السياحيين أن مصر تعاني أزمة فيما يعرف ب”الوعي السياحي”، سواء من المواطن العادي أو حتى من المتعاملين مع السائحين مثل سائقي التاكسي أو أصحاب البازارات.

بالإضافة إلى أزمة الباعة الجوالين التي لم تحلها الدولة بعمل سويقات منظمة داخل الأماكن السياحية، وتدريب العاملين فيها على كيفية التعامل مع السائح دون إلحاح أو إساءة.

وشدد حلقة على ضرورة تدريس الوعي السياحي للطلاب في المدارس، وكذلك القيام بحملات توعوية في وسائل الإعلام المملوكة للدولة على الأقل، مع تشديد الرقابة على الأماكن السياحية، وتفعيل القوانين الموجودة لحماية السائح.

وأشار إلى أن أحد أسباب تدهور الوضع السياحي هو ظاهرة حرق الأسعار، حيث تقوم الفنادق بتقديم خدماتها بأقل من سعر التكلفة والتشغيل، فأصبح السوق المصري هو الأرخص، ومهما تم جذب سياح فإن هذه المنشآت تحقق خسائر.

ولفت إلى أن تقديم الخدمات بأسعار أقل من التكلفة يعني تقديم خدمات سيئة للسياح حتى تقلل نسبة خسائرها.

موضحاً إن وزير السياحة السابق خالد العناني أصدر قرارا بوقف حرق الأسعار، وتحديد حد أدنى للخدمات السياحية، إلا أن القرار تم إرجاء العمل به لمدة سنة على الأقل لإنهاء تعاقدات المنشآت الفندقية.

وأضاف حلقة أن هناك أزمة تتعلق برحلات الطيران الداخلي مرتفعة السعر، مطالباً الدولة بإعطاء الفرصة للشركات الخاصة لتنظيم رحلات داخلية بأسعار جيدة.

واقترح حلقة تأسيس شركة مساهمة تشارك فيها الشركات السياحية بأسهم، يكون ضمن نشاطها رحلات الطيران، لتستطيع جلب السياح إلى مصر بدلا من وجودها تحت رحمة منظمي الرحلات في تركيا وغيرها، الذين يمكنهم تحويل وجهة العديد من السياح إلى دول أخرى لأنهم المتحكمين في النقل الجوي.

تبعات الجائحة

يرى باسل السيسي، عضو الجمعية العمومية لغرف شركات السياحة، أن مصر تعاملت بصورة خاطئة مع أزمة كورونا، فمصر كانت الدولة الوحيدة التي تستقبل طيران من الصين في الوقت الذي توقف فيها الطيران بينها وبين كافة الدول العالم، وهو ما أعطى رسالة سلبية عن مصر للعالم.

وأشار السيسي إلى أنه خلال العامين الماضيين لم يكن هناك أي تشغيل للمنشآت الفندقية، والأصول السياحية مثلها مثل أي أصول، طوال فترة التشغيل تتم الصيانة.

ولكن عدم التشغيل يزيد من معدل الإهلاك، ولذلك فإن الأصول السياحية مازالت في مرحلة التجديد، ولم تعمل بكافة طاقتها.

وأوضح باسل السيسي أن إدارة ملف السياحة لم يكن بالمرونة الكافية للتحول من فترة الركود إلى النشاط بخطة سريعة تتضمن حوافز وخطط أسعار مخفضة، وطيران مخفض مثلما جرى في العديد من الدول مثل تركيا وغيرها، وهو ما ما وضعنا في مكان بعيد عن أولويات السياح، خاصة مع خطة الترويج للسياحة التي ليس بها خطوات ذات مردود إيجابي سريع، وسط التقدم الالكتروني الكبير.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version