Site icon هاشتاغ

الإدارة بـ”المزاودات”

اعتماد المزاودة كأسلوب ليس جديداً في حياتنا كسوريين، لكن خطورته تتضاعف مع تحوله في السنوات الأخيرة إلى نهج مكرر في الإدارة والسياسة.

هاشتاغ-رأي-محمد محمود هرشو

حتى يرتبط ارتباطا وثيقا ببعض “الأنظمة الإدارية” التي تم التطرق إليها سابقاً في هذه الزاوية، كـ”لإدارة بالدعارة“، أو “الإدارة بالشعارات”.

بالرغم من ذلك، لا بد من الاعتراف أن ثمّة فارق بين الشعارات والمزاودات، الأولى يعتمد منتهجوها أسلوباً قديماً بالياً نهجه أسلافهم، لم يعد يسمن أو يغني من جوع، إلا أن منتهجه ليس في جعبته أي شيءٍ سواه ليقدمه ويقوم قدر الإمكان بإحيائه وتطويره.

أما الفارق بين “الإدارة بالدعارة” والمزاودات، فهو أن المزاودة لا تكون على الأقوياء أو أصحاب النفوذ، وإنما منهم، وتقع على من هم أقل نفوذاً أو سلطةً، فيحققوا بذلك مآرب قريبة أو بعيدة المدى هم فقط من يعلمها.

وشهدنا خلال الآونة الأخيرة أمثلة متعددة عن “المزاودات” منها الإقليمي ومنها المحلي.

أما عن المثال الأول فقد تابعنا المزاودات عقب تصريح وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حينما كان إعلامياً، و الذي تسبب اليوم بتأزم العلاقات الدولية مع البلد الذي كان جلّ همه تشكيل حكومة، وهو أول عائق في وجه “المزاودين“، فوقعوا في حيرة و أخذوا يفتشون عن شيءٍ “يزاودون” به لسلب لبنان هذا الحق البسيط (تشكيل حكومته).

و بما أن الإعلام هو “طبل و زمر” على حد تعبير أحد ممثلينا المثقفين في مجلس الشعب فإن هذا “الطبل” الذي قام بدوره “بالمزاودة” في الوقت المناسب حينما أخرج إلى العلن تصريحاً عمره عدة أشهر لإعلامي حرّ في التعبير عن رأيه الشخصي، باعتباره يمثل نفسه فقط، لكن المزاودين صنعوا منه أزمة سياسية.

و بما أني أصنف نفسي مؤمناً بحرية التعبير، و مناصراً لها قدر الإمكان – مع علمي أنها لن تغير من الواقع شيئاً سوى أنها ستكرس ظاهرياً على الأقل إرساء قواعد العدالة (الموجودة في كل العالم ظاهرياً فقط) كون تلك الأدوات هي أسلحة بيد السلطة الأقوى دائماً أينما حلت على وجه الأرض- لذلك فإنني أنصر أخي ظالماً أو مظلوماً، كذلك هذا لن يغير من الأمر شيئاً، إن كنت دولةً و ليس فقط مجرد شخص، كوني على قناعة تامة أن المشكلة بين هذين البلدين ستحدث بالتأكيد لأسباب مباشرة لا نعرفها و لأسباب غير مباشرة غير مقنعة و غير منطقية.

لفهم الصورة، يمكنني إدراج القضية من منطلق “الإدارة بالدعارة”، والذي يمكن من خلاله تشبيه لبنان بأنثى فاتنة موصومة حتى و إن خرجت لمراجعة الطبيب في وقت متأخر من الليل سينطبق عليها المصطلح المذكور، في حين أن الدول المتصارعة معها و كونها الحلقة الأقوى، حتى و إن قدمت هذه الدول كل ما تبقى من شرف لديها، فإن ذلك بالمنظور العام لن يسمى إلا “متعة” أو “نزوة”، وبالتالي، لن يتجرأ أحد أو يفكر بإذاعة خبر عن أولئك النساء اللواتي يتمتعن بالسلطة والنفوذ.

بالمقابل؛ وعلى الصعيد المحلي، “فالمزاودة” تعني أن يطلّ علينا أصحاب الشعارات سراً وعلانيةً “فيزاودون” بحرصهم على البلاد ومؤسساتها وأموالها، يختلقون أزمات لأشخاص لم يوافقوا أهواءهم، مدعين بإيذائهم تحقيق إنجازات وهمية هي أوهي من بيت العنكبوت، ولنا في كثير من مواقفهم أسوةً حسنة، لكن في الواقع عندما ينطبق الأمر على أشباههم “التافهين” يهمون لمؤازرتهم ومناصرتهم حتى وإن وصل بهم المطاف لأن يقفوا في وجه القانون.

إلى هنا يمكن تفسير الأمر في علم النفس على أن البشر يميلون بطبعهم إلى أشباههم، أما الساديون فيميلون إلى “المنبطحين” لممارسة شذوذهم معهم مقابل امتيازات معينة.

لكن الحقيقة الدامغة دائماً وراء “المزاودات” سواء المحلية أو الإقليمية، سيما المحلية كونني عايشت حالات موثقة منها؛ هدفها الوحيد التغطية على سرقات ونهب وسلب الدولة التي يدّعون حمايتها وصون أموالها المنقولة إلى جعبتهم، أوغير المنقولة حتى وإن كانوا ظاهرياً ليسوا بحاجة لتلك الأموال.

زجل

لا تزاود على ربعك حبك ما يزيد.            إذا ما كنت محب ما يصير اللي تريد

جدل
في الحروب مع الأنذال تكون كلفة الخصام أقل بكثير من ثمن الاستسلام

غزل
الأنثى لا تزاود في الحب أو العطاء، فإما أن تكون حقيقية بكل شيء أو مزاودة على الكل لتحصل على كل شيء.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version