احتضنت مدينة شيكاغو، بولاية إلنوي الأميركية، ما بين يوم 5 أيار/مايو و31 تشرين الأول/أكتوبر 1893 أعنف معرض العالمي، والذي حمل بتلك الفترة اسم المعرض الكولومبي العالمي.
المعرض كان احتفالا بمرور 400 عام على قدوم الرحالة، الإيطالي الأصل، كريستوفر كولومبوس نحو القارة الأميركية.
وعلى الرغم من التنظيم الجيد وعدد الزوار الهائل، شهد هذا المعرض العالمي العديد من الأحداث الدامية.
جاء أبرز هذه الجرائم على يد القاتل المتسلسل هيرمان ويبستر مدجت المعروف أيضا باسم الدكتور هنري هوارد هولمز.
أكثر من 27 مليون زائر
إلى ذلك، احتضنت ساحات جاكسون بارك (Jackson Park) وميدواي بليزنس (Midway Plaisance) بشيكاغو هذا الحدث العالمي.
وبالفترة السابقة، فازت شيكاغو بشرف استضافة المعرض الكولومبي العالمي عقب تفوقها على عدّة مدن أميركية أخرى كنيويورك وواشنطن وسانت لويس.
في حين كان هذا الحدث حينها ملتقى اجتماعيا وثقافيا هاما وأثر بشكل كبير بالسنوات التالية بالثقافة والهندسة المعمارية والفنون الأميركية.
من جهة ثانية، تكفّل عدد من المهندسين المعماريين من أمثال جون ولبون روت ودانييل بورنهام وتشارلز آتوود بمهمة تصميم المواقع والبنايات التي احتضنت المعرض العالمي.
وقد اتجه هؤلاء المعماريون الأميركيون حينها لاختيار طابع البناء المعماري الكلاسيكي الجديد لجذب الزوار وإبراز عظمة وهيبة مدينة شيكاغو.
دعوة لممثلين من 46 دولة
قدّم المعرض الكولومبي العالمي داخل أروقة نحو 200 بناية. وخلال هذا الحدث العالمي، وجهت الدعوة لممثلين من نحو 46 دولة.
وحسب التقارير الأميركية لتلك الفترة، استقبل المعرض العالمي بشيكاغو ما يزيد عن 27 مليون زائر.
ابتكارات في المجال الغذائي
إضافة للعجلة الكبيرة التي جذبت أنظار الزوار، شهد المعرض الكولومبي العالمي العديد من الابتكارات.
كما تابع العالم ابتكار البساط المتحرك، الذي خصص لنقل الركاب والأمتعة، إضافة للسكة الثالثة التي مثلت وسيلة لتوفير الطاقة الكهربائية للقطارات.
أيضا، شهد هذا المعرض العالمي، ابتكارات بالمجال الغذائي حيث قدّمت بيرتا بالمر كعك البراوني الشهير المصنوع من الشكولاتة تزامنا مع عرض نماذج من زبدة الفول السوداني والنقانق.
قاتل متسلسل
بتلك الفترة، اتجهت مدينة شيكاغو لاستضافة المعرض العالمي لإثبات تعافيها من حريق عام 1871 الذي دمّر قسما كبيرا من المدينة.
وفي الأثناء، شهد هذا الحدث العالمي العديد من الأعمال الإجرامية، فقد عمد هيرمان ويبستر مدجت لكراء قسم من مبيته للزوار.
ومع خلود ضيوفه للنوم، عمد الأخير لقتلهم بإستخدام الغاز قبل أن يقوم بتقطيع جثثهم وإذابة أجزاء منها اعتمادا على حمض السلفوريك.
في حين لم يتردد هذا القاتل المتسلسل في بيع أجزاء من جثث ضحاياه لجامعات الطب التي وافقت على شرائها لإجراء أبحاث عليها.
كذلك عقب كشف جرائمه، نال هيرمان ويبستر مدجت حكما بالإعدام شنقا تم تنفيذه سنة 1895.
جريمة واغتيال
وقبل نهاية المعرض العالمي بفترة وجيزة، أقدم مختل عقلي يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر 1893 على اغتيال عمدة شيكاغو كارتر هاريسون عن طريق توجيه رصاصات قاتلة له داخل منزله.
وبسبب هذا الحدث، عاشت شيكاغو طيلة الأيام المتبقية من المعرض العالمي على وقع فترة حداد.