Site icon هاشتاغ

الإدارة بـ”المزاودين”

غصت حياتنا اليومية بـ”المزاودين” حيث أصبح تخصصا علميا يضاف إلى السيرة الذاتية للطامحين، تكاد نتائجه تكون أفضل وأهم من أي خطة عمل أو مشروع إصلاحي أو إنقاذي .

هاشتاغ-رأي-محمد محمود هرشو

كيف لا، ونحن أمة نشأت على شعارات حزبية رددناها كل يوم دون أن نضع خطة واحدة لتطبيق أيٍّ منها، ونكاد نصدق أنه بالتمني يتحقق ذلك.

بالمقابل كنا في سباق دائم من مِنّا سيصدح صوته أكثر أثناء ترديد الشعار، ويزاود على باقي رفاقه في الإيمان بتلك الشعارات طامحاً بالوصول ليكون “عريفاً” عليهم، وقائداً لهم .

في بلادي تفشى هذا المرض بشكل مضاعف بعد أن عصفت بنا حرب طاحنة اختار لها بعض ممن بنصبون أنفسهم أخيار الله أو قادة رأي عام أو بالغي المعرفة، اختاروا لها شعارات ومصطلحات متعددة كان علينا جميعاً ترديدها والمزاودة عليها دون أدنى تشكيك أو حاجة بالتفكير ودراسة مسببات تلك الحرب، والتي أؤمن تماماً أن عنوان هذا المقال وما سبقه من مقالات متعددة هي من أسبابها، واستمرت الحالة تفاقماً وتعظيماً حتى اتخذ البعض من أنفسهم مقياساً لوطنية الآخرين، المعيار الأول لهذا المقياس هو تلاقي المصالح الشخصية ثم المنافع المادية ..وهكذا .

أعتمد هذا المقياس ضمن المؤسسات الرسمية، وبات يُدرّس ضمن معايير اتخاذ القرار إلى أن أطاح بالكثير من الكفاءات، وأتى بالمعتوهين أصحاب الولاءات، وإن كان لديهم الإمكانات المهنية التي تفوق أهميتها ذلك، لكنهم يتفاخرون بالمعيار الأقرب إلى عقل وقلب أصحاب القرار، ويطورونه باجتهادات شخصية وهو “المزاودة” الى أن أخذوا مكان الله في فرز عباده، وكادوا يصلون إلى الفرز بين الجنة والنار في الدنيا .

سادت العقلية المذكورة كل مفاصل حياتنا وقطاعاتنا الحكومية دون استثناء، حتى أصبحت لغة معتمدة للخطابات الرسمية يكاد المشككون مثلي أن يعتبرونها تصرفات فردية إلى أن أخذت تصدر من شخصيات رسمية غير عادية، وأعلنت بشكل رسمي سياسة حكومية .

إذاً؛ فليدرك بعض أصحاب القرار والمصير من “المزاودين” أننا بأمس الحاجة لخطاب جامع فيما بيننا كسوريين، فالتاريخ أمامنا مليئة بالعبر، وها هي أمريكا التي لم تتقدم خطوة واحدة نحو الأمام إلا بعد أن وجدت حلاً جذرياً للنزعة التي عشعشت أدمغة مواطنيها البيض تجاه السود، وكذلك النظام الطبقي الهندوسي في الهند .
حتى أوربا لم تتوقف فيها حمامات الدماء وتتقدم إلا بعد أن بحثت عن خطاب جامع عنوانه العريض البحث عن كل ما هو جامع بينهم ،ومحقق لمصالح البلاد لا الأفراد .

هل لنا أن نتخيل من تلك التجارب كم استفاد آنذاك “مزاودون” فأججوا الصراعات وكبروا الشرخ، وأراقوا الدماء، مخوّنين الجميع ومن مختلف أطراف النزاعات، إلى أن وجدت تلك الشعوب العقلاء والوطنيين الحقيقيين الذين يقبلون كل شيء، وأي شيء ويناقشونه من منطلق ثوابتهم الوطنية ومعتقدات الآخر على حدٍ سواء، فقضوا حينها على الأفكار البالية، واتفقوا على نقطة بداية لأوطانهم، ووضعوا الحجر بجانب الآخر حتى وصلت إلى ما هي عليه .

زجل
زاود تخرب بلد وزيادة..
بس لا تخون ربعك وتجعلها عادة

جدل
سورية بدها حنية

غزل
المرأة لا تحتاج للمزاودة، فهي إن سحرت علّقت حتى وإن صرفت .
جاذبيتها تسمح لها أن تقول الحقيقة بكل جرأة وتمتلك زمام المبادرة أياً كانت

لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version