Site icon هاشتاغ

الإدارة بـ “المسايرة”

حتى الوزراء يعرفون!

كثيراً ما يتم تداول جملة شهيرة، لا سيما عقب صدور قرار غير شعبي: هل يعيشون معاناتنا؟!

هاشتاغ-رأي-محمد محمود هرشو

الجواب يأتي بأنهم لا شك بشر لديهم امتيازات، ولكن لديهم معاناة وأقارب واحتياجات، وإن كانوا ليسوا كالبشر بعد توليهم المناصب، إذ يصبحون “شعب الله المختار”!

أستطيع أن أجزم أنهم يعيشون بيننا أو على الأقل يتداولون الأحاديث التي نتداولها جميعاً، والغريب أنهم يشبهوننا كثيراً في الامتعاض من الوضع، ويمكنهم تعداد الفاسدين وقصص فسادهم مثلنا تماماً، لكن الطامّة الكبرى هي في اختيارهم طريق المسايرة وتجاهل ما يعرفونه، فالأغلبية منهم تعلم وتناقش ثم ينتهي الحديث بالجملة الشهيرة: “شو بيطلع بالإيد؟” أو “شو بدنا بالعالم؟”

المستهجن في الأمرهو تلك الوقائع التي تمر عبر أحاديثهم اليومية و التي تتعلق بأعمالهم واجتماعاتهم، فكيف لوزير أن يحترم زميلاً له وهو يعلم علم اليقين أن من يملي عليه ويتحكم بوزارته هو مرافقه!؟.
كيف لأخر أن يتعامل مع زميل له يعلم عنه تحرشه بموظفة قريبة منه، ويعرف التفاصيل الكاملة للفضيحة التي تمت “لفلفها” المتحرش بدموع الرجاء من المتحرَش بها !؟

والأسوأ؛ كيف لصاحب المعالي أن يصدق حرص زميله الذي أتى به القدر وداعميه لتولي هذه الحقيبة كمكافأة وحماية بعد أن كادت ملفات تفتيشية تودي به إلى السجن خلال توليه إحدى الإدارات
ثمّ؛ ما هي نظرة هؤلاء جميعاً لزميل لهم “مهزوز” ويردد على مسامعهم أن القدر وليس الإمكانات هو ما أوصله إلى هذا المكان!؟
وكيف لمن يتلقي اتصال من زميله لكي يتوسط في قضية ما باسم “المصلحة العامة” أو “المصلحة الوطنية” وهو يعلم أن تلبية طلب زميله لا تحقق إلا ثروة طائلة لزميله الفاسد، فيما الوطن والعامة منها براء!؟
كيف لجميع هؤلاء اللابسين لابتسامة المسايرة يرتدونها في وجوه بعضهم البعض أن يهمسوا في المجالس الخاصة عن الفضائح التي تحيط بزملائهم، وحين تصبح عامة يصمتون عنها، وهم أول العارفين بحقيقة تلك الفضائح قبل “انفلاشها” ومع ذلك فهم لا يجرؤون على البوح بها!؟

أيها السادة؛ نحن نعيش عالماً مليئاً بـ”المسايرة” و”الامتناع” عن التصريح بالحقائق واتخاذ موقف منها، وهو ما أوصلنا الى ما نحن فيه؛ فالجميع يعلم والجميع لا يكترث من باب “حوالينا ولا علينا”!

زجل
ساير ضعيفاً يقوى بِك.. ولا تساير قوياً يحتقرك

جدل
الجميع يعلم والجميع لا يحبذ البوح.. ما الفائدة من الكتمان.. إذا عرف السبب بطل العجب!

غزل
تتشابه الأنثى مع المسؤول في المسايرة، فهي تساير فقط إما للحفاظ على الأشياء أو تحقيق مكاسب أكبر.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version