Site icon هاشتاغ

إصابات الكوليرا ترتفع في سوريا.. والسلطات توفّر العلاج ولا تفكّر باللقاح

هاشتاغ_ إيفين دوبا 

توفّي ٤٩ شخصاً على الأقل جراء مرض الكوليرا، الذي يسجّل انتشاراً في سوريا منذ الشهر الماضي، وفقاً لحصيلة جديدة لوزارة الصحة السورية، في وقتٍ قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنه تم تسجيل أكثر من 35 ألف حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا في أنحاء سوريا.

وأضافت أنه تم إجراء الفحوص لما يقرب من 2500 فقط وثبتت إصابة نصفهم تقريباً بالمرض.

وأفادت وزارة الصحة السورية بأن العدد الإجمالي التراكمي للإصابات المثبتة بلغ 1351 إصابة موزعة على 13 محافظة من إجمالي 14 في البلاد، العدد الأكبر منها في محافظة حلب.

في حين استقرّ عدد الوفيات حسب بيان الوزارة عند 49 حالة 40 منها في حلب، منذ 8 تشرين الثاني/ نوفمبر.

وطلبت الوزارة متابعة منصاتها الرسمية على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة التفاصيل.

اشتباه ووباء 

يقول اختصاصي الأمراض الداخلية في دمشق، الدكتور عبد العزيز محمد، لـ”هاشتاغ” إنّ وضع انتشار الكوليرا في بعض المحافظات يمكن وصفه بالوباء، داعياً إلى توفير لقاح الكوليرا.

وقال مدير الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة السورية الدكتور زهير السهوي، إنّ “اكتشاف حالة واحدة مثبتة بمرض الكوليرا يعني حدوث وباء”.

في حين رفض مدير مستشفى المواساة بدمشق الدكتور عصام الأمين لـ”هاشتاغ” الحديث عن دخول سوريا في مرحلة الوباء، لأنه “يجب أن يكون عدد إصابات السكان أكثر من واحد في المئة”، مشيراً إلى وجود حالات متركزة بمناطق جغرافية محددة في مناطق شمال حلب وشرق الفرات.

وتسبّبت صعوبة الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب في تفاقم تفشي الكوليرا في أنحاء محافظات سوريا.

وتكافح السلطات المحلية لاحتواء المرض بأقراص الكلور وتوفير العلاج.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، ترتبط حالات الإصابة في سوريا بتفشٍّ هائل بدأ في أفغانستان في يونيو/ حزيران، ثم امتد إلى باكستان وإيران والعراق ثم سوريا ولبنان.

وتنتشر الكوليرا عادةً من خلال المياه الملوثة أو الطعام أو مياه الصرف الصحي. ويمكن أن يسبب المرض إسهالاً شديداً وجفافاً قد يكون قاتلاً إذا تُرك دون علاج.

ودمرت الحرب في سوريا خطوط المياه ومحطات الضخ، وترك الجفاف هذا العام مستويات مياه منخفضة بشكل خاص في نهرها الرئيسي، نهر الفرات.

ويشير الدكتور عبد العزيز محمد، إلى أنّ “جفاف نهر الفرات وقلة الوعي الصحي لدى أغلبية سكان تلك المناطق كان سبباً مهماً في زيادة الإصابات بالكوليرا في تلك المناطق. خاصةً الخارجة عن السيطرة الحكومية”.

علماً أنّ إحصاءات الوزارة لا تشمل الإصابات والوفيات في مناطق خارجة عن سيطرة الحكومة.

العاصمة محمية

برنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة في سوريا، أوضح في أحدث إحصائياته، ارتفاعا في أعداد الإصابات بالمرض في شمال شرقي سوريا إلى 21 ألفاً و14 إصابة، توفّي منهم 30 شخصاً.

كما وصلت أعداد الإصابات في شمال غربي سوريا إلى سبعة آلاف و934 إصابة، توفّي منهم سبعة أشخاص. بينما وصلت في ريف محافظة الحسكة، بمنطقتي تل أبيض ورأس العين، إلى 673 إصابة، توفّي منهم شخصان، منذ بدء انتشار المرض في المنطقة.

ويلفت “محمد” إلى أن المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا كانت سبباً في وصول الكوليرا الى باقي المحافظات بسبب وجود المياه الملوثة فيها.

من جهته، يؤكد مدير مياه الشرب في وزارة الموارد المائية السورية محمد الحاج أن جميع عينات مياه الشرب التي قطفتها الوزارة بيّنت أنّ مياه الشرب في الشبكات “آمنة وسليمة مئة بالمئة”.

ويؤكد الحاج أنّ “كل مصدر مائي مهما كان نوعه نبع، أو نهر، أو بئر غير مستثمر من قِبل الوزارة، ليست مسؤولة عنه، وعلى المواطن أن يعلم أن كل مصدر مياه خارج منظومة التعقيم غير صالح للشرب، ولا ينصح بالشرب منه، وخاصة خلال هذه الفترة”.

وتقول منظمات أممية إن صعوبة الحصول على المياه النقية الصالحة للشرب تسبّبت في تفاقم تفشي داء الكوليرا في مختلف محافظات سوريا.

ووفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، لا تزال العاصمة محمية نسبياً، إذ سجّلت أعلى أعداد الإصابات في محافظة دير الزور في الشرق، والرقة وحلب في الشمال والتي تعتمد أكثر على نهر الفرات.

وتقوم وكالات الأمم المتحدة في الغالب بنقل المياه بالشاحنات إلى المجتمعات المتضررة وصرف أقراص التعقيم.

لكن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقول إنها لا تزال بحاجة إلى نحو 9 ملايين دولار من المخصصات المالية لمواصلة جهودها حتى نهاية العام.

خطط وإجراءات  

يدعو العديد من الأطباء في سوريا إلى ضرورة توفير اللقاح ضد الكوليرا بوصفه إجراءً مناسباً للحد من انتشار المرض وحمايةً للأشخاص المخالطين للمصابين.

ويشير الطبيب محمد إلى أن لقاح الكوليرا فعّال بنسبة أكثر من 50 في المئة، وهو آمن وفعّال ويمنح حماية مدة عامين.

وكشف نقيب الأطباء في سوريا غسان فندي أنه تم التعميم على الأطباء باتباع البروتوكول العلاجي الذي وضعته وزارة الصحة السورية أثناء معالجة المرضى الذين يراجعون عياداتهم ويتبين إصابتهم بالكوليرا.

مؤكداً أن الأدوية واللقاحات متوافرة ولا يوجد مشكلة في هذا الموضوع.

وتوفر السلطات السورية في كل المشافي التابعة لها وبكميات وافية الأدوية اللازمة لعلاج الكوليرا، وذلك دون الحديث عن أي خطة للتلقيح ضد الوباء.

في غضون ذلك، تقول منظمة الصحة العالمية إنها تتبنى نهجاً متعدد القطاعات للسيطرة على تفشي المرض في سوريا، من خلال زيادة قدرات ترصد الحالات وإجراء الاختبارات، وتدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوصيل السوائل الوريدية وأطقم معالجة الكوليرا الأخرى.

وتشهد سوريا منذ أيلول/ سبتمبر، الماضي، تفشياً للكوليرا، (وهي عدوى حادّة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا) في محافظات عدة، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2009.

وتنتشر الكوليرا عادة من خلال المياه الملوثة أو الطعام أو مياه الصرف الصحي. ويمكن أن يسبب المرض إسهالاً شديداً وجفافا قد يكون قاتلاً إذا تُرك دون علاج. ويقول الطبيب السوري “محمد” إنّ تعويض السوائل أهم من تناول الأدوية في حال الإصابة بالكوليرا.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version