Site icon هاشتاغ

الألعاب الإلكترونية.. مفيدة للأطفال لكنها قد تتسبب بمشاكل كارثية

هاشتاغ-رهام كوكش 

قد تجد والدين يطلبان من أطفالهما إغلاق أجهزة ألعاب الفيديو، لأنها استغرقت الكثير من أوقاتهم. أو تشهد نقاشات في المنزل بشأن أنواع الألعاب وانتقاء الأفضل منها ليقضي الأطفال وقتاً للعب بها.

ويجد الكثير من الأطفال الملاذ الآمن في التمسك بالهواتف، وقضاء ساعات طويلة مع الألعاب الإلكترونية، لكن لا يعرف الكثير من الآباء أسباب اتجاه الأطفال إليها.

حالة النشوة والإحساس بالقوة التي يشعر بها الطفل عند ممارسة الألعاب الإلكترونية والتي يفقدها بالواقع، والقدرة على التخلص من حالة الفراغ التي قد يعاني منها الكثير خاصة في فترة المراهقة. هي من أسباب إدمان هذه الألعاب بحسب مرشد نفسي.

ويشهد العالم اليوم ثورة رقمية هائلة حتى أضحى الناس على اختلاف أعمارهم يعيشون في بيئة اتصالية شاملة تتحكم فيها جملة من الوسائل، في مقدمتها الهواتف الذكية ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.

وكان التحول الرقمي عاملاً مساعداً في ظهور الألعاب الالكترونية حتى بات في المجتمعات العربية ظاهرة تجذب إليها الأطفال والمراهقين على حساب الألعاب التقليدية الأخرى، وأصبحوا يفضلونها حتى صارت جزءاً من نمط حياتهم اليومية.

تنمية للمهارات

غير التحول الرقمي أساليب اللعب والترفيه، بسبب التطور الحاصل في البرمجيات والذي ساهم في انتشار الألعاب الالكترونية حول العالم.

تقول مهندسة المعلوماتية سارة السواح التي تعيش في العاصمة السورية دمشق إن الألعاب الالكترونية “متنوعة يمكن اللعب بها عن طريق استخدام أجهزة خاصة بها أو باستخدام الحواسيب أو الأجهزة الخليوية”.

وتضيف في حديث لـ”هاشتاغ”: “تهدف هذه الألعاب لخلق جو من التحدي وتجعل الطفل نشطاً ومتفاعلاً معها لتنمية مهاراته، عدا عن أنها وسيلة للتعليم لجذب الطفل وتحديد ميوله على عكس الوسائل التقليدية”.

من جهته يقول المرشد النفسي يحيى الخضر إن الألعاب الإلكترونية “أنشطة يتفاعل فيها الطفل مع برمجية ووسائط متعددة وفق قواعد معينة لإثارة روح التنافس بين اللاعب والمعيار أو المحك في جو من المتعة والتعلم”.

وتعزز هذه الاختبارات بالرسومات والدرجات المختلفة وذلك بهدف تنمية عمليات التفكير الأساسية وحب الاستطلاع، بحسب الخضر.

ويضيف في حديث لـ”هاشتاغ”: “لم تعد ألعاب الأطفال مجرد دمى تتحرك في أيديهم، بل دخلت في صناعتها التكنولوجيا وحولتها لأجهزة عصرية يتواصل معها الأطفال مما يزيد من ارتباطهم بها”.

ويقول: “تهدف هذه الألعاب إلى تعليم العديد من المهارات مثل الملاحظة والتأمل، والشعور بالمتعة والبهجة، وتعويض الطفل عن الحرمان الذي يعانيه، إضافة إلى تقبل الخسارة والعزيمة بروح رياضية”.

بين الضرورة والإضرار

أصبحت ممارسة الألعاب الالكترونية نشاطاً شائعاً لمختلف الأعمار وعلى الرغم من أن بعض الألعاب تحتوي على محتوى تعليمي إلا أن معظمها بات يمثل خطراً حقيقياً على الأطفال.

يقول الخضر: “غالباً لجميع الأمور عدة جوانب إيجابية وسلبية فمن إيجابيات الألعاب الإلكترونية، ترفيه الطفل وتنميه طريقة تفكيره، وزيادة في سرعة ردات فعله، كذلك تحفيز الإنتباه وتنشيط التأزر البصري والحركي، وتطوير التخطيط والتفكير المنطقي لديه”.

لكنه أضاف: “الجلوس لساعات طويلة للعب يسبب مع مرور الوقت قلة نشاط الطفل الجسدية، وآلام أسفل الظهر وإجهاد للعينين”.

كما تؤدي إلى تراجع المستوى الدراسي، والانطواء والعزلة، وتعزز السلوك العدواني والعنف عند الطفل، بحسب المرشد النفسي.

ولفت الخضر إلى أن “الرغبة القوية في الهروب من العالم الواقعي بمشاكله وهمومه نحو العالم الافتراضي، والتجديد والتحفيز الدائم الذي تتقنه شركات إنتاج الألعاب، وفشل الأسرة في التواصل الإيجابي مع أطفالهم أو العزلة والبعد من قبل الأبوين، جميعها عوامل ساعدت على إدمان هذه الوسائل”.

ماذا عن الوعي؟

يظن الكثيرون أن خطر الألعاب الإلكترونية يتمثل في الفشل الدراسي أو التسبب بمجموعة من الأمراض، إلا أن خطرها يمتد لما هو أكثر من ذلك، فهذه الألعاب وعبر إيقاعات الموسيقى الصاخبة والهتافات الحماسية لتشجيع اللاعب على إحراز الفوز تدفع اللاعبين لتحقيق وإثبات الذات إما عن طريق إيذاء الآخرين أو عن طريق دفعهم إلى الانتحار.

وتوفي طفل اسكتلندي لم يتعد ١٤ عاماً بعد أن شارك بتحد التعتيم أو الاختناق على تيك توك.

وحذرت والدة الطفل الأمهات والآباء قائلة «طفلي الجميل، ليون براون شارك في تحدي التعتيم أو الاختناق على تيك توك -لعبة إلكترونية يطلق عليها الوشاح الأزرق- بعد رؤيتها على أحد التطبيقات، ومع تكرارها لمرات بسيطة أنهت حياته». بحسب صحيفة “الديلي ميل” البريطانية.

وفي هذا السياق تقول “السواح” إن أشد أنواع الألعاب الإلكترونية خطراً على الأطفال هي الألعاب الأونلاين، حيث ينتج عنها تكلفة مالية سواء في مقاهي ألعاب الفيديو أو التي يحرص منتجوها على تطويرها لزيادة الإنفاق المالي عليها”.

من جانبه قال الخضر: “قد يؤدي قضاء الكثير من الوقت في ألعاب الفيديو بدلاً من الانغماس في الأنشطة البدنية إلى الإضرار بصحة الطفل بعدة طرق فقد يتأثر النمو المعرفي للطفل إذا لم يخرج ويتواصل اجتماعياً في العالم الحقيقي”.

بالإضافة لإصابته بخمول الدماغ وإجهاده وضعف الذاكرة الطويلة المدى، كما قد تتسبب بالصداع والإجهاد العصبي والإحساس بالإرهاق، ومرض باركنسون (الرعاش).

وقال: “أما من الناحية الاجتماعية فهذا يجعلهم منفصلين اجتماعياً بالرغم من وجود ألعاب متعددة اللاعبين، حيث ينتهي الأمر بمعظم الأطفال بلعبها بأنفسهم في غرفهم الخاصة، وهذا يحد بشدة من مهاراتهم الشخصية في الحياة الحقيقية، وقد يفضلون أن يكونوا بمفردهم ويتفاعلوا رقمياً”.

ولفت الخضر إلى المخاطر النفسية “يفشل هؤلاء الأطفال في بدء المحادثات ويشعرون بالملل وبعيداً عن مكانهم في التجمعات الاجتماعية، ونتيجة لذلك تزداد فرص الإصابة باضطراب التكيف والاكتئاب والقلق والتوتر في حياتهم العملية وكذلك الشخصية”.

وقال: “كما يمكن أن يؤدي المحتوى العنيف في ألعاب الفيديو والإشباع الفوري الذي يقدمونه إلى جعل الأطفال غير صبورين وعدوانيين في سلوكهم عندما تفشل الأشياء في أن تسير كما هو مخطط لها”.

خطوات علاجية

يدعو المرشد النفسي يحيى الخضر إلى “شغل أوقات الفراغ لدى الطفل بممارسة الرياضة أو القراءة أو التنزه، وتحديد أوقات محددة لممارسة الألعاب الإلكترونية، ومتابعتهم أو مراقبتهم أثناء تفاعلهم مع تلك الألعاب”.

كما دعا إلى “التقرب من المراهقين ومناقشة مشاكلهم والعمل على حلها”.

وشدد على “ضرورة عدم تعنيف الطفل ومحاولة تغير سلوكياته حتى لا تتحول إلى إدمان”.

وأشار إلى أهمية “مشاركة الأطفال بعض الألعاب العادية (غير الإلكترونية) للترفيه والتواصل الإيجابي، واكتشاف مواهبهم والعمل على دعمهم وتطوير مهاراتهم”.

وحذر من “شراء أجهزة ألعاب إلكترونية للأطفال دون الـ 6 سنوات، والتفاعل مع الألعاب المؤذية، وهدر الوقت فى اكتشاف المزيد من الألعاب”.

فيما حث على “عدم الاستسلام للبرمجة اللغوية العصبية فى الألعاب، والتواصل مع متخصص إذا أصبح الأمر يهدد صحة الطفل”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام
Exit mobile version