Site icon هاشتاغ

إيجارات المنازل بدير الزور نار .. يئنُ منها الفقير وتتلقفها المنظمات والميسورون !!

إيجارات المنازل بدير الزور
هاشتاغ – عثمان الخلف

يقضي “محمد العلي” يومه بالبحث عن منزل للإيجار في مدينة دير الزور، إثر إبلاغه من قبل صاحب المنزل بضرورة إخلائه، كثرٌ في المدينة المنكوبة من بات الاستئجار هو حله الوحيد لمنزل يأويه وعائلته في ظل الأوضاع المعيشيّة الصعبة التي تعيشها المحافظة وعموم سوريّة أمام واقع الغلاء المستشري والذي طال مختلف الجوانب الحياتيّة، زادها صعوبةً أن أغلب الأحياء خارج حسابات السكن لكونها مُدمرة بنسب مرتفعة!

نار .. ونُدرة

في جولة لـ “هاشتاغ” على عدة مكاتب عقاريّة في مدينة دير الزور تبيّن وجود ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار إيجارات السكن بين حي وآخر من الأحياء ذات الكثافة السكّانية المُرتفعة، أمرٌ يؤكده”وسيم السرحان”- صاحب مكتب عقاري – :”بالنسبة للمنزل السكني فإن الحي وخدماته يلعبان دوراً مهماً في إيجاره، لتبدأ الأسعار من 50 ألف ليرة سورية، ومنها ما يتراوح بين 75 – 80 ألفاً كما في حي”الجورة”, بينما تجدها في حي”القصور بين 100 – 125، وحتى 200 ألفاً .
صاحب مكتب آخر سجّل رغبة التأجير للمنظمات الدوليّة الناشطة في المحافظة، مكانها المُفضل هو حي”القصور”الذي يمتاز بحداثته، وهو يتوسط المدينة، إذ تبدأ إيجارات المنازل للمنظمات من 500 ألف ليرة وما فوق، حسب الموقع وسعة المنزل، كذلك يرغب أصحاب المنازل بالتأجير للراغبين من قرى البوكمال الذين يمدهم ذووهم من المغتربين بالأموال ويدفعون هنا نتيجة فرق العملة، حسب كلامه ( دون وجع قلب)، وكل من ترده حوالات خارجيّة متواصلة لا يتأثر كثيراً بالارتفاع، بينما يضطر من لا يجد مورداً كافياً للسكن في أية منطقة حتى لو كان”حي الطب”وهو من أحياء المدينة العشوائية الفقيرة.
تقلص السكن

أتت الحرب على دمار واسع في الأحياء السكنيّة الشرقيّة (الحميدية، الشيخ ياسين، الصناعة، كنامات، المطار القديم ) إضافة لأحياء”الرشدية”و”الحويقة”، هذا الدمار حسب”عبود الراكان”– متعهد بناء – قلّص من إمكانيات السكن، سواء من أراد الاستئجار أو الشراء أو بناء منزل، والغلاء ساهم أيضاً في ذلك، فتأهيل الأحياء سينعكس حتماً على وفرة السكن، الأمر الذي سيستقطب المستأجرين إنْ أرادوا، كما سيجذب مُتعهدي البناء، وبالتالي يخف الضغط على الأحياء التي يرغب بها المستأجرون، فتنخفض الأسعار اللاهبة، علماً أن تكاليف البناء التي باتت تُحلق عالياً حولت إمكانيات امتلاك منزل للسكن حُلماً صعب المنال، علماً أن أحياءً ثلاثة تستقطب المستأجرين وهي ذاتها التي لم يطلها الإرهاب ( القصور، الجورة، هرابش )
وتستمر الحكاية

وحتى ساعة كتابة هذه السطور، لا يزال”محمد”يبحث عن منزل يُؤويه وعائلته، الموظف الذي لا يملك سوى راتبه الشهري وعملٌ حر يكاد معه أن يسد حاجاته المعيشيّة التي باتت تكاليفها في أدناها تنوء عن حملها الجبال الراسيات.
واقعٌ ينطبق على الكثيرين من أبناء مدينة دير الزور الذين تحولوا بفعل الدمار إمّا لمستأجرين أو مُهجرين على أمل عودةٍ لمساكن أو أثرٍ ينهضون ببنائه إنْ توفر المال، أو أن يبقى الأمر بيد الله وفرجه !!
Exit mobile version