Site icon هاشتاغ

طبيب ل”هاشتاغ”: البلوغ المبكر حالة نادرة تستدعي علاجا سريعا

هاشتاغ _ يارا صقر

يعتبر الطفل بأنه بلغ مبكراً إذا تطورت الأعضاء التناسلية لديه قبل سن البلوغ الطبيعي.

والبلوغ المبكر” precocious puberty ” هي حالة فسيولوجية يبدأ خلالها جسم الطفل بالتغير إلى جسم شخص بالغ في مرحلة مبكرة جدًّا.

وفي هذا الصدد يقول الدكتور بسام الصارم إختصاص أمراض غدد وسكري لـ”هاشتاغ”: عند بدء مرحلة البلوغ قبل سن 8 سنوات عند الفتيات، وقبل سن 9 سنوات عند الذكور، فإن ذلك يُعَد بلوغًا مبكرًا.

ويتابع صارم ” تتضمن مرحلة البلوغ المبكر النمو السريع للعظام والعضلات، وتغير في شكل الجسم وحجمه، وتطور في قدرة الجسم على التكاثر”.

ولكن هذه الأعضاء لا تكون جاهزة للعمل بوظيفتها التكاثرية، وتعرض الأعضاء التناسلية للهرمونات سيتيح لها إبداء علامات البلوغ، قبل جهوزيتها، بحسب الاختصاصي.

ويشير صارم إلى أن البلوغ المبكر أكثر أهمية من البلوغ المتأخر، للطبيب والمريض معا؛ لأنه في هذه الحالة لا نملك الوقت، فعند الشك بحالة بلوغ مبكر يجب أن نسرع في التشخيص ومعرفة الأسباب وذلك لنبدأ بالعلاج فورا.

ذلك لأن البلوغ المبكر – يشرح صارم – له تأثيرات سلبية على الجسم، حيث سيحدث نضج عظمي عند الطفل، وبالتالي سيؤدي لتوقف الطول عنده، وتأثيرات اجتماعية ونفسية، وقد يؤثر على التحصيل الدراسي.

علامات البلوغ المبكر

يقول د.صارم: “من أهم علامات البلوغ المبكر هو كبر حجم الثدي عند الأنثى، وكبر حجم الخصيتين عند الذكر، أما شعر الإبط والعانة فهما علامات للبلوغ الكظري، ونحن كأخصائيين نبحث عن البلوغ الجنسي المتعلق بالمبايض والنخامة والوطاء، لأنه قد يكون عند الطفل بلوغ كظري، ولا يملك أي خلل بالمحور الجنسي”.

البلوغ الكظري، بحسب الاختصاصي، يبدأ قبل البلوغ الجنسي بسنة أو سنتين، وهو غير مقلق إذا لم يترافق مع العلائم الآنفة الذكر.

ويوضح صارم، أنه عندما نرى أولى علامات البلوغ عند الأنثى أو الذكر، فهذا لايتيح لنا التشخيص الكامل، ونلجأ لمخطط النمو الذي نقوم بدراسته بدقة لنحدد التشخيص الدقيق عند الحالة.

أنواع البلوغ المبكر

يلفت صارم الى أن هناك نوعين للبلوغ المبكر: البلوغ المبكر الحقيقي (المركزي) والبلوغ المبكر الكاذب (المحيطي).

النوع الأول؛ البلوغ المبكر المركزي الحقيقي: سمي بهذا الإسم لأن آلية تفعيل الأقناد (الخصيتين والمبيضين) لإنتاج الهرمونات الجنسية يمر عبر المحور الجنسي الطبيعي (الوطاء، النخامة، والأقناد).

ويستطرد “أن أسباب البلوغ المبكر الحقيقي غالبا ناجمة عن آلية دماغية (أورام دماغية مختلفة)، أو كيسة في الدماغ، ويمكن أن يكون بلا سبب ويسمى بلوغ مبكر أساسي”.

النوع الثاني؛ البلوغ المبكر الكاذب (المحيطي)، وسُمي بهذا الاسم لأنه لا يمر عبر الطريق الطبيعي، فقط يحرض الأقناد لإنتاج الهرمونات الجنسية فيتم حدوث البلوغ المبكر.

ويتابع صارم: يمكن أن تكون أسباب النوع الثاني ذاتية، أي الأقناد ليست بحاجة لأسباب، تأخذ أوامر ذاتية من نفسها لإفراز الهرمونات الجنسية (التوستسترون والأستروجين) أو قد تكون أسبابه حالات سرطانية في المبيض أو الخصيتين محفزة لإنتاج الهرمونات الجنسية، أو قد تكون أورام تفرز هرمون المشيمة، أو أورام في الكظر، وفي حالات نادرة (قصور الدرق).

آلية العلاج

يقول صارم “بالنسبة للطبيب المعالج؛ وبعد الفحص السريري والاطلاع على مخطط النمو، يمكن أن يطلب عدة تحاليل مثل هرمون المشيمة HCG، الحاثات النخامية، لنعرف كمية الهرمونات الجنسية، ويمكن أيضا أن نلجأ للرنين المغناطيسي أو الطبقي المحوري حسب الإشتباه”.

ويحذر صارم من أنه مهما يكن سبب البلوغ المبكر فهو يحتاج إلى العلاج السريع لكي لا ينغلق المشاش وبالتالي يؤدي لقصر القامة.

ويشرح: “نبدأ بعلاج السبب إن وجد، وفي حال لم يكن هناك سبب واضح نبدأ بعلاج البلوغ المبكر فورا”.

والعلاج – كما يقول الاختصاصي – يكون عبارة عن حقنه شهرية (ديكاببتيل) الهدف منها تثبيط المحور الجنسي وعدم إنتاج كميات فوق الطبيعي من الهرمونات الجنسية بالنسبة للعمر (التوستسترون والأستروجين).

ويذكر صارم “من الحالات النادرة التي تم علاجها، طفلة عمرها سنة وثمانية أشهر راجعتنا في المرة الأولى بنزف تناسلي، أخضعنا الطفلة للمراقبة، فتكررت النزوفات، بدأنا بدراسة الحالة، وبعد الفحوصات والإيكو للرحم كان الرحم خاضع للتحريض، وبعد الدراسة لم يكن هناك سببا محددا، بدأنا بالعلاج فورا ومازالت الطفلة تحت العلاج والمراقبة وضعها مستقر وأصبح عمرها خمس سنوات.”

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version