Site icon هاشتاغ

الإدارة “بالكيد” !

هاشتاغ-رأي محمد محمود هرشو

كثيراً ما لازمت الصفة المذكورة “الكيد” جنس النساء، إذ يرى البعض بأنهن الأقدر دائماً على التخطيط والانتقام و تصفية الحسابات لأسباب عدة، وشخصياً؛ أميل إلى قناعة قد لا يوافقني عليها كثيرون وفحواها أن النساء أدهى وأذكى، وحتى أقوى من الرجال أو الذكور في الكثير من الظروف والأحوال.

لسنا هنا بوارد الاستفاضة حول فكرة أو قناعة قد تجانب الصواب أو تكون في لبّه، لكننا بوارد “الدمدمة” عن “الإدارة بالكيد” التي وإن امتازت بها النساء كما يقولون، لكننا نلمسها يومياً؛ لاسيما في مفاصل العمل الحكومي من قبل الذكور ( ولم أقل الرجال ) !

مفاهيم عديدة دخلت بحور علم الإدارة لدى الكثير من المنظمات والحكومات، نلمسها يومياً وسنتحدث عنها بمقالات متتالية أوصلتنا الى عنوان عريض لا يختلف عليه اثنان؛ وهو حالنا اليوم “إدارة الفشل”، فنحن من توصل الى هذا البرهان بعد سلسلة مواد دسمة أدخلناها الى علم الإدارة، كالإدارة بالمزاج، والإدارة بالتجريب، والإدارة بالصغار، والإدارة بالمحسوبيات، سنقف عند كل منها بفقرات متتالية تشكل منهجاً عملياً لإدارة “الفشل”.

أما عن “الإدارة بالكيد” فيروى أن كيداً أوصل مسؤولاً رفيعاً لا يملك قوت يومه إلى السجن، وكيداً آخر أوصل وزيراً إلى فضيحة مليارية، وكيداً ثالثاً جاء بصغيرٍ ليقضي بين الناس، وكيداً أوصل مديراً إلى وزارة، وخامس زجّ بصحفيين في السجون، وكيداً سمح لقليلي الفهم والقيمة بتصدّر المجالس، وآخر جعل صاحبة أحد المسؤولين آمرة ناهية في مصير العباد !!

هي أخطاءٌ يومية من أفرادٍ غير عاديين(كما يُفترض)، لكننا بحسن نيةٍ سنعتبرها سقطات فردية لشخصيات كيودة،
فلا ازدهار بدون “قيادات حكيمة” تستند لمشورة رصينة وأمينة.

للكيد نتائج كارثية، فمصر أكل أهلها الحمير والقطط والكلاب بعد سنوات من الخير والسعة بسبب “الكيد”، وروما احترقت، ومدن عديدة أبيدت، ولنا في التاريخ عبر.

كانت “رصد” جارية لأبي سعيد التستري وهو يهودي مقرب من الخليفة الظاهر فقرر عرضها عليه ليقبض بها مالاً، ويضمن وجودها ” بالقصر ” فتكون لأبي سعيد، وكلما زادت سطوتها وعلا شأنها كان خيراً له.

أشتراها الخليفة وفتن بجمالها وزاد حبه لها بعد أن أنجبت له “المستنصر” الذي أصبح خليفةً وهو في سنٍ صغير، وأخذت أمه تعينه في إدارة شؤون البلاد “بالكيد” وقوة سطوة التستري ولي نعمتها والمتسبب بوصولها للقصر .

خلافات عديدة ومؤامرات أدت لمقتل التستري وهو ما أشعل حرباً بين من قتلوه ( الأتراك ) ومن استأجرتهم (رصد) للانتقام، واندلعت حربٌ أهلية في البلاد أدت لتمزيقها، ووصل أهلها لأكل لحوم الكلاب والقطط بعد بحبوحة العيش التي حصلت لهم غداة مقتل التستري .. فآهٍ لو لم تصب “كيدها” وتنتقم رصد !

الكيد أوصل رصد والخليفة “ابنها” والبلاد كلها الى حافة الهاوية؛ حتى وصل الحال بالخليفة إلى عدم وجود حجّاب لديه، ثم باع ممتلكات القصر وجلس على الحصير، فأصبح خليفةً بلا مُلكٍ !

زجل
يا واعداً بحب أهلك استفق فلا صاحب لبٍ مع كيوداً يتفق

جدل
ما الدنيا إلا أيام قليلة سيأتي يوماً ونتمنى لو زرعنا الحب، فالحروب لا تخلّف منتصراً، إنما تترك مجتمعاً مبتذلاً

غزل
كيد النساء حب، وكيد الرجال كراهية، والاثنان وقع فيهما نبي الله يوسف

Exit mobile version