Site icon هاشتاغ

لا “اختراقات” في اجتماعات جنيف حول سورية.. كريدي: الأجواء هادئة وطريق الحوار لا يزال طويلاً جداً

هاشتاغ_ إيفين دوبا

برّدت نار الأحداث المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا من حرارة اجتماعات اللجنة الدستورية السورية التي تعقد في جنيف السويسرية، وطغت أخبار الحرب المندلعة بين روسيا وأوكرانيا، على التغطية الإعلامية للمفاوضات السورية – السورية.

وانطلقت الجولة الجديدة من جنيف، الاثنين، الماضي، برئاسة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، يشارك فيها أعضاء المجموعة المصغرة، المسؤولة عن صياغة الدستور والمكونة من 15 شخصاً من 3 أطراف، وهي الحكومة والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.

الجولة السابعة من المحادثات، لا يمكن أن يضيف رقمها “7” معجزة جديدة على أمل التوصل إلى حلّ لإنهاء الأزمة السورية، التي دخلت عامها 12 قبل أيّام قليلة، ولكن، ومع هذا، ورغم كل العراقيل التي منعت “معجزات” الجولات الست الماضية، فقد تمّ التوافق على ضرورة انعقاد جولة جديدة من المحادثات، وهو “إنجاز” بحدّ ذاته، حسب قول المعنيين.

هذه الجولات، ورغم نار المعارك المشتعلة في أوكرانيا وروسيا، إلا أنّ حواراتها تجري بشكل هادئ، حسب قول عضو اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور عن وفد المجتمع المدني، ميس كريدي، والتي لم تخفِ في تصريحات خاصة لـ”هاشتاغ” وجود خلافات في وجهات النظر ضمن اجتماعات اليومين الماضيين، وصفته بالطبيعي. ومع ذلك، فإنّ تقييم الوضع من وجهة نظر كريدي، يؤكّد “وجود شقاقات وطنية، لا يمكن توصيفها على أنها خلاف سياسي”. وكما العادة، تخيّم التدخلات الخارجية بشكل طبيعي على مسار الاجتماعات، كما تقول كريدي، مع العلم أنّ “أساس بناء الملف السوري قد تمّ بناءً على هذه التدخلات منذ اللحظة الأولى، وله منعكسات على الحوار وعلى الوضع والأمور التي من الممكن أن تكون في سورية”.

ورغم هذا، تقول كريدي، فإنّ أيّ تكهنات متسرعة بنهايات وخواتيم معينة هي خاطئة، ولكن “أعتقد أن طريق الحوار السوري_ السوري ما زال طويلا جداً وربما يحتاج أضعاف من الوقت المطروح للحوارات، وأعتقد أن الناس التي تبحث عن حلول سريعة فعليها أن تدرك أن حجم التراكمات والتدخلات لا تسمح بذلك”.

وتتحدّث عضو اللجنة المصغرة لمناقشة الدستور عن وفد المجتمع المدني، عن وجود نقطة هامة يمكن الحديث عنها خلال هذه الاجتماعات، إذ “يكفي أن نستطيع تبديل لغة الحوار فيما بيننا، وأن نعلّي سقف الاحترام فيما بيننا”، مشيرةً إلى أنّ هذا “يعدّ خطوة مبدئية جيدة جداً يمكن البناء عليها في المستقبل من أجل غربلة أو تصفية كلّ ما هو معيق للحركة الوطنية بشكل جديّ، وأيضاً تصدّي حقيقي للشقاقات الوطنية”.

وتختم كريدي:” الأجواء في جنيف إيجابية والأمور تجري على مسار طويل ولا يمكن أن تكون أسرع من ذلك، لأنّه في حال حصلت بسرعة سيكون هناك إيرادات متسرعة”.

ولفتت إلى أن الأحداث التي تجري عالميا فيما يتعلق بالحرب الروسية_الأوكرانية، لم يكن لها تأثير على سير الاجتماعات في جنيف، مضيفة:” النقاش السوري لايفسح المجال للحديث عن أزمات أخرى.. وربما يكون تأثير ما يجري بين روسيا وأوكرانيا في نفوس المجتمعين دون أن يظهر إلى العلن”.

ومن المقرر أن تختتم الجولة السابعة من اجتماعات الدستورية السورية، يوم الجمعة 25 آذار/ مارس الجاري، ويعقد الأطراف حينها مؤتمراً صحفياً حول الاجتماعات، وما تمّ التوصّل إليه. ويناقش المجتمعون أربعة بنود هي “أسس إدارة الدولة وهوية الدولة، ورموز البلاد، وبنية ووظيفة مؤسسات الدولة”، وكل يوم بنداً واحداً من هذه البنود. وفي اليوم الأول من مباحثات اللجنة، تمّ طرح مبدأ أساس الحكم من قبل وفد المعارضة. وناقشت اللجنة الدستورية في اليوم الثاني من جولتها السابعة مبدأ هوية الدولة. وقال الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن وفد المعارضة، هادي البحرة، عنها، أمس، إنّ “جلسات اليوم الثاني من اجتماعات اللجنة الدستورية عقدت وفق المقرر لها، وناقشت الصياغة المقترحة لمبدأ هوية الدولة بمفهومه الواسع”. وطرح عدد من أعضاء المجتمع المدني في اللجنة مفهومهم، وجرى النقاش حول هذا المفهوم، وقدم وفد هيئة التفاوض ملاحظات تفصيلية على هذه الورقة، ومن المفترض “أن يُعدّلوها حسب الملاحظات التي طُرحت، على أن يتم إعادة تقديم الورقة معدلة يوم الجمعة المقبل”، بحسب البحرة.

وستُقدّم الصياغات المقترحة بخصوص رموز الدولة وتنظيم وعمل السلطات العامة خلال اجتماعات اليوم وغداً، على أمل أن تكون وجهات النظر حولها أكثر قرباً وتوافقاً، للتوصّل إلى صياغة موحدة لكل مبدأ من هذه المبادئ الأربعة.

وكان بيدرسون، قد وعد في بيان له قبل أيام، بأنّ اللجنة الدستورية ستجتمع مرة أخرى قريباً في جنيف، “وأعتقد أنها بحاجة إلى تحقيق تقدم جوهري”. وأشار بيدرسون إلى أنه يتواصل بشكل مستمر مع الحكومة السورية، وهيئة التفاوض السورية المعارضة، والسوريين رجالاً ونساء، على أوسع نطاق ممكن، وجميع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية، مع وضع هدف واحد في الاعتبار ألا وهو تعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، على حدّ تعبيره.

والتقى بيدرسون الأحد رئيسي الوفدين معاً في لقاء تم خلاله التوصل لاتفاق حول النقاط الأربعة التي ستتمّ مناقشتها خلال اجتماعات الجولة السابعة من الاجتماعات.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

 

Exit mobile version