Site icon هاشتاغ

الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل يهدد “فراش الزوجية” في العاصمة السورية

رهام كوكش – هاشتاغ

مع التقدم التقني وغياب الضوابط العامة باتت مواقع التواصل الاجتماعي في بعض جوانبها تشكل خطراً على استقرار الحياة الزوجية.

فالاستخدام الخاطئ لهذه المواقع ساهم في إضعاف العلاقات الأسرية، وتباعد الأزواج وتراجع العلاقات العاطفية، إضافة إلى ظهور مشاكل اجتماعية أكثر من السابق.

فبعد اتساع ظاهرة التصنع والتمثيل على منصات التواصل “فيسبوك وانستغرام” ومانراه من عرض للخصوصيات والخروج عن الواقع الحقيقي لتقليد الآخرين، أصبحت هذه الظاهرة تشكل عاملاً رئيسياً في الخلافات الأسرية.

ومن خلال المتابعة لمنصات معينة قالت سيدة ضمن مجموعة على فيسبوك وطلبت عدم نشر اسمها إن: “إظهار الجانب الإيجابي فقط من الحياة الزوجية يتسبب في كثير من حالات الطلاق لأن أصحابها يظنون أن الحياة هي اللحظات الجميلة والموثقة بالصور على فيسبوك فقط”.

وتقول أخرى: “الغني الحقيقي ما ببين ثروته على فيسبوك. ما بدنا نركض ورا الفقاعة بالسوشيال ميديا ونصدق كلشي. كلشي عم نشوفو هو عبارة عن مسرحية كبيرة”.

في حين علق آخرون: “في كتير ناس إيجابيين وبحبوا ينشرو السعادة والفرح والإيجابية بقلوب العالم. يمكن يكون جواتهم هموم كتيرة بس مع ذلك هنن أقوى من هالهموم و هاد الشي كتير حلو”.

ارتفاع نسب الطلاق

فتحت مواقع التواصل الاجتماعي الباب أمام الأزواج للكشف عن الأسرار العائلية، فباتت العديد من السيدات يفضلن الحديث عن آلامهن في مجموعات نسائية طمعاً في إيجاد حل.

ومن باب “الفضفضة” اشتكت إحدى الزوجات من الفقر، مشيرة إلى معاناتها عندما تشاهد صور بمواقع التواصل تدل على الرفاهية، وتساءلت عما إذا كان الطلاق هو الحل الأمثل لها؟

وعبر رواد في موقع فيسبوك عن رأيهم بسخرية وتنمر، بينما قال بعضهم: “مافيني لومك لإنو صرنا بزمن الستوري. ستورياتك بتحدد مدى سعادتك ورفاهيتك، حتى لو كانت مصطنعة وغير حقيقية ببعض الأحيان”.

وأضافت إحداهن: “هاي نتيجة الاستعراض عالنت”.

وفي السياق نفسه كشف محامون في العاصمة السورية دمشق لـ”هاشتاغ” عن أن نسبة الطلاق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي تتراوح بين (٦٥ – ٧٠ بالمئة).

فيما حذر المحامي غيث البيات، من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل وقال: “هذه الظواهر المجتمعية تعصف باستقرار الحياة الزوجية، فمنذ عام ٢٠١٥ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي السبب الرئيسي للتفكك الأسري“.

وأضاف: “معظم النساء لا تلاحظ مدى خطورة العالم الافتراضي، وهذا يجعلهن يشعرن بالتذمر وعدم القناعة”.

وشهدت المحاكم حالات طلاق بنسبة ٦٥بالمئة بسبب قلة الوعي وعدم معرفة حقوق وواجبات كل من الزوجين إضافة إلى الحالة الاقتصادية للأسرة، بحسب البيات، وهو ما أكده محاميان آخران تحدث إليهما موقع هاشتاغ.

“حرب باردة لايمكن إيقافها”

يقول الباحث الاجتماعي ماهر شبانة لـ”هاشتاغ”: “توفر أدوات التواصل بسهولة في متناول الجميع أصبح سلاحاً ذو حدين”.

فهو من جهة يساهم في تسهيل وفتح العلاقات الاجتماعية من أوسع أبوابها، ومن جهة أخرى تفتك بالعلاقات الأسرية والزوجية وكأنها حرب باردة التي لايمكن إيقافها، بحسب شبانة.

ويضيف: “اليوم بدأنا نرى أن خصوصية أي فرد باتت متاحة للجميع وبموافقة الشخص نفسه والذي يساهم في نشرها، وهنا أصبح الجميع يتفنن في تقديم نفسه للآخرين”.

ويوضح الباحث الاجتماعي: “بتنا نرى كيف دخلت (غيرة النساء) في هذه المعركة ليتنافسن في استعراض نشاطهن اليومي ولباسهن وحتى مفاتهن، وكما يقال الحبل على الجرار”.

ومرد ذلك كله بحسب الشبانة هو الإحساس “بالنقص في معظم الأحيان ولإثبات الذات وللتباهي وإرضاء الغرور في حالات أخرى. هذا كله بالتأكيد سوف يرخي بظلاله على شكل تكوين الأسرة”.

وتابع الباحث: “الأم التي تستعرض خصوصياتها بشكل يومي على وسائل التواصل سوف تكون قدوة لبناتها، وبالتالي سيعتقدون أن هذا النوع من السلوك مستحب وسوف يتقنون تقليده وهذا أخطر مافي الأمر للأجيال القادمة”.

ومن جهة أخرى نرى الخلافات الزوجية التي بشكل أو بآخر تعود للتعاطي مع وسائل التواصل حيث بدأت “تظهر جلياً ونسمع أخبارها يومياً، وهذا ما ينذر بتفكك العديد من الأسر في المستقبل وخاصة الأسر المكونة على أساس هش في علاقاتها”.

ويرى الباحث أنه من النافع أن نتحدث عن مدى مخاطر هذه السلوكيات على المتلقي فهناك عالم له جزء كبير من الوهم يصدقه المتلقي وربما يحاول تقليده والأخطر أنه قد يسيء ويهين المتلقي نتيجة إحساسه بالتفاوت الطبقي أو المادي أو الفكري.

ويقول: ” هذه الإحساس قد يسبب ما يمكن تسميته باكتئاب وسائل التواصل الذي يجعل المتلقي مجرد سمكة ساذجة تلهث وراء طعم من الوهم يقدمه الآخرون بسنارة من عقد النقص والأمراض الاجتماعية”.

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version