Site icon هاشتاغ

دعوات لوضع “الشتوية” أمام الأمر الواقع: “البطانيات” وسيلة التدفئة شبه الوحيدة للسوريين

هاشتاغ – خاص

لم يكن لدى الأسر السورية من خيارات لمواجهة البرد القارس خلال المنخفضات الجوية المتتالية وخاصة في شهر آذار الجاري، سوى “التلحف بالبطانيات”، فرغم الحاجة الماسة للأمطار والثلوج للزراعة ولرفع منسوب المياه الجوفية، إلا أن المنخفضات المتتالية التي سيطرت على أيام السوريين في الشهر الحالي كانت قاسية بشكل جعل الكثيرين يعربون عن رغبتهم في نهاية فصل الشتاء، وذلك لأسباب كثيرة منها: لأنها جاءت في شهر آذار وهذا نادراً ما يحصل، وثانياً لأنها استمرت لأيام طويلة، فزادت من حاجة الأسر لمصادر طاقة غير متاحة، لتقيهم قساوة البرد، خاصة للمنازل التي يوجد فيها أطفال صغار أو كبار في السن.

يقول (أحمد حسن) وهو موظف حكومي، إنه اضطر لشراء بيدون المازوت بسعر 150 ألف ليرة مكرهاً أمام وضع والديه المسنين وأولاده الصغار، ولأنه يعيش في منطقة باردة من ريف دمشق ( قدسيا)، موضحاً أن هذا الأمر سيرتب عليه ديون لفترة طويلة، لكن “لا خيار آخر.. فما سأوفره بعدم شراء المازوت سأدفعه للأطباء بسبب الأمراض” حسب قوله.

لم يحصل الكثير من الناس على مخصصاتهم القليلة أصلاً من المازوت (50 لتر) للدفعة الثانية، (آخر تصريح للوزير بسام طعمة أمس أكد أن 70 % من الأسر لم تستلم الدفعة الثانية)، ومن هذه النسبة يتبين النقص الكبير في هذه المادة لدى الناس.

تقول (ليلي إبراهيم) وهي ربة منزل لـ” هاشتاغ” إن طول هذا المنخفض الجوي تسبب بمشاعر كآبة عند الكثير من الأسر، إذ أنه لا وسيلة لمواجهة البرد سوى البقاء تحت الأغطية والبطانيات، وهذا أصبح أمراً مقيتاً, خاصة للصغار أو الشباب.

في حين تمضي الخمسينية (لمى الحسن) الكثير من الوقت وهي تفرغ الأواني التي وضعتها لجمع المياه التي تنبع من سطح المطبخ عبر شق ظهر في البيت نتيجة الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف في منطقة بانياس لمدة يومين، وأكدت أن جدران المنزل تشربت بالماء، وأنهم يواجهون كل هذا البرد دون توفر أي نوع من أنواع التدفئة، لأن خيارهم الوحيد هو استخدام مدفأة كهرباء، ولكن المشكلة أن الكهرباء تغيب بشكل شبه تام عندما تشتد الحاجة لها سواء في البرد أو الحرارة المرتفعة، ولهذا “نقطّع الوقت البطيء متحلفين بالبطانيات وارتداء الكثير من الثياب” كما قالت.

يعتمد سكان الأرياف على الحطب في التدفئ، ولكن هذا الخيار تعتريه الكثير من المشاكل. يقول (سمير معلا) من الساحل إنهم استهلكوا كل ما جمعوه من الحطب الذي اعتادوا استخدامه في فصل الشتاء، والذي ويجمعونه من تقليم بستان الحمضيات، لكنه هذا العام نفذ بالكامل قبل نهاية الشتاء بسبب ” الشتوية القاسية في أواخرها” كما قال لـ” هاشتاغ”.

وإذا كان هنالك من يتمكن من تأمين الحطب من أرضه، فهنالك الكثير ممن يتكلفون مبالغ كبيرة لشراء الحطب الذي تحول إلى تجارة قضت على الكثير من الأشجار المعمرة في الغابات والحراج، ولكن كما يردد الكثير من الناس فإن صحة أطفالهم أهم من الأشجار المعمرة أمام انعدام خيارات التدفئة.

مواقع التواصل الاجتماعي تعاملت مع الأمر بطريقة لم تخلو من ” النكتة”, كقول البعض “من بكرا الكل يلبس صيفي، خلونا نحط الشتوية أمام الأمر الواقع”.

http://لتصلك أحدث الأخبار يمكنك متابعة قناتنا على التلغرام

Exit mobile version