Site icon هاشتاغ

اعذروني صوتكم يصل مشوش جدا إلي .. !!!

هاشتاغ سورية-رأي-مرشد ملوك
عقلكم لا ينطبق على عقلي هذه الآيام .. فدعونا نفكر خارج الصندوق
صدى صوتي العالي جدا.. لن يصل إلى أبو محمود ولا إلى أبو يوسف ولا إلى أبو عمر ولن يصل إلى أي كان .. ثقل أسطوانة الغاز على الكتف تحجب عني السمع والرؤية , وكذلك الخوض في تفاصيل البطاقة الذكية.. في المازوت والسكر والرز والزيت والغاز قد شوشت عقلي الفردي وفق ضغط الحاجة اليومية وأخذت المساحة الأوسع من عقلي ومن فعله , أنا المواطن .. اعذروني صوتكم يصل مشوش جدا إلي هذه الآيام .. !!!

العقل العام
في الطرف الثاني من المعادلة يبرز “عقل الدولة” أو ما يمكن تسميته اصطلاحا ” العقل العام” , أو الصالح العام, وقد خلقت ظروف الحرب مسافة وفرق بين مكونات “عقل واحد موحد” أساسا إلى “عقل فردي” وحاجة فردية و”عقل عام” وحاجة عامة.

قوة الأولويات
وبرز بقوة منطق الأولويات بين أولوية تأمين الحاجة الأساسية اليومية وأولوية الإجراءات المتوسطة والبعيدة لاستمرار قيام الدولة وتوظيف منعكسها المتوسط والبعيد لتأمين الحاجة اليومية أساسا وفق منطق التأثر والتأثيربين هذه الأشياء والمكونات جميعا.

ليس وقته
حقيقة ليس الهدف من هذه المقدمة الدخول في نظرية “نقد العقل” ولا التوسع في هذا المفهوم, ولا هذا الوقت مناسب لهذا الطرح لكن الإشكال البنيوي والبعد بين الدولة وأبنائها وفق منطق أولويات وحاجة كل طرف فرض وضع بعض النقاط على الحروف.
دعونا نوصف ماهو معنا .. وما هو علينا .. كما يقولون وبالعقل السوري أساس الفكر والتفكر الأول .
عمق الجذور
بالمناسبة وقبل أن أكمل هذا الحديث الاشكالي والشائك , خطر على بالي ما يمكن اعتباره استطراد ما رأيكم .. ونعود .

القول: “أن تكون سورية هي موطن العقل البشري الأول.. وعلى هذه الأرض المباركة أول من استوطن البشر .. زرعو وأكلو وعاشو , هذا ليس من فراغ , هذا سر الوجود الأزلي للبشر هنا على ثرى هذه الأرض المقدسة وهو ما سيستمر, قد تكون مفردات العولمة فعلت فعلها فينا أكثر من الحرب .
لكننا باقون بخيرات مطر كانون وتشرين, وبالأمس جأني صوت والدتي من قريتي الوادعة الجميلة تعنيتا بعدما سلَقت أمي – الخبيزة والقرص عنة والهندبة- من خيرات جبالنا وكنزها, وجاء حديث رئيس تحرير الجماهير في حلب في طريقه إلى دمشق بالأمس عن سهول حلب وسهول ادلب أشجى من سيمفونية مبدعة صاغها فنان . ”

نعود الى حديثنا :
أولا : من الضرورة أن نجيب جميعا على السؤال الأساس من أين تأتي الدولة بمواردها في ظل هذه الظروف ؟؟
ثانيا: هناك أشخاصا في الدولة تحترق ليل نهار لتأمين حاجاتنا اليومية , والواجب يقتضي منا الاعتراف والشكر لهؤلاء .. وهم موجودين وعليهم يقوم استمرار عمل الدولة وهذا ليس منة على أحد.
ثالثا :مظاهر الفساد العام وتصرفات أهله من أكثر القصص المستفزة للناس , يعني على الأقل “اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا”

رابعا:أثرياء الحرب من أكثر المظاهر التي تستفز الناس وهؤلاء يتصرفون وكأنهم في بلاد الواق واق غير آبهين بمشاعر أي من الناس .
خامسا:غياب الحس بالمسؤولية والمبادرات العامة من المؤسسات العامة لدعم وخدمة المواطن – ما علاقة قيصر بهذا – وذلك ينطبق على المؤسسات الخدمية والمالية والمصرفية والاقتصادية وحتى السياحية يمكنها أن تقدم الكثير , يعني “حطينا الحزن بالجرن وجلسنا .”
ويمكن الحديث عن مسائل أخرى من شأنها أن تبلسم الجراح وتكون بمثابة البحصة التي تسند الجرة لهذا المواطن الصامد الصبر .

مدرسة المواطن
مدرسة الوطن لاتنفصل عن مدرسة المواطن وهو من يعاني اليوم.. وضحى بالأمس واليوم.. وهو من سيزرع الأرض ويستمر فيها استمرارا لإرث الآف السنين , لكنه يحتاج الى التفكير خارج الصندوق قليلا وهنا عندما يصل “العقل العام” إلى مستوى الابداع المطلوب لن نتحدث عن عقل عام أو عقل خاص بل عن العقل السوري المبدع كما هو .. وكما كان .

Exit mobile version