Site icon هاشتاغ

الإدارة بـ” المناطقية “

الإدارة بالمناطقية

الإدارة بـ”المناطقية” هاشتاغ- رأي- محمد محمود هرشو

كثيراً ما يتم انتقاء المسؤولين في بلادي تبعاً لانتمائهم المناطقي، فكم من مسؤولٍ بعثي أو وزير، أو حتى رجال ظلٍّ شهدتُ وصولهم إلى مناصبهم تبعاً لضرورة تمثيل منطقة جغرافية محددة، فلم يُلحظ أثناء الاختيار الكفاءة أو الجدارة أكثر من كونها الإرادة لضرورة تمثيل منطقة معينة بغض النظر عن إذا ما كان هذا الشخص ممثلاً فعلياً أم لا، ومع الأسف؛ نادراً ما يكون ممثلاً فعلياً لمنطقته .

إننا نجيد معايير الاختيار وفق الولاءات، وندور هنا في حلقةٍ متكاملةٍ من المعايير البالية للاختيار، فنأتي بالمسؤول وندرِجه بالمناصب ليصبح مسؤولاً رفيعاً ويستطيع بدوره اختيار مسؤولين آخرين حتى يصل إلى اختيار أتباعه، فيعتمد إيصال من هو أسوأ منه وفقاً للمعايير التي انتهجها أثناء مسيرة عمله، ثم نكتشف أنه فاسد أو غير جدير بالمنصب فيتم عزله، لكن متى ؟ بعد أن تكون أنيابه قادرة على اجتثاث أي منافس كفؤ أو حتى اسم لا يناسب مزاجه، ويمارس ذلك حتى بعد عقود من وجوده في منزله !

أفكّر ملياً بظاهرةٍ لم أجدها إلا في بلدنا، وهي أن المسؤولين البارزين غالباً ما يكونوا مكروهين أو منبوذين من قبل أهالي مناطقهم !
سياسياً واجتماعياً، الموضوع ليس بهذه البساطة، فإن كان اختيارهم مناطقياً ستتدفق إلى الذهن مجموعة تساؤلات: من يمثل هؤلاء، وعن أي تمثيل مناطقي تتحدثون ؟! (رغم رفضي لهذه الآلية من الاختيار التي لا تقل سوءاً عن آلية الاختيار وفق الطائفية).

وأزيد على ذلك فإن هؤلاء لا يكتفون بكره أهاليهم أو أبناء مناطقهم لهم، فهم عادةً ما يجيدون ويبرعون في محاربة أبناء مناطقهم الناجحين، وغالباً ما يتم حجب أي إنجاز أو مشروع يمكن أن يجعل صاحبه تحت الأضواء ظناً من هؤلاء أن الأشخاص الجديرين المنتمين إلى مناطقهم هم بالتأكيد منافسين لمناصبهم أو حتى بقائهم في العمل السياسي أو الحكومي، وكأن هذا العمل “دكانة” سيخلد شاغله فيه، أو في أفضل الأحوال يحاولون صناعة من هو أصغر وأتفه منهم، ربما ليرى الرأيين العام والخاص أن صاحب القرار الحالي هو أفضل ممثل لتلك المنطقة، ولم تنجب أمهات هذه المناطق بطونها أفضل منه على مر عقود .

المضحك المبكي في الأمر أن هؤلاء الأشخاص يشعرون بذلك، فهم من يشعر بالأمان والطمأنينة أثناء وجودهم في العاصمة، لكنهم يحيطون أنفسهم بإجراءات أمنية مشددة، ويتجولون بمواكب أثناء وجودهم في مناطقهم بين أهاليهم، ويأتي ذلك إما من باب الاستعلاء والاستكبار وإنكار الماضي ليشاهدهم أهلهم أنهم أصبحوا كباراً “وفق مفهومهم القاصر” أو غالباً؛ وهذا الأسوأ، هو عدم شعورهم بالأمان والثقة بين أهلهم، فهم لم يفعلوا يوماً عملاً واحداً يشجع أهلهم أن يكونوا درع حماية وقاعدة أمينة لهم وفق مفاهيم العلوم الأمنية .

زجل
يا واهماً أن أمانك بحرّاسك يزول المنصب ويبقَ أهلك

جدل
يعتقد البعض أنه لا فرق بين المناطقية والإدارة المحلية، أما في الواقع فهما أضداد لا يجتمعان، فكم نادينا بالوحدة وعززنا المناطقية، فلو كرّسنا البراعة بالإدارة المحلية لازدهرت مناطق واسعة ونافست أخرى بالجمال وانتُقيَ أصحاب التجربة والبصمات للمركزية .

غزل
وحدها المرأة لا تكترث ولا تنجح في تعزيز المناطقية، فهي كيانٌ لا يتجزّأ؛ إما أن تنجذب إليها بالمطلق، أو لا تستهويك وتكون عابرة، بغض النظر عن تفاصيل ومعايير “المناطق” التي تملكها .

 

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام : https://t.me/hashtagsy

Exit mobile version