تبدو الكثير من المحال التجارية في روسيا في حلة جديدة، بعد أن حطت فيها العلامات التجارية الصينية محل علامات شركات الولايات المتحدة وأوروبا التي سحبت منتجاتها من الأسواق الروسية ضمن العقوبات المفروضة بعد حرب أوكرانيا.
هذه العقوبات دفعت روسيا للبحث عن أسواق بديلة لسد الحاجة من الهواتف المحمولة والسيارات والإلكترونيات، وسريعاً وجدت ذلك في مصانع الصين.
سوق الهواتف واغتنام الفرصة
تظهر بيانات الصناعة أن عملاق الهواتف الذكية “شاومي” Xiaomi وشركة “جيلي” لصناعة السيارات من بين تلك التي شهدت زيادة في المبيعات الأشهر الأخيرة داخل روسيا.
وكانت أجهزة آيفون، وغالاكسي، وسامسونغ في يوم من الأيام الأكثر مبيعاً.
كما كانت تسيطر على 53 بالمائة من مبيعات السوق الروسية قبل الحرب، لكن العقوبات هبطت بوجود هذه العلامات إلى 3 بالمائة.
فيما كانت الصين تستحوذ على 40 بالمائة من إجمالي سوق الهواتف الذكية في روسيا.
أما الآن فإنها تمتلك نحو 95 بالمائةمن هذه السوق.
قفزة السيارات
خلال عام الحرب، قفزت شركات صناعة السيارات الصينية شيري، وجريت وول موتور إلى أفضل 10 علامات تجارية لسيارات الركاب في روسيا.
كذلك اختفت سيارات بي إم دبليو ومرسيدس الألمانية، وفقاً لبيانات من وكالة “ستاندرد آند بورز”، مسؤول رصد بيع السيارات.
ووفقاً لمزود البيانات، وكالة “أوتوستات”، فإن روسيا اشترت عدداً كبيراً من السيارات الصينية هذا العام.
وشهدت “لادا”، نمو حصتها في السوق من نحو 22 بالمائة إلى 28 بالمائة في عام 2022.
في حين تعتبر “لادا” العلامة التجارية المحلية التي كانت بالفعل شركة صناعة السيارات الأكثر شعبية في روسيا قبل الحرب.
وقال تو لو، مؤسس شركة الاستشارات الصينية “أوتو إنسايتس” التي تتخذ من بكين مقرا لها، في تصريحات صحفية: “لقد ترك الغرب فجوة كبيرة في السوق، ويسعد الصينيون بملء تلك الفجوة”.
تراجع السوق الروسية
رغم أن العلامات التجارية الصينية تجني ثمار الحصار الغربي، فإن السوق الروسية تتقلص مع تراجع الاقتصاد.
كما انخفضت في الام الماضي مبيعات الهواتف الذكية الروسية بنسبة 33 بالمائة لتكون 21 مليوناً، وفقاً لأبحاث وكالة “كونتربوينت”.
وبالمقارنة، انخفضت سوق الهواتف الذكية في أوروبا بنسبة 20 بالمائة.
أما أداء سوق السيارات في روسيا فأسوأ، حيث انخفض بنحو 60 بالمائة في عام 2022 مقارنة بالعام السابق.