Site icon هاشتاغ

اختصاصية اجتماعية لـ “هاشتاغ”: الظروف الاقتصادية الخانقة تسبب الكآبة والإحباط والعدوانية

الوضع الاقتصادي

قالت أستاذة علم الإجتماع في جامعة دمشق رشا شعبان لـ “هاشتاغ” إن الوضع الاقتصادي سبب من الأسباب التي تؤدي لزيادة معدلات الجريمة.

وبينت أن الظروف الاقتصادية الخانقة التي تعيشها الناس تشعر – الرجل خاصة- بالعجز، وهذا يسبب الإحباط والكآبة، وينتج عنه العدوانية.

أضافت شعبان أن السائد حالياً هو سرعة الغضب، حيث تجد الرجل كالبركان يكاد ينفجر لأي أمر، وأن عجزه عن تأمين الحياة التي تليق بأسرته يشعره دائماً بعدم الرضى عن النفس. وهذه الحالات أوصلت البعض إلى إنهاء حياته وحياة أسرته.

ارتفاع نسبة الطلاق

أضافت شعبان أن هذا الحال ينعكس على الترابط الأسري أيضاً، لأن الثقافة السائدة تفرض على الرجل أن يتحمل مسؤولية تأمين المصاريف، ولأنه يعجز عن ذلك تشعر الزوجة دائماً بعدم الرضى عن الحياة معه.

وأكدت أن الضغوط الاقتصادية جعلت اللغة السائدة بين الزوجين هي لغة الصراخ بعد غياب الحوار، وهذا أيضاً تسبب في رفع نسبة الطلاق في المجتمع، نتيجة نفور الزوجين من الحياة المشتركة مع بعضهما.

وكذلك غياب حالات الفرح، والعيش في الهم اليومي حتى لتأمين رغيف الخبز، وبأن كل هذا يترافق مع غياب إمكانية الترفيه عن النفس، وحتى الخروج في نزهة بسيطة أو فسحة، بسبب الخشية من التكاليف، وهذا ما يجعل الأسرة ملازمة دائماً للمنزل، تجلس على العتمة بسبب انقطاع الكهرباء الطويل، ما يسبب ظلمة في القلوب، ويحول الحياة إلى انتظار دائم

وفي بعض الأحيان تصل الأضرار إلى المعايير الأخلاقية، وتجاوز الخطوط الحمر.

حصار على الجميع

وبينت شعبان أن ما يفاقم من ضغط الوضع الاقتصادي على الناس أيضاً هو مظاهر التفاوت الطبقي في المجتمع، ووصفت ظهور الأغنياء بمظاهر مختلف عن عامة الشعب، والاستعراض بما يملكونه من مال ومقتنيات تميزهم عن الآخرين “بالسلوك الوقح”. وأكدت أنه لتخفيف آثار الضغط الناتج عن الظرف الاقتصادية يجب أن يشعر عامة الناس بأن الحصار الاقتصادي وما يعانونه يقع على الجميع، وعلى المسؤولين أولاً.

وبينت الدكتورة رشا أن أكثر ما يستطيع الناس القيام به للتخفيف من الآثار النفسية والاجتماعية لهذا الوضع الاقتصادي هو البحث عن حلول مع بعضهم، وليس على بعضهم، وأن يتأكدوا أن الغضب ليس حلاً للمشاكل الاقتصادية التي يعيشونها، ومحاولة السيطرة على الغضب قدر الإمكان فالجميع يحتاج إلى التعاطف والمحبة، لأن قسوة هذا الواقع تقع على الجميع، وليس بتحميل المسؤولية لرب الأسرة وحده.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version